المحتوى الرئيسى

دوافع إنسانية وسياسية.. سر تأثر أبو مازن في جنازة بيريز

09/30 22:43

- محمود عباس وصف بيريز بـ"رجل السلام الحقيقي".. ووصف بيريز أبو مازن "شريكنا في السلام"

"إن بيريز كان شريكا في صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل الشهيد ياسرعرفات ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) إسحق رابين، كما بذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته"، هكذا نعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زعيم دولة الاحتلال الراحل، شيمون بيريز، الذي توفي أول أمس، عن عمر يناهز الـ93 عامًا.

كذلك حضر "أبو مازن" اليوم، جنازة بيريز في مدينة القدسef="/tags/121991-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9">القدس الغربية، وأبدى حزنًا وتأثرًا كبيرين، بالإضافة لـ3 دول عربية أخرى، مصر ممثلة في وزير خارجيتها سامح شكري، الأردن بنائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية جواد العناني، والمغرب بمستشار الملك أندريه أزولاي.

أثار حضور 4 من قادة العرب، موجة من الانتقادات لتصرفهم، خاصةً وأن بيريز يعد من مؤسسين الكيان الصهيوني، كما ربط بعض من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بين ذكرى وفاة الشهيد محمد الدرّة، وبين سعي "أبو مازن" في تقديم واجب العزاء بقاتله، وهو الأمر الذي رفضته الشعوب العربية بأكملها، تحديدًا الفلسطينيين ورأت إنه بمثابة خيانة عظمى.

ونسلط الضوء في هذا التقرير، على بعض الأسباب التي دفعت عباس لحضور الجنازة، والخلفية التاريخية للقاءات بيريز و"أبو مازن"، وهو الذي لم يكتفي بتقديم واجب العزاء فقط، بل إحتضن وواسى نجلة بيريز، كما بادر بمصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زوجته سارة.

في 22 من يوليو الماضي، توفي عمر عباس، شقيق محمود عباس والشهير بـ"أبو لؤي"، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد صراع مع مرض السرطان.

وفي تقرير نُشر على موقع "المصدر" الإسرائيلي، اليوم، قال مصدر فلسطيني أن بيريز لم يتردد قبل أسابيع أن يتصل بـ"أبو مازن" ويقدم واجب العزاء في وفاة شقيقه.

عام 1993، دارت العديد من الاتصالات بين الطرفيين الإسرائيلي والفلسطيني، بشأن أول اتفاق سلام رسمي، قادها كلا من محمود عباس، أمين سر اللجنة التنفيذية بفلسطين وقتها، وشيمون بيريز، وزير خارجية دولة الاحتلال.

وفي حديقة البيت الأبيض بواشنطون، يوم 13 سبتمبر 1993، وبحضور أكثر من 3 آلاف شخصية مدعوة، وقع "أبو مازن" وبيريز اتفاقية "أوسلو"، بحضور الرئيس ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلنتون، والتي أفادت بإعلان المبادئ بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطـــاع غزة.

مد عرفات يده مبتسمًا إلى رابين الذي قبل مصافحتها بعد تردد، وقوبلت صورة العدوين اللدودين منذ 50 عامًا، بإشادة وتقدير كل شعوب العالم، وبعد عام على ذلك، فاز رابين وبيريز وعرفات بجائزة نوبل للسلام، "للجهود التي بذلوها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

في مقر الرئاسة الإسرائيلية للـ«تمسك بخيار السلام»

ظل السلام هو الرابط الوحيد بين الطرفين طوال الأعوام الماضية، وفي 23 يوليو 2008، استقبل بيريز "أبو مازن" لأول مرة في مقر الرئاسة الإسرائيلية، وقال الرئيس الإسرائيلي للصحفيين بعد اللقاء الذي استمر نحو 20 دقيقة: ''ناقشنا الجهود المبذولة من أجل السلام ونأمل التوصل إلى سلام حقيقي على أساس التفاهم المشترك والثقافة والتطور الاقتصادي، سلام يسمح للشعبين بالعيش المشترك بشكل سلمي في دولتين''.

هذا فيما قال عباس: "لا خيار للفلسطينيين سوى المفاوضات السلمية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل"، وأكد تمسكه بأمل التوصل لاتفاق سلام يقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية وفقاً لرؤية الرئيس الأميركي جورج بوش، مشيداً بمواقف بيريز والتزامه بالسلام، واصفاً إياه بأنه ''رجل سلام حقيقي''.

عباس وبيريز يصليان في الفاتيكان من أجل «السلام»

في مايو 2014، وبعد 6 أعوام من اللقاء السابق، مازال السلام غائبًا عن الدولتين، مما دفع بابا الفاتيكان فرانسيس لدعوة الرئيسين للصلاة معه من أجل السلام، وقال وقتها: "في هذا المكان (بيت لحم)، حيث وُلد أمير السلام، أود أن أوجه دعوة لك، سيدي الرئيس محمود عباس، وللسيد الرئيس شمعون بيريز لترفعا معي صلاة مبتهلين من الله هبة السلام. وأضع بيتي في الفاتيكان بتصرفكما لاستضافة لقاء الصلاة هذا".

سرعان ما تجاوب الإثنان مع دعوة فرانسيس وقبلوا دعوته، قبل أن تتلى صلوات للديانات الثلاثة باللغات المختلفة تخللتها موسيقى كلاسيكية.

وحسب موقع "عربي 21"، قال بيريز: "أن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني يطمحان إلى السلام، ولابد أن يوضع حد للعنف والصراع"، أما الرئيس الفلسطيني فسأل الله أن "يمنح عطية السلام للأرض المقدسة وفلسطين والقدس وشعوب المنطقة كافة، وأن يجعل من مدينة القدس أرضا آمنة لأتباع الديانات الثلاث: اليهودية، والمسيحية والإسلام، ولكل الراغبين في زيارتها". وبعد ذلك غرس البابا والرئيسان ومعهم البطريرك بارثلماوس الزعيم الروحي للأرثوذكس، شجرة زيتون ثم تصافح أفراد الوفدين وعزفت الموسيقى، ليتم عقد 4 محادثات مغلقة لمدة عشرين دقيقة بين الرئيسين، قبل أن يغادرا الفاتيكان.

لقاء عابر في مؤتمر «دافوس» 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل