المحتوى الرئيسى

خيانات لا تحتمل خفتها

09/29 09:19

قررت أن أُشاهد فيلم "الحب الضائع" بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة وزبيدة ثروت منذ أيام، بعد أن كانت مشاهدتي السابقة له منذ كنت صغيرة، في إحدى السهرات على شاشة القناة الأولى، وكل ما أتذكره عن الفيلم أنه عن قصة خيانة صديقة أحبت زوج صديقة عمرها وطفولتها.

ليس المهم الآن ذكريات طفولتي، المهم أن سعاد حسني خانت صديقة طفولتها زبيدة ثروت مع زوجها رشدي أباظة، بعد أن مات زوج الأولى، ثم انتقلت للعيش مع صديقتها وزوجها، لأنها على ما يبدو كانت "مقطوعة من شجرة" فكان جزاؤها لصديقتها أن نست تمامًا المحرمات التي تفرضها الصداقة و"غصب عنها" بعد أن كانت بائسة ومحطمة بعد وفاة زوجها سقطت فجأة في أول حضن فتح لها ذراعيه، وكان هذا الحضن هو زوج صديقتها.

الفيلم مأخوذ عن قصة لطه حسين صدرت في أوائل الخمسينيات، وتم إنتاجه في بداية السبعينيات، المهم، نأتي هنا للخيانة ولمُبرراتها التي يجب أن تفرض نفسها لتكون الأمور مفهومة ومنطقية، الصديقة حزينة ووحيدة، وهذه الشخصية في حالة نفسية من السهل جدًا سقوطها في الخطيئة. على الجانب الأخر رشدي أباظة -بالتدريج- بدأ يتسلل له الملل من حياته وزوجته المشغولة دائمًا بابنه وبالبيت، هي سيدة رائعة ولا مشكلة حقيقية لديها، لا شيء سوى لحظات قليلة "يرغب فيها" فتكون هي مشغولة.. مُبرر قوي لأي زوج للنفور والملل والخيانة، أليس كذلك؟!

تذكرون فيلم "كائن لا تُحتمل خفته" والمأخوذ عن رواية بنفس العنوان لميلان كونديرا، كان البطل "توماس" لديه مفهومة الخاص عن علاقاته العاطفية -لن أخوض في مبرراته النفسية والفلسفية الآن- كان يشتهي النساء وممارسة الجنس معهن، كان شبقًا يخون زوجته بشكل دائم، لكن هذا لم يقلل من محبته لها، ولم يعنِ بالمقام الأول أيضًا وجود مُبرر للخيانة سوى نوازعه الجنسية وحبه للنساء. كانت زوجته "تريزا" تشم رائحة النساء في شعره وجسده ليلاً فتعلم أنه للتو خانها، فتبكي بقلة حيلة، وكانت تعلم أن صديقته المقربة "سابيانا" هي عشيقته السرية ومحبوبته القديمة، فذهبت إليها لترى هذه المرأة كيف تعيش، ما هو شكلها، وبدأت معها جلسة تصوير عارية لتُطالع فيها جسد هذه المرأة الشهي الذي يفضله زوجها عليها.

في النهاية لم تكن حياتهما صورة نمطية  للزوج الخائن وزوجته كما يفترض أن تكون، بل كانت تجسيد لصورة الخيانة الصريحة والمُعلنة والتي فُرض علينا أن نتعامل معها بحياد كما تعاملت الزوجة، خصوصًا بعد أن قررت "تريزا"  أن تجرب الخيانة الجسدية بدون حب لتصل إلى تلك النشوة التي يستمتع بها زوجها في خياناته، فتحول مشهد ممارسة الحب مع الشخص الغريب الذي اختارته إلى مشهد أشبه بالاغتصاب، لنتأكد معها أن فطرة أجسادنا ترفض الخيانة الجسدية بدون محبة، وترفض فكرة التفريط في جزء منه تحت سقف المتعة من باب المتعة، والذي نسميه أدبًا "الخيانة".

زبيدة ثروت في الحب الضائع عندما اكتشفت أمر الخيانة بدأت في لوم نفسها، وصارحت نفسها بأن زوجها معه حق، فهي كانت مُقصِّرة وأهملته مؤخرًا لاهتمامها الزائد بابنها الصغير؛ المرأة الشرقية عمومًا تُلقي باللوم على نفسها في أقل شيء يحدث لها، لكن انتهت أحداث الفيلم بأن قامت سعاد حسني بالاعتذار لصديقتها، مبررة أنها كانت تفكر فيها طيلة الوقت، وأن الذنب كان يقتلها، لكن الحالة التي كانت فيها بعد موت زوجها كانت أكبر منها، وطلبت منها أن تتفهم الأمر (وهذا هو الجزء الصعب دائمًا، لماذا علينا أن نتفهم أسباب الخيانة؟)، ثم انصرفت بعد أن رفضت مسامحتها، وفي الطريق انقلبت  السيارة بسعاد حسني وماتت، أما الزوجة فرفضت مسامحة زوجها وقررت الرحيل عنه، وهي معذورة على كل حال.

منذ عامين تقريبًا اعترفت الممثلة السورية "ديما بياعة" في لقاء تليفزيوني أن طليقها الممثل "تيم حسن" خانها مع صديقتها الممثلة "نسرين طافش"، وأن هذا سبب طلاقهما، وكان هذا الاعتراف صدمة لكل المشاهدين.

نرشح لك

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل