المحتوى الرئيسى

محمد الديب.. فكرة لا تموت

09/29 17:01

«بحلم مصر تكون جنة، بس كل الأحداث بتأكد لي إنها مش هتكون كدة غير بعد الدم، اللهم أحقن دماء المصريين يا رب"، تلك  الكلمات كان يرددها المخرج الشاب الراحل محمد الديب.

تحل اليوم الذكرى الثالثة على وفاة محمد الديب، الشاب العشريني في أحداث عربة ترحيلات أبو زعبل، عقب فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.

ولد "الديب" في ألمانيا وعاش هناك عامًا ثم انتقل مع الأسرة للعيش في مصر، كان حب الفن يجرى في دم الديب منذ طفولته، فكان دائمًا يشارك في الأعمال الفنية بالمدرسة حتى نضج وتخرج في كلية الحاسب الآلي ودرس الإخراج السينمائي وبدأ العمل فيه بإخراج وتمثيل أفلام قصيرة.

الديب أحد مؤسسي "رابطة فناني الثورة" التي أسست بميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير، حرص على توثيق جميع الأحداث، وكان يلقبه رفاقه بـ"الشهم".

و"فكرة" هو اسم الفريق الفني الذي أسسه محمد مع مجموعة من رفاقه  من محبي الفن عام 2009، كان هدفه الأساسي من هذا الفريق التحدث عن مجتمعنا بشكل واقعي دون إسفاف ولا إفراط، وكان هو شعار أفلامه الوثائقية والدرامية والتي بلغت 25 فيلمًا.

ومحمد الأخ الأكبر لإخوته، جاء من محافظة البحيرة للقاهرة من أجل إتمام "فكرة"، وكان دائمًا محبًا للخير ويعمل بيه لإسعاد الناس، ومن أنشطته، التوجه لحلايب وشلاتين لإقامة معارض خيرية بصحبة إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة قاطنيها محدودي الإمكانيات، ولم يترك فرصة للعمل الخيري والإنساني إلا وبادر وشارك فيها.

كان محمد واحدًا من الشباب الرافض لحكم وفساد نظام الرئيس الأسبق مبارك، وخرج ثائرًا مع ثوار 25 يناير، يهتف عيش حرية عدالة اجتماعية، ولم يترك الميدان طيلة الـ18 يومًا، وأصيب بأحداث 28 يناير، بقنبلة غاز في الرأس، ثم في أحداث "سيمون بوليفار" أصيب بطلقة رصاص في قدمه، أثناء تصويره للأحداث، و تركها بجسده ذكرى لثورته، حتى توفاه الله.

ثم جاء محمد مرسي بعد انتخابات كاد أن يكتسحها أحمد شفيق، ففرح بفوز مرسي، إلا أنه كان ينتقد سياساته الخاطئة في بعض الأحيان، بحسب ما قالته أسرته، وجاءت أحداث 30 من يونيو التي أطاحت بمحمد مرسي الرئيس الأسبق، ونظّم أنصار وبعض الشباب المعارض للطريقة التي أطاحت بمرسي، اعتصامين في ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة في الجيزة.

وانضم محمد للاعتصام منذ اليوم الأول ووثق الأحداث بواقعية لحظة بلحظة من خلال رابطة فناني الثورة، حتى تم الفض واعتقل يوم 14 أغسطس 2013 وعذب على مدار ثلاثة أيام ثم أصدر أمر بترحيله لسجن أبو زعبل وداخل عربة الترحيلات أطلقت عليهم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والسام، أدى إلى موته هو وأربعون شخصًا كانوا معه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل