المحتوى الرئيسى

من قناة «الجزيرة» إلى السيسى: شكراً لتعاونكم معنا | المصري اليوم

09/30 00:16

هذه الطراوة والرخاوة التى تعامل بها السلطة المحتكرين الفاسدين، ومشعلى الأسعار، وسماسرة الهجرة غير الشرعية، تشجعهم على التمادى فى إيذاء الشعب الذى لم يجد إلى الآن «من يحنو عليه، ويرفق به».. وهنا يثار السؤال: ما شرعية سلطة لا تحمى الشعب، صاحب السيادة والمال والشرعية، لا فى البر ولا البحر؟

بعد إصرار السلطة الحاكمة على السيطرة التامة على الإعلام، ليصبح ذا صوت واحد، سواء بدفع بعض الأثرياء الجدد الموالين لها لشراء قنوات، أو بإقدام أجهزة سيادية على إطلاق قنوات وشراء صحف ومواقع إخبارية إلكترونية، لن يجد الناس آراء مختلفة ومتنوعة، إنما تطبيل ونفاق وسطحية، ومن ثم سينصرفون تباعا عن الإعلام المصرى، بكل قنواته، إلى قناة الجزيرة وأخواتها من قنوات الإخوان، وهنا سيقعون فى فخ الدعاية الفجة، والغرض السياسى المكشوف، ولا عزاء لمن يصرون على تسليم المصريين لهذه المنابر الإعلامية التى تقول السلطة إنها تمارس حرب الجيل الرابع ضد مصر، بعد أن كان الناس قد انصرفوا عنها وأعرضوا.

لو أن الذين على رأس الجزيرة وأخواتها هم ممن يقدرون الجميل ويردونه، لأرسلوا برقية شكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى تقول له بوضوح شديد: شكرا لتعاونكم معنا.

يليق أداء البرلمان فى دورته المنقضية بسلطة تميل إلى الانفراد بالقرار، ولا تريد للشعب أن يسمعها صوته، فهذا يزعجها، ويسقط عنها أوهامها بأنها مقدسة وتعرف كل شىء، وعلى الناس أن يسلموها أمرهم طواعية، فإن لم يفعلوا فسيُجبرون على هذا.

كان بوسع البرلمان، لو أنه يمثل كل فئات المجتمع من حيث توجهاتها ومصالحها أن يكون مكانا لصناعة السياسة بدلا من موت السياسة فى المجال العام، وهو ما يجعل المشكلات والسخط والمطالب تتجه إلى الرئاسة مباشرة، ومنها إلى المؤسسة العسكرية التى صارت فى الواجهة، وهذا يشكل خطرا داهما على البلاد.

لقد عمل البرلمان، فى أغلبه، على إرضاء السلطة التنفيذية، الرئيس والحكومة، أكثر من إرضاء الشعب، صاحب السيادة والشرعية ومن انتخب مجلس النواب. والقلة التى اختلفت مع هذا التوجه، وأرادت أن تمارس دورها الحقيقى فى الرقابة والتشريع وتمثيل مصالح الناس تم قمعها بقسوة، وبصورة مباشرة، أشبه بالكوميديا السوداء، فيما يمثل أداء رئيس مجلس النواب حالة صارخة لسوء الاختيار، فالسلطة التنفيذية تصورت أن رجلا ضعيفا فى هذا الموقع ميزة لها، لكن ها هو يشكل عبئا ثقيلا عليها، لو كانت تدرك جواهر الأمور لا ظواهرها.

فى المقهى، قالت مذيعة التليفزيون: السيسى يعرض أجندة مصر أمام الأمم المتحدة فى نيويورك، فصرخ زبون: الله أكبر طلع عندنا أجندة لا نعرفها فقال زميله: شىء قليل من التطبيل لا يضر كثيرا.

هناك مؤشرات تؤكد صعوبة إجراء الانتخابات المحلية هذا العام. طبعا فهم ليسوا متعجلين، ولن يكونوا، فاللواءات المتقاعدون يمسكون بأعناق الإدارة المحلية ولا يريدون من يزعجهم على الإطلاق.

حولت جوجل موقع «يوتيوب» لمنصة تواصل اجتماعى لمنافسة «فيس بوك».. متى يفهم أنصار التعتيم وإعلام الصوت الواحد أن زمانهم قد ولى إلى الأبد؟

لا يمكن أن ننكر تفاعل أغلبية المصريين إيجابيا مع قيام الرئيس السادات بإبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكنهم وقتها كانوا، ولا يزالون، يريدون سلاما يقوى الدولة لا يضعفها ويجعلها فى حالة «استسلام» غير معلن.

إن ما وعدت السلطة به الشعب المصرى بأن السلام سيعقبه الرخاء والحرية وأن ما كان يذهب للحرب من مال وجهد سيسخر لبناء الدولة لم يتحقق منه شىء، بل زادت الهوة بين الطبقات بشكل صارخ، وارتفعت مستويات الفقر والتهميش الاجتماعى إلى مستويات مخيفة، وتعزز الاستبداد السياسى بمرور الوقت إلى حد يدعو للرثاء، وتمت عسكرة المجال العام إلى درجة بعيدة، وسقطت الدولة فى فخ الديون والتبعية، وتراجع دورها الإقليمى والدولى إلى مستوى مخجل.

وإذا كان بعض من عارضوا الاتفاقية وقت إبرامها تفهموها فيما بعد، فإنهم مع هذا لم ينسوا أن «حالة العداء» مع إسرائيل قائمة، وأن مصر لا يمكن أن تتخلى عن نصرة العرب، لا سيما الفلسطينيين حتى ينالوا حقوقهم المشروعة.

إن أى إنسان سوى يجب أن يكره الحروب، حيث القتل والدمار والأحقاد الدفينة، لكن لا يمكن لذى نخوة أن يخضع لظلم أو عدوان أو إكراه، لاسيما أن اتفاقية جنيف تحدثت عن الحرب العادلة، وهناك الحرب الدفاعية التى تفرض على بلد معين إن هوجم من بلد آخر.

أتمنى لو تُقدم السلطة الحاكمة على تغيير مرشحة مصر لمنصب مدير عام المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» السفيرة مشيرة خطاب قبل فوات الأوان، فترشيح خطاب ليس الأمثل، ومصر غنية بمن هم أو هن أفضل منها كثيرا للترشح، لكن لا أدرى لماذا تم التسرع وطرح اسمها على هذا النحو، وبتلك الطريقة التى عفا عليها الزمن؟

إننى أتعجب من أن يغامر الرئيس عبدالفتاح السيسى، بل يقامر باسم مصر، حين يصر على ترشيح خطاب، ويقر الوقوف وراءها، رغم أن فرصها تبدو ضعيفة، وتحتاج جهدا مضنيا من الدولة حتى يمكنها المنافسة، فهى بعيدة فى اهتمامها وخبرتها عن اليونسكو، ولا أعتقد أن بوسعها أن تُقنع من ينتخبونها فى نهاية المطاف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل