المحتوى الرئيسى

أمين: "مصر عاوزه ألف سيسى"

09/30 14:37

وصف الكاتب الصحفي محمد أمين المظاهرات، التي صاحبت زيارة الرئيس إلي نيويورك، بأنها مصطنعة، مشيرًا إلى أن السيسي ليس بحاجة إليها لأنه لا يفتقد الشعبية في وطنه.

وأضاف أمين في مقال له على صحيفة "المصري اليوم" بعنوان «الزفة الكدابة»! أن الأمريكان يعرفون أن السيسى فى غنى عن التمثيل والزفة، كما أنهم يعرفون طبيعة المعارضة فى مصر.

ما معنى هذه المظاهرات المصطنعة للرئيس فى نيويورك؟.. لماذا نفعل هذا بالرئيس شخصياً؟.. لماذا تتورط «الدولة» فى عمل من هذا النوع الذى يثير السخرية والاشمئزاز؟.. هل انهارت شعبية الرئيس فى مصر إلى أدنى مستوياتها، فراحت «الأجهزة» تنظم له «شعبية مزيفة» فى نيويورك؟.. ولماذا لم نر فى زيارة من هذا النوع غير «الزفة» فقط؟!

الأمريكان بالتأكيد يعرفون مَن هو السيسى، فلماذا طلب مرشحا الرئاسة الأمريكية لقاء «الرئيس الديكتاتور»، الذى تصفق له «مظاهرات مزيفة»؟.. ما تفسيرك لما جرى؟.. فمن العبث أن يتكلم كثيرون عن «زفة الرئيس»، ولا يروا فى الزيارة أى نقطة إيجابية، أو حتى بادرة أمل واحدة.. ومن العبث أن يقارنوا بينه وبين رؤساء جمهوريات الموز!

أولاً لا الرئيس يفتقد الشعبية فى وطنه، ولا الدولة سقطت فى هذا الفخ بالمرة.. الحكاية دوافع شخصية.. الأمريكان يعرفون أن السيسى فى غنى عن التمثيل والزفة، كما أنهم يعرفون طبيعة المعارضة فى مصر، فهى لا تنظمها أحزاب معروفة، ولا شخصيات تعبر عن شعبية من أى نوع، ولا أى وزن.. مجرد «نُواح» فى الفضاء الإلكترونى فقط!

بالتأكيد شعبية الرؤساء لا تُحسب بالمظاهرات المؤيدة فقط، فما حدث فى نيويورك لا يعبر عن شعبية بقدر ما يعبر عن احتفاء جماهيرى.. الشعبية لها مقاييس أخرى، ومن حسن الحظ أن «السيسى» يتمتع بها جميعاً.. فهل تراجع الشعبية مثلاً إلى 90% يُعتبر تراجعاً؟.. رؤساء أمريكا يفوزون بـ51%.. فهل يعنى ذلك أنهم بلا شعبية، ولا أرضية؟!

هل طلبت كلينتون وترامب الاجتماع برئيس ديكتاتور؟.. طب حتى كان كل مرشح يخاف من تداعيات اللقاء على شعبيته.. يا بُنى هذه الأشياء لا تتم صدفة، ولا تحدث طبقاً للمشاعر الشخصية.. إنها خطوات محسوبة بالورقة والقلم.. لقاء السيسى يضع الأصوات فى رصيدهما.. بمعنى أن الرئيس القادم يعرف مفتاح الشرق الأوسط، وليس مصر!

هل يُعقل أن نعتبر طلب المرشحين للرئاسة مقابلة السيسى شيئاً عادياً، ثم نتوقف عند «لقاء تميم»، مَن طلب اللقاء؟ ومَن رفض؟.. بلاش كلام فارغ.. أتحدث هنا عن المنطق فقط.. فلم نر أى شىء إيجابى غير «الزفة».. كأننا مستأجرون لكى نشوه كل شىء فى حياتنا.. كأننا نُهيل التراب على كل نقطة مضيئة فى مسارنا الوطنى اللافت للقاصى والدانى!

أسهل شىء أن تُهيل التراب.. وأسهل شىء أن تصف الزيارة بأنها فاشلة، وأنها مجرد «زفة كدابة».. الأصعب أن تتعامل بمهنية فتقدم الصورة كاملة.. ربما هناك نقطة سوداء، ولكن هناك تحركاً غير مسبوق خارجياً.. خلاصته أن انحيازات مصر قد تقلب موازين القوى فى الانتخابات الأمريكية.. مصر هى مفتاح الشرق الأوسط!

كنت أتفهم أن يُقال لو تمت الزيارة بلا «زفة» ولا «جرسة»، لكن أن نتوقف فقط عند الزفة، وننسى قيمة مصر فى المعادلة الدولية، والانتخابات الأمريكية.. أن ننسى تصريحات ترامب بأن السيسى شخص رائع، وأن الكيمياء بينهما جيدة.. ألا نلتفت لبيان الرئاسة بأن مصر تقف على مسافة متساوية، وهى سابقة لم تحدث فى التاريخ؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل