"ولاية الرجل".. صراع ممتد لسنوات داخل السعودية .. "اليوسف" تشعله من جديد

من جديد فتح ملف "إسقاط ولاية الرجل علي المرأة" في السعودية بعد أن كان أثار جدلًا واسعًا في يوليو الماضي، بعد صدور تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش حمل عنوان "كمن يعيش في صندوق: المرأة ونظام ولاية الرجل في السعودية"، والذي فند حسب آراء كاتبي التقرير أسباب إطلاق تلك الحملة.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الممتد علي 66 صفحة، إن نظام ولاية الرجل في السعودية يبقى أكبر حاجز أمام تحقيق المرأة لحقوقها، رغم بعض الإصلاحات التي اتُخذت في العقد الأخير، موضحًا أن المرأة البالغة تحتاج إلى تصريح من وليّ أمرها للسفر إلى الخارج والزواج ومغادرة السكن، وقد تحتاج إلى موافقته أيضا للعمل أو الحصول على رعاية صحية، وأن هذه القيود تُفرض على المرأة طيلة حياتها، فالدولة السعودية تعتبر المرأة قاصرة قانونيا طيلة حياتها.

وشمل التقرير مقابلات أجرتها المنظمة مع مجموعة من النساء السعوديات، وورد من بينها مجموعة من الشهادات الصادمة لو صدقت؛ حيث قالت امرأة سعودية (62 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش: "صدّقي أو لا تصدّقي، ابني هو وليّ أمري، وهذا مهين جدا... ابني الذي أنجبته وربيته هو وليّ أمري".

وقالت زهرة (25 عاما):"لا سلطة لك على جسدك.. يجعلك ذلك متوترة في كل خطوة من حياتك.. كل شيء تبذلين فيه جهدا ووقتا قد يتوقف في ثانية، إذا قرّر وليّ أمرك ذلك".

ومرت الموجة الأولي بعد ضجة، لتعود من جديد بالأمس بعد أن وقّعت قرابة 14 ألف إمرأة سعودية على عريضة للحكومة السعودية للمطالبة بانهاء نظام ولاية الرجل على المرأة في البلاد.

ومن جانبها قالت عزيزة اليوسف، التي تقدمت بعريضة الدعوي للسلطات السعودية إنها "لست قلقة من وجود عواقب للعريضة فأنا لم أفعل أي تصرف خاطئ"، موضحة أنها "تشعر بالفخر" من ردود الأفعال المؤيدة، مؤكدة أنها تطالب باعتبار المرأة فوق سن 21 شخص بالغ، وأن الهدف الرئيسي اعتبار المرأة "مواطن كامل" في المجتمع السعودي.

وتم تدشين هاشتاج علي موقع التدوينات القصيرة توتير بعنوان #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولايه، ولكن لم يجد له مناصرين بحجم المعارضين، ومن بين المؤيدين حساب بعنوان "سلطان بن عويّد" قال أن :" إسقاط الولايه من أبسط حقوقهم .. ولايوجد دليل شرعّي صريح يقيد المرأه " بولاية " الرجل قلت ولايه وليس قوامه".

وعلي الجانب الآخر تم تدشن هاشتاج آخر مضاد له بعنوان #حاسبوا_خونه_اسقاط_الولايه، والذي حظي بدعم أكبر من سابقه، وعلق حساب بإسم "نجوي الأسمري" علي المطالبات بإسقاط الولاية علي المرأة بقوله :" هم يريدون إسقاط الحياء وهوية المجتمع .. فقد أدخلوها بين الرجال تحت ذرائع هشة .. ووجدوا العائق الوحيد ولايه الرجل!!".

وأوضح حساب بإسم الشاعر أحمد الظفيري، أن "ولاية الرجل بالسفر للخارج بجوزا السفر بتصريح منه يحدد مدته مفتوح او مقيد ويكون تحت ولايته الولد والبنت لين سن 21"، بينما ورفض حساب بإسم " سوما" ما وصف بإسقاط ولاية الرجل، وقالت خلال تدوينها لها علي موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن " ولاية الرجل على المرأة ولاية رعاية وصيانة وحماية وإكرام كما وردت في الشرع والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته"

واجري حساب آخر بعنوان صالح أبو عمر، استطلاع رأي اشارك فيه 4746 مدون، وبلغت نسبت المؤيدين لإسقاط الولاية 26% بينما بلغت نسبة الرافضين 74%، في مؤشر يوضح أن السعوديون لا يرغبون في هذا الأمر.

ومن جانبه قال مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، خلال ندوة معلقًا علي الامر:"أن المطالبين بإسقاط ولاية الرجل على المرأة في الممكلة، واصفًا دعوتهم بأنها جريمة تستهدف المجتمع السعودي المسلم".

وأضاف آل شيخ، أنه "لا يجوز إسقاط ولاية الرجل على المرأة، وهذه الدعوة سيئة لا خير فيها وتخالف شرع الله وسنة رسوله".