المحتوى الرئيسى

رجل.. و10 ستات!

09/30 12:03

اتسعت عيناه فى فزع وكأنهما ستخرجان من محجريهما، وأطلق شهقة هلع، ولم يلبث أن أمسك بذراعها بشدة وانتزعها من فوق ذلك الكرسى، صارخاً:

- ماذا تقولين أيتها الغبية؟

تألمت ذراعها تحت قبضته، وأجابته فى ارتباك خائف:

زاد من قبضة يده على ذراعها وهزها فى عنف هاتفاً:

- وكيف حدث ذلك.. ألم نتفق على ألا تحملى؟

أسرعت تقول من بين دموع تزاحمت فى مقلتيها:

- كان حلماً تمنيت أن يتحقق قبل أن تحرمنى منه سنى للأبد.

قالتها واختطفت كفه فى لهفة وطبعت فوقها قبلة رجاء أغرقها الأمل ورددت:

- أرجوك لا تحرمنى من أن أصبح أماً.. أرجوك.

لم تفلح توسلاتها بل ازدادت ملامحه قسوة وسكنت عينيه نظرة لا مبالية ثم زفر بعنف وكأنما استقر على أمر ما، و.....

وركلها بكل عنف فى بطنها صارخاً:

- انا لا أريده ولا أريدك أنت أيضاً.

إحساسها بقسوته جعلها تتوقع تصرفه فضمت ذراعيها حول بطنها فى اللحظة المناسبة وتلقت بهما ضربته إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تحس بالألم.

أسرع هو يلتقط محموله ومفتاح سيارته ويتجه صوب الباب قائلاً ببطء دون حتى أن يلتفت نحوها:

- منذ اليوم لم يعد لى حاجة بك.. ولتعتبرى علاقتنا قد انتهت للابد.

ثم غادر الشقة صافعاً الباب خلفه ومعه أغلق كل أبواب الأمل فى قلبها.

لم تستطع استيعاب رد فعله فدفنت وجهها بين يديها وكأنها تبحث بينهما عن إجابة لسؤالها.. لماذا؟

ورغماً عنها شردت بفكرها بعيداً.

..... «يا ابنتى حاولى أن تحكمى عقلك قليلاً».

مطت شفتيها فى يأس وهى تستمع إلى أمها، التى استطردت دون أن تنتظر ردها:

- أنسيت أنك قد رفضت الكثير من العرسان حتى أصبحت فى الأربعين من عمرك ولم يعد يتقدم أحد لخطبتك.. كيف ترفضين إذن ذلك الرجل؟

- وكيف أتزوج رجلاً متزوجاً من ثلاث نساء.. بل يريد أن يتزوجنى عرفياً بحجة خوفه من أن يقع فى المشاكل مع زوجاته.. كيف أقبل بهذا الوضع يا أمى؟

تنهدت أمها فى حزن وقالت بصوت خفيض ينضح ألماً:

- فلتعتبريه فرصتك الأخيرة فى أن تصبحى زوجة وأماً.

أفاقت من ذكرياتها على وقع طرقات حادة على الباب فنهضت يجرها حزنها تفتح الباب، فإذا برجل ستينى يشير إليها قائلاً:

- أمامك ساعة من الآن تلملمين فيها أغراضك الشخصية وتتركين الشقة لأن ساكناً جديداً سوف يتسلمها اليوم.

هزت رأسها وكأنها تسترجع ما سمعت علها تفهمه، ثم تساءلت فى حيرة:

- أية شقة.. يبدو أنك مخطئ.. فإن تلك الشقة ملكى.. فزوجى قد اشتراها لى وقاطعها مطلقا ضحكة ساخرة:

- اشتراها؟ تلك الشقة قد استأجرها زوجك منى مفروش.

- وقد أخبرني منذ قليل برغبته فى إنهاء مدة الإيجار.

لم تتمالك نفسها فانهارت على أقرب مقعد وأجهشت بالبكاء.

ربتت امها فوق كتفها في حنان، وهمست:

نظرت إليها بدهشة وارتسمت فوق شفتيها ابتسامة مستهزئة ورددت:

تحاشت امها نظراتها واطرقت قائلة:

- ظننت أن رجلا في ثرائه يعد فرصة لا تعوض.. وانك اذا حملت منه فسوف يسرع بعقد قرانه عليك رسميا ..لم أكن اظنه ندلا لتلك الدرجة.

اشاحت بوجهها عنها وكأنها لا تريد أن تراها وغمغمت:

- ها هو قد هرب وتركني احمل هما ثقيلا وطفلا  سيخرج إلي دنيانا لا يعرف له ابا ولن أتمكن حتى من نسبه إليه.

عندما وصلت لتلك النقطة انتحبت بشدة فعادت أمها تربت على كتفها قائلة:

- اطمئني فإن أخاك اقسم الا يتوانى عن البحث عنه في كل مكان واجباره على الاعتراف بابنه وها هو يبحث منذ ثلاثة شهور كاملة وسوف يجده يوما ...اطمئني.

لم تكد تنهي حروف كلماتها حتى اقتحم أخوها المكان في لهفة صائحا وصدره يعلو ويهبط وكأنه قادم لتوه من سباق للعدو:

انتفضت كلتاهما ورفعتا اليه عيونا ملؤها اللهفة فاستطرد دون ان ينتظر ردهما قائلا:

- الحيوان ...وجدته متزوجا ولديه الكثير من الاولاد و...

- تلك ليست بمعلومة فجميعنا يعرف انه متزوج من ثلاث نساء و...

- بل من اربع نساء.

قطبت حاجبيها فزعا وصاحت امها:

- ماذا تقول؟ كيف يكون متزوجا من أربع ويتزوج اختك ...كيف؟

ازدرد ريقه ونظر إلى اخته مترددا فاشارت إليه تستحثه فقال وهو يبتعد بنظره عن محيط عيني اخته :

- بل متزوج من أربعة رسميا ومتزوج من خمس نساء أخريات عرفيا  وانت السادسة .

شهقت بعنف وسقطت مغشيا عليها.

  - كيف تفعل ذلك ولماذا؟

تساءل صديقه في دهشة ممزوجة بالاشمئزاز، فأطلق هو على إثرها ضحكة مجلجلة واجاب:

- وماذا في هذا يا صديقي ...انني أتزوج فهل في الزواج عيب؟

- ان الله قد احل الزواج بأربع فقط اما أنت فمتزوج من عشر.

- احل الزواج  بأربع ... كما احل ملك اليمين «وما ملكت أيمانكم».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل