المحتوى الرئيسى

أليكسيس تسيبراس: جيفارا جديد يقود اليونان فى سنوات عجاف

10/01 10:37

يطلق عليه اليونانيون «جيفارا الجديد» فهو ثورى منذ صباه ضد الأوضاع الخاطئة فى بلاده، ورغم أنه لا ينتمى لعائلة سياسية على غرار احتكار عائلات معروفة للسلطة فى اليونان، إلا أنه شغف بالنشاط السياسى فى مرحلة مبكرة ولعبت صديقته بيتى بتزيانا «التى أصبحت زوجته فيما بعد» دورًا كبيرًا فى ذلك، حيث دفعته لينضم إلى جمعية الشبيبة الشيوعية، وعندما تولى رئاسة حكومة بلاده قرر أن يقود اليونان فى سنواتها العجاف إلى بر الأمان.

ولد تسيبراس وترعرع عام 1974 أى بعد ثلاثة أيام فقط من سقوط الديكتاتورية ببلاده، أسرته عائلة متوسطة الحال ولا تعد من الأثرياء، والده كان يملك شركة للبناء عمل فيها كمهندس، وعندما اقترحت الحكومة خصخصة التعليم فى عام 1990، قاد تسيبراس البالغ من العمر 16 عامًا الاحتجاج فى مدرسته الثانوية لمعارضة تلك الإجراءات، وبدأ يعرف شعبيًا عندما ظهر فى برنامج تليفزيونى ممثلًا لحركة طلابية عام 1990، حيث قال فى كل  حزم رغم أعوامه الـ 17: «نريد الحق فى اختيار متى ندخل المحاصصة السياسية فى الحكومة»، وأعلن فى حينه إعجابه الكبير بالمناضل الكوبى الثورى أرنستو تشى جيفارا إلى درجة أنه أطلق على ابنه فيما بعد اسم أرنستو، ومنذ هذا الحين التصق به لقب جيفارا.

إنه رئيس الحكومة اليونانية أليكسيس تسيبراس «40 عامًا» والذى يعتبر أصغر يونانى يشغل منصب رئيس الحكومة منذ أسفرت الانتخابات عن فوزه عام 2008، بدأ حياته السياسيه كنشط فى الحزب الشيعى «سيريزا»، والتحق فى 2004 باللجنة المركزية للحزب قبل أن يتولى منصب الرئيس، وبدأ أليكسيس تسيبراس بفرض نفسه على الساحة السياسية اليونانية منذ خمس سنوات تقريبًا، لكن فى غضون ثلاث سنوات، ارتفعت حصيلته الانتخابية خمسة أضعاف، ففى انتخابات 2012 التشريعية حل حزبه فى المرتبة الثانية خلف حزب «الديمقراطية الجديدة»، منذ هذه الانتخابات تصدر حزبه لائحة اليسار الأوروبية، وحينها بدأ تسيبراس يصقل صورته دوليًا، فبعد تحسن كبير في إتقانه اللغة الإنجليزية، كثف رحلاته إلى الخارج، وزار رئيس البنك المركزى الأوروبي ماريو دراجى ووزير المالية الألمانى وولفجانج شاوبله المدافع عن سياسة التقشف.

أثار  ذعرًا فى إسرائيل لأنه  طالب بالحرية لغزة ومجيء تسيبراس لسدة الحكم فى اليونان فمعروف عنه تأييده الشديد للقضية الفلسطينية ومناهضته للسياسات والممارسات الاستيطانية الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطينية، وتأييده لقيام دولة فلسطينية، ومعارضته للتعاون العسكرى بين بلاده وإسرائيل، لذلك لم يكن مستغربًا أن يقود مظاهرة فى أثينا ضد الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، كما شارك أيضًا فى الأسطول البحرى «الفلوتيلا» لكسر الحصار عن غزة فى مايو 2010.

كما أنه أثار الذعر لدى الاتحاد الأوروبى، عندما لوح بإمكانية انسحاب بلاده من مجموعة الاتحاد بعد أن شاهد البؤس الذى حل بأبناء وطنه اليونانيين بسبب سياسات الحكومة التى رضيت بشروط الاتحاد الأوروبى، فأصبح من أبرز المناهضين لسياسة التقشف التى فرضها الاتحاد الأوروبى على اليونان منذ 2010، وأعلن رغبته فى إجراء محادثات جديدة لإعادة جدولة هذه الديون «أكثر من 300 مليار يورو» أو تقليصها، وأعلن أنه يحلم بأوروبا متضامنة وشريفة وليس بأوروبا الليبراليين والمؤسسات المالية، فهو الذى قال غداة فوزه فى الانتخابات إنه سيترك وراءه سياسة التقشف التى سببت لليونان مشاكل عدة وسيترك أيضًا وراءه الخوف وخمس سنوات من الإذلال ويقصد بها السنوات العجاف التى عانت منها اليونان اقتصاديًا، وأكد أن أولويته تكمن فى إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى على جزء كبير من دين بلاده العام «175% من إجمالى الناتج الداخلى» من أجل الانتعاش ووضع حد للتقشف.

نرشح لك

أهم أخبار فيديو

Comments

عاجل