المحتوى الرئيسى

مهنة المرشد السياحي في السعودية تكافح لتتطور

10/01 12:22

مرشد سياحي يشرح لوفد سياحي معالم منطقة جدة التاريخية

الاستراحات السعودية تسحب البساط من المقاهي

السعودية تستعد لحقبة ما بعد النفط

السعودية تنقذ أسواق النفط العالمية

على الرغم من العقبات الكثيرة والمنوعة التي تعيق تقدم مهنة الارشاد السياحي في السعودية، ما زال المرشدون السياحيون يكافحون ليرفعوا من مكانة مهنتهم.

إيلاف من الرياض: لا تزال مهنة المرشد السياحي في السعودية، تكافح من أجل الحصول على موقع قدم يؤهلها للمنافسة، حيث لا تزال العقبات تحول دول تبوّئها المكانة المناسبة على الرغم أهميتها. فندرة المرشدين وعدم تفرغهم، وضعف ثقافة المجتمع بأهمية المرشد السياحي، وتفضيل السعوديين السياحة الانفرادية على الجماعية، فضلًا عن قلة سنوات التجربة، عوامل تتسبب بسير المهنة بخطوات بطيئة نحو النمو والتطور.

مرشد سياحي  يشرح لمجموعة من السعوديين معالم منطقة مدائن صالح

أقرت الهيئة العامة للسياحة والآثار في عام 2006 تنظيمًا خاصًا لمزاولة مهنة المرشد السياحي، حيث يمنح المتقدم للمهنة - إذا اجتاز الامتحان - ترخيصًا للعمل كمرشد سياحي معتمد، فيما ينقسم المرشدون بحسب الترخيص ثلاثة أقسام: المرشد العام  من يشمل عمله كافة أنحاء السعودية؛ والمرشد المحلي من يشمل عمله منطقة إدارية أو محافظة أو مدينة واحدة؛ ومرشد موقع من ينحصر عمله في موقع سياحي واحد.

قال عمر مبارك، مدير عام التراخيص في الهيئة العامة للسياحة، إن أي مرشد يخضع للاختبار للتأكد من توفر الحد الأدنى من الكفاءات الشخصية والمهنية والمعلومات في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية والآثار​ية الضرورية لممارسة العمل في الإرشاد السياحي بنجاح، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الاختبار يهدف إلى انتقـاء أفضل الكوادر الوطنية، وهذا يزيد من حرفية العمل السياحي ومهنيته وينعكس إيجابًا على أداء المرشد السياحي من حيث خدمته وإنتاجيته.

وفي شأن المؤهلات المطلوبة للمرشد السياحي، قال مبارك إنه يشترط في المرشد العام أن لا يقل مؤهله عن الثانوية العامة، والأفضلية لمن يحمل مؤهلًا في مجال السياحة أو بكالوريوس في التاريخ أو الجغرافيا أو الآثار وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بالسياحة، بينما لا يقل مؤهل المرشد المحلي عن شهادة الكفاءة المتوسطة. أما مرشد الموقع فيكتفي بإتقان القراءة والكتابة باللغة العربية والإلمام بمجال عمله والموقع الذي سيعمل فيه. هذا وتلزم الهيئة العامة للسياحة والآثار حضور المرشد واجتياز دورة مهنية في الإرشاد السياحي تحت إشرافها.

من جهته، قال المرشد السياحي عمر الغامدي إن الإرشاد السياحي يمثل نشاطًا مهمًا إذ يساهم في التعريف بحضارة السعودية ومقوماتها السياحية والتراثية، كما يعد عنصرًا رئيسًا في التجربة السياحية المتكاملة، ويتيح فرص عمل للشباب. وأشار في حديثه لـ" إيلاف" أن مهنة المرشد السياحي باتت تتطور وتنمو باندماج وانخراط وجوه  شابة جديدة في العمل ، كما تنوعت أماكن عملهم بسبب الجهود المبذولة في تأهيل وتجهيز البنى التحتية للمناطق التاريخية المهملة سابقا، والتي تم فتحها أمام الزوار السعوديين والاجانب، اذ لا تزال مهنة المرشد تسير في الاتجاه الصحيح. وعلى الرغم من تباطؤ دورها في الجانب السياحي، فإنها ما زالت تمثل ركيزة مهمة فيه.

وفي شأن أبرز المعوقات التي تواجه المرشد السياحي، قال الغامدي: "إن انتشار الثقافة الأحادية في المجتمع السعودي وتفضيل السعوديين السياحية الإنفرادية على الجماعية، من العقبات الكبيرة أمام المرشد السياحي، فرغبة الكثير من السعوديين في اكتشاف البلد المقصود بمفردهم من دون التقيد ببرنامج معين أو مناطق محددة عقبة في طريق معرفة المجتمع السعودي بأهمية دور المرشد، وهذه الإشكالية يمكن أن تحل بزيادة جرعة التوعية بأهمية الدور الذي يؤديه المرشد السياحي، خصوصًا في ظل البرامج السياحية التي تعدها هيئة السياحة".

مرشد سياحي يشرح معالم منطقة العلا والتي تعرف بعروس الاثار وتقع غرب السعودية

وفيما يشتكي المرشدون السياحيون من انتشار السياحية الإنفرادية في السعودية، يشتكي آخرون من نقص حاد في عدد المرشدين السياحيين، ولا سيما في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة الذين لا يتجاوز عددهم 50 مرشدًا مقارنة بملايين المعتمرين الذي يفدون إلى العاصمة المقدسة. قال سعود زهير، وهو مرشد متعاون مع احد المكاتب السياحية، إن شركات الحج والعمرة تسيّر في مواسم العمرة والحج ما لا يقل عن 500 حافلة بشكل يومي إلى مواقع تاريخية، ما يعني أن كل حافلة بحاجة إلى مرشد".

أضاف لـ"إيلاف": "السياحة السعودية بحاجة إلى المزيد من المرشدين، خصوصًا مع قرب تنفيذ البرامج السياحية في موسم العمرة، فضلًا عن رؤية 2030 التي تضمنت زيادة في أعداد المعتمرين، ومعظم المرشدين الحاصلين على رخص من الهيئة غير متفرغين للعمل ولا يلبي عددهم الحاجة المستقبلية، الأمر الذي يترتب عليه زيادة أعداد المرشدين من طلاب الجامعات او المتقاعدين ممن لديهم أوقات فراغ بعد تأهيلهم وتدريبهم لتغطية الأعداد الكبيرة المتوقعة، ولا سيما أن كثيرًا من الزوار يحتاجون إلى مرشد يجيد لغتهم ولديه خلفية كبيرة عن المواقع التاريخية في مكة والمدينة".

في جانب آخر، وعلى الرغم من تطور مهنة الإرشاد على مدار السنوات الماضية، فإنها ما زالت مهنة محصورة في الرجال، إذ تنتظر النساء ترخيصًا رسميًا يسمح لهن مزاولة المهنة، اذ يعمل كثير من الفتيات في مهنة الارشاد السياحي بشكل تطوعي، ويغطين المهرجانات الموسمية. قالت الدليل السياحي عبير أبو سليمان إن الكثير من الفتيات يبحثن عن فرص للحصول على تراخيص لمزاولة المهنة، يجعل وصفهن الوظيفي مرشدات سياحيات لا دليلات كما يطلقن على أنفسهن الآن.

برز أخيرًا حراك سياحي طوعي تؤديه فتيات للتعريف بالمناطق التاريخية والتراثية عن طريق استهداف طالبات الجامعات والمدارس، مثل مجموعة "قلب جدة" التي أسستها عبير أبو سليمان، وهي مجموعة مكونة من متطوعين تنشط في المهرجانات التراثية، كما تنظم جولات تعريفية دورية لأحياء جدة القديمة بهدف إبراز التراث بأهم المناطق الأثرية في السعودية.

قالت أبو سليمان إن مهنة الإرشاد السياحي تشكل فرصة ذهبية لاستيعاب خريجات الجامعات وتفعيل دورهن في عشرات الفعاليات والأنشطة السياحية النسائية والخاصة بالعائلات، ما يتيح لها فرصة إثبات الذات، ولاسيما أن المرأة بطبيعتها تميل إلى وصف الأمور بالتفاصيل الدقيقة، وهذا يساعد في إثراء المعرفة.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل