المحتوى الرئيسى

بعد استهداف مسجد ـ مبادرات في دريسدن لمواجهة العداء للأجانب

09/30 12:40

تعاني ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا من تنامي الحوادث المتعلقة بالعداء للأجانب. لكن ثمة وجها آخر للميدالية، إذ إن هناك مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل بتبلور عدد من المبادرات والمشاريع لمواجهة هذه الظاهرة.خرج إبراهيم ذو العشر سنوات متوترا من المسجد لاستكشاف ما حدث أمام بيته. فمنذ أن انفجرت عبوة ناسفة أمام المسجد يوم الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016) لم يتمكن إبراهيم من استعادة هدوئه بعد. حركة دؤوبة في المكان. جيران يعرضون المساعدة، سيارة شرطة تقف هناك لحماية المكان، فيما تصور الكاميرات البيت وبابه الذي اسودّ لونه بعد الانفجار. يطلب محمود باكارو من إبراهيم الدخول للبيت. وباكارو عضو في مجلس إدارة مسجد فاتح كامي الذي تديره جمعية ديتيب (Ditib) الإسلامية التركية في حي كوتا بدريسدن. وحول ما إذا كان لا يزال يشعر بالأمن في دريسدن قال باكارو: "أعيش هنا منذ عشرين عاما، ولم يسبق لي أن عشت شيئا كهذا، كما أتمنى ألا أعيش ذلك مرة أخرى. دريسدن مدينة جميلة، فلماذا يسعى البعض لجعلها قبيحة؟". اليمين المتطرف والعنصرية في ساكسونيا لا تزال خلفيات الاعتداء غير واضحة تماما، إلا أن الشرطة تعتقد أن العداء للأجانب هو الدافع الأساسي. وفي تقريرها السنوي الأخير حول الوحدة الألمانية، عبرت الحكومة الألمانية عن قلقها بشأن "تزايد أعمال العنف المرتبطة باليمين المتطرف في الولايات الشرقية"، وأغلبية تلك الحوادث تقع في ولاية ساكسونيا، التي لا يتعدى معدل الأجانب فيها ثلاثة في المائة. ولا يوجد مكان آخر في ألمانيا، كما هو الحال هنا، من حيث تنظيم النازيين الجدد، بالمقارنة مع عدد لسكان. ماركوس كيمبر يجول، منذ 15 عاما، في معاقل العداء للأجانب في سكسونيا، في إطار قافلة ثقافية تحاول على سبيل المثال مساعدة الجمعيات التي يوجد في صفوفها نازيون جدد، ولا تعرف كيفية التخلص منهم. "في السنتين الماضيتين ازداد عدد الاعتداءات اليمينية المتطرفة في ساكسونيا بنسبة 90%. ولا شك أن لذلك علاقة بالأجواء المشحونة وبمظاهرات حركة "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا بـ "بيغيدا" التي تتظاهر ضد "أسلمة الغرب"، يقول كيمبر. التغريد ضد بيغيدا وفي نفس اليوم الذي وقع فيه الانفجار أمام المسجد تجمع حوالي 2500 شخص. لودفيغ رينهولت راقب بدقة الشعارات التي رفعها أنصار "بيغيدا"، وهو يكتب بسرعة شيئا ما على هاتفه النقال. فهو ينشط في إطار مشروع "شتراسنغشفيتشر" الذي يعني بشؤون اللاجئين. "إننا نوثق هنا كل ما يقال، وكل ما يحدث حتى لا يتهرب أي أحد من تحمل مسؤوليته. "رينهولت، الذي درس الكيمياء ويبلغ من العمر 25 عاما، أرسل ما لا يقل عن 22 تغريدة في ذلك المساء. وهناك زميل آخر يتكفل خصيصا بمراجعة كل تغريدة من ناحية المضمون ولكن أيضا من الناحية اللغوية قبل نشرها في الانترنت. وأضاف رينهولت بهذا الشأن "بيغيدا تساهم في شحن الأجواء، ونحن نسعى لمواجهة ذلك، ووضع حدود واضحة حول ما يُسمح بقوله، وما هو يمين متطرف محض وعداء للإنسان". ومن بين المشاركين هذا الاثنين بعض الشبان المنتمين لأوساط النازيين الجدد في ساكسونيا. وهم يعرفون رينهولت جيدا ولا يحبونه. أحدهم جاء إليه وهدده بشكل غير مباشر "إننا نعرفك، ونعرف ما ذا تفعل هنا، أريد فقط أن أخبرك بذلك، حتى لا تحدث أي قلاقل". إلا أن رينهولت وزملائه يواصلون تغريداتهم كل أسبوع. شجاعة ضد التطرف هناك الكثير من سكان دريسدن يناضلون منذ سنوات من أجل مدينة متسامحة، منفتحة ومتعددة. ومنذ انطلاق مظاهرات "بيغيدا"، زاد عددهم. ومن بين المبادرات في هذا الشأن "قهوة الاثنين" التي ينظمها مسرح دريسدن، حيث يجد اللاجئون الدعم والإرشادات التي يحتاجونها. كما أن المسرحيات المقدمة تعكس الواقع اليومي. فمثلا روميو وجوليت كمسرحية شخصها شباب ألماني وعربي. "بالطبع من الصعب، التعبير عن هذا الموقف بالمسرح والقول اسمعونا، هذه هي القيم التي نؤمن بها فوق الخشبة، والتي نسعى جميعا للالتزام بها". هذا ما يقوله دافيد لينارد صاحب مبادرة "قهوة الاثنين" التي يسعى من خلالها إشراك المزيد من سكان المدينة في مشروعه المناهض للتطرف. ح.ز/ ليندا فيرإيك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل