المحتوى الرئيسى

صدفة "الدرة" خير من ألف هجوم.. ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني "تحرج" العرب بجنازة "بيريز".. "حضن عباس" و"حزن شكري" في تشييع "شيمون" محل تعجب.. ونشطاء: مفيش دم

09/30 14:54

جسد صغير وقلب يرتعش خوفًا، فزع يغطي تفاصيل وجهه الدقيقة، يده الصغيرة تتشبث بملابس والده، يختبئ معه خلف "برميل" يحتميان فيه من وابل النيران التي تتساقط عليهما، يرفع والده يده بالإشارة محاولًا "استجداء" العطف من قلوب لم تدخلها الرحمة من قبل.

وينتهي المشهد باختراق رصاصات "حقيرة" لجسد هزيل لم يحتمل وضاعة مطلقيها، فيفارق الحياة دون أن يدري بعد معناها، تلك المشاهد التي تتراءى أمام أعيننا، ما إن يذكر اسم الطفل "محمد الدرة"، شهيد الاحتلال الصهيوني.

وفي ذكرى استشهاد طفل الانتفاضة التي يتذكر العالم فيها هذا المشهد البائس، ويد والد "الدرة" وهو يلوح بها لوقف إطلاق النار عليه هو وطفله، كانت يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصافح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز في القدس، وكانت علامات الحزن تغطي معالم وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي شارك في الجنازة أيضًا.

في مثل هذا اليوم عام 2000، كان الطفل محمد جمال الدرة الذي يبلغ من العمر 11 عامًا، خارجًا مع والده ودخلا منطقة بها إطلاق نار عشوائي، فقام الأب وابنه بالاحتماء خلف "برميل"، واستمر إطلاق النار، ولم يستطع الأب حماية ابنه، وأصابتهما عدة طلقات، وسقط الطفل محمد الدرة شهيدًا، في مشهد نقلته وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.

وانتفضت فلسطين بعد هذا المشهد، فيما عرف بالانتفاضة الثانية، حيث أثار المشهد غضب الشعب الفلسطيني، وليس الفلسطيني فقط، فقد انتفضت مصر أيضًا وخرج المواطنون في مظاهرات رافعين صورة الدرة.

"الرئيس الفلسطيني يشارك في جنازة بيريز"

وفي ذكرى وفاة "الدرة" كان اليوم تشييع جنازة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وظهر الرئيس الفلسطيني وهو يبكي ويحتضن ابنة "بيريز"، وذلك على الرغم من دور "بيريز" في الاستيطان والعمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد بدأ بيريز سياسة الاستيطان والتهجير القسري للفلسطينيين من أراضي الضفة الغربية حتى أطلق عليه "مؤسس الاستيطان".

ونشر المتحدث باسم نتنياهو، مقطع فيديو على موقع تويتر، لمحمود عباس وهو يصافح نتنياهو، في جنازة بيريز، وقال المتحدث باسم نتنياهو، إن عباس قال وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية تسرني رؤيتك"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.

لم يقتصر الوجع في ذكرى استشهاد "الدرة" على مصافحة الرئيس الفلسطيني لنتنياهو ومشاركته في جنازة "بيريز"، بل مشاركة سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ممثلًا عن الحكومة المصرية، وعلامات الحزن التي بدت على وجهه في الجنازة، على الرغم من أن "بيريز" هو أحمد مهندسي العدوان الثلاثي على مصر.

الأمر الذي أثار غضب المواطنين المصريين، وشن الإعلامي مصطفى بكري هجومًا على وزير الخارجية لمشاركته في جنازة بيريز، قائلًا "لا أعرف بأي وجه يذهب وزير خارجيتنا سامح شكري للعزاء في وفاة الإرهابي السفاح، قاتل الأطفال في مذبحة قانا شيمون بيريز، هذه فضيحة".

وتابع في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، البعض يتحجج بوجود علاقات بيننا وبين العدو منذ التوقيع على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، والاتفاقية لا يوجد بند فيها يلزم مصر بحضور جنازات القتلة والإرهابيين الإسرائيليين.

وتصدر "هاشتاج" سامح شكري، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكتب أحد النشطاء "علموا أولادكم أن ميكرفون الجزيرة أشد خطرًا على مصر من إسرائيل، سامح شكري END OF TEXT، وكتب آخر "هو رمي ميكرفون الجزيرة عشان هي قناة عميلة لإسرائيل فيقوم يحضر جنازة رئيس إسرائيل نفسها".

وأثار مشاركة الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية المصري في جنازة "بيريز"، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن اليوم يأتي تزامنًا مع ذكرى استشهاد "الدرة".

وقال أحد النشطاء "وسيكتب التاريخ أن في ذكرى استشهاد محمد الدرة ذهب وزير خارجية مصر لتقديم العزاء في قاتليه، وكمان صوره كلها أنه زعلان، ومفارقة غريبة أن يوم موت الدرة هو يوم دفن الملعون بيريز"، وكتب آخر "قمة الاستفزاز حاجة لا تطاق، العرب انتزعت منهم العزة والنخوة والكرامة، ذهبوا لحضور جنازة قاتل أطفالهم ومشرد نسائهم ومخرب أوطانهم".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل