المحتوى الرئيسى

بحثا عن أسرار المقاومة.. إسرائيل تضيق الخناق على صيادي غزة

09/29 10:53

لم تعد رحلات الصيد اليومية، حدث "هادئ" و"طبيعي"، بالنسبة للفلسطيني منير بكر، فالبحث عن الرزق داخل بحر غزة، بات في الأيام الأخيرة مهنة "الموت" و"المخاطر" التي تعترض طريقه وغيره من صيادي الأسماك.

وكثفّت السلطات البحرية الإسرائيلية، في الآونة الأخيرة، من وتيرة مضايقاتها للصيادين، عبر إطلاق النار على قواربهم، واعتقالهم لساعات ولأيام، لاخضاعهم للاستجواب والتحقيق، بهدف الحصول على معلومات حول الأنشطة البحرية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

ويخرج "بكر" (54 عاما) من بيته مع ساعات الغروب، حتى صباح اليوم التالي، في رحلة تستغرق نحو 16 ساعة، يتعرض فيها لانتهاكات إسرائيلية وصفها بـ"المذلة".

ويقول الصياد الغزّي للأناضول "اعتقلتني قوات البحرية الإسرائيلية مع خمسة من الصيادين، قبل نحو شهر وصادروا مركبنا، وتم نقلنا إلى ميناء أسدود، وبعد يوم كامل من الاستجواب داخل إحدى غرف التحقيق (موجودة داخل الميناء) تم الإفراج عنا".

ويخضع الصيادون الذين تعتقلهم إسرائيل، بحسب "بكر"، إلى تحقيق من قبل ضباط إسرائيليين عسكريين، يتم سؤالهم خلاله عن فصائل المقاومة الفلسطينية، والتدريبات البحرية التي تجريها.

"بكر" المسؤول عن توفير لقمة العيش لأكثر من 12 فردا، يقول إن حياتهم تحولت إلى "رحلة عذاب ولم تعد رحلات الصيد هادئة، فيتم مطاردتنا وإطلاق النيران على المراكب بشكل شبه يومي".

الصياد محمود زغرة، هو الآخر اعتقلته قوات البحرية الإسرائيلية في نهاية أغسطس الماضي برفقة خمسة صيادين آخرين، بينما كانوا يمارسون عملهم في عرض البحر وأبقتهم قيد الاعتقال ليومين.

ويقول زغرة للأناضول "المضايقات الإسرائيلية بحقنا زادت في الآونة الأخيرة، وبات اعتقال الصيادين يتكرر بشكل شبه يومي، يتم سؤالنا عن المقاومة خاصة عن وحدة الكوماندوز البحري التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس".

وبحسب إحصائية رصدتها نقابة الصيادين الفلسطينيين، فقد اعتقلت قوات البحرية الإسرائيلية، منذ بداية العام الجاري، 114 صيادا وأصابت 12 آخرين، فيما استولت على 35 قارب صيد.

واحتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي الصيادين لعدة ساعات، وأيام، فيما لا يزال يعتقل 5 بتهمة نقل مواد إلى المقاومة بغزة، بحسب النقابة.

ولم يشهد الصيادون مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، كما يقول نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويضيف عياش للأناضول "الصيادون يبحثون عن رزقهم فقط، ولكن في كل يوم تطاردهم البحرية الإسرائيلية وتصادر مراكبهم، وتعتقلهم، والسؤال الإسرائيلي الدائم هو عن أنشطة المقاومة في البحر".

ويلفت أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين في غزة، ازدادت بعد الحرب الأخيرة، مضيفا "الصيادون يشكون من تحقيقات مكثفة معهم من قبل الجيش الإسرائيلي، حول تدريبات المقاومة في البحر".

واستدرك بالقول: " الصيادون يبحثون عن مصدر رزقهم فقط".

ويؤكد عياش أن مهنة صيد الأسماك تراجعت بشكل كبير في القطاع، نتيجة لتراجع حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها. 

وبحسب نقابة الصيادين الفلسطينيين، فإن نحو 4 آلاف صياد يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي على صيد الأسماك.

ويقول موقع المجد الأمني المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، إن إسرائيل تدرك قوة حماس البحرية، وهو ما جعل مئات الصيادين في دائرة الاستهداف للحصول على أية معلومات عن أنشطة المقاومة على ساحل البحر. 

ويضيف الموقع في تقرير نشره في أغسطس الماضي: إن "الاعتقالات (في صفوف الصيادين) عبر البحر، هدفها تعزيز الجانب الأمني والمعلومات المتعلقة بتطور سلاح المقاومة البحري، وامتلاكها لقدرات متطورة في هذا المجال كما ألمحت مصادر عبرية متكررة قبل ذلك، وهي بالأساس تقوم على التحقيق مع أكبر عدد من الصيادين للحصول منهم على معلومات بهذا الخصوص".

وتصدر وزارة الداخلية في غزة (تديرها حركة حماس)، على فترات متقاربة، نشرات لتوعية الصيادين وتحذيرهم من محاولات إسرائيلية لإسقاطهم في "وحل التخابر".

ونشرت صحف عبرية تقارير، في أغسطس الماضي عن تخوفات عسكرية، تسود في إسرائيل خشية تسلل مقاتلين من حركة حماس عبر البحر إلى داخل الشواطئ الإسرائيلية.

وخلال الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف 2014، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، ولأول مرة عن وحدة أطلّقت عليها اسم الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري).

ونجحت عناصر من كتائب القسام، في 9 يوليو 2014، في تنفيذ عملية عسكرية ضد قاعدة "زيكيم" البحرية العسكرية الإسرائيلية، جنوبي عسقلان (جنوبي إسرائيل وشمال قطاع غزة)، من خلال التسلل عبر البحر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل