المحتوى الرئيسى

لاعب كرة ومطرب وممثل.. محمد الكحلاوي «المنشد» صاحب المواهب المتعددة

10/01 11:06

"لاجل النبى لاجل النبى لاجل النبي .. تقبل صلاتى علي النبي لاجل النبي".. أغان دينية ارتبطت في وجدان الجيل بذكرى المولد النبوى الشريف، وارتبط معها مشهد منشهدها الوقور وهو يقف في ساحة أحد المساجد الكبرى يرتدى عباءته الفضفاضة ويمسك بمسبحته ويُردد بصوت شجى وحب غامر للنبي صلوات الله عليه، "حب الرسول يابا دوبنى دوب.. عن المعاصى يابا خلانى أتوب".

إنه محمد الكحلاوى مدّاح الرسول، الذي ولد في مدينه منيا القمح بمحافظة الشرقية فى الأول من أكتوبر عام 1912، يتيمًا يرعاه خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوى الذى ورث عنه حب الفن، لقد كان خاله معاصرًا للفنان صالح عبد الحى ذائع الصيت مثله، فتعلم منه محمد الغناء وأصول الأداء وأخذ منه لقبه أيضًا.

الصدفة خطفته من عالم الكرة لعالم الفن

لا يعرف الكثير منا أن المطرب محمد الكحلاوي بدأ حياته لاعبًا للكرة، متميزًا فيها حتى أصبح كابتن نادى السكة الحديد الذى كان يعمل موظفًا بها، فلقد كان مهووسًا بلعبها متابعًا لكل مباريات فريقي الأهلى والزمالك، ومرافقًا لهما في رحلاتهما المختلفة، لكن حب الغناء الذى برع فيه منذ طفولته خطفه من لعب الكرة واحترافها، فنظرًا لعشقه للغناء والتمثيل، التحق الكحلاوي الصغير بفرقه عكاشة التي اشتهرت وقتها بتقديم الأعمال الفنية المختلفة، لكن كفرد من أفراد الكومبارس.

ولعبت الصدفة لعبتها معه عندما تأخر مطرب الفرقة زكي عكاشة، ليطلب منظم الحفل ليلتها من محمد الكحلاوي الصعود إلى المسرح والغناء لتسلية الجمهور لحين وصول زكي، ليتجاوب معه الجمهور بشكل أدهش صاحب الفرقة والكحلاوي نفسه، ليُقرر بعدها الكحلاوي ترك وظيفته بالسكة الحديد والالتحاق بشكل رسمي بفرقة عكاشة.

سافر محمد الكحلاوي وهو لا يزال صبيًّا يافعًا يبدأ حياته الفنية مع فرقة عكاشة في رحلة فنية إلى بلاد الشام دون علم خاله، ليقدم عروضًا غنائية مع الفرقة هناك استمرت لمدة شهرين، لتعود الفرقه دون الكحلاوي.

قرر الكحلاوي الاستقرار هناك ليجوب بلاد الشام على اختلافها متعلمًا أصول الغناء العربي الأصيل، متقنًا اللهجة البدوية وغناء مواويلها المختلفة، رحله استمرت ثمانى سنوات عاد بعدها إلى مصر شابًّا يافعًا، يمتلك ثروة بلغت 38 ألف جنيه وهو المبلغ الذي كان يُعد ثروة ضخمة في ذلك الوقت.

وحجز محمد الكحلاوي مكانًا متميزًا في الحياة الفنية في تلك الفترة بوجه عام والسينمائية بوجه خاص، حيث أسس شركة إنتاج أطلق عليها اسم أفلام القبيلة، التي كانت ثانى شركة إنتاج سينمائي في العالم العربي، وهي الشركه التي قدمت عددًا لا بأس به من الأفلام العربية وصل إلى 40 فيلمًا، والتي شكلت بداية الأفلام المصرية الخالصة بعد أن كانت أغلب الأفلام تعتمد على النصوص الأجنبية.

وقدّم الكحلاوي من خلال شركته عدة أفلام عكست الحياة العربية البدوية على وجه الخصوص، كان منها أحكام العرب وأسير العيون وبنت البادية، وهي الأفلام التي شارك الكحلاوي فيها بالتمثيل والغناء، حيث كون الكحلاوي في بداياته الفنية ثلاثيًّا مع الشاعر بيرم التونسي والموسيقار زكريا أحمد ليُقدموا معًا مجموعة من الأغنيات التي أصبحت جزءًا مهمًا من التراث الفني العربي مع الوقت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل