المحتوى الرئيسى

محمد مغربي مكي.. الشاعر الراحل الذى كان له موقفِه من الوسط الثقافي - قنا البلد

09/29 01:02

الرئيسيه » اخر الأخبار » محمد مغربي مكي.. الشاعر الراحل الذى كان له موقفِه من الوسط الثقافي

كان الشاعرمحمد مغربي مكي، أُمّةً وحدَه، بدايةً من شموخه وعزته وكبريائه، مرورًا بعِلمِه وشِعره وثقافته، وليس نهايةً بموقفِه من الوسط الثقافي … لم يفقد إيمانه لحظة واحدة بقصيدة الخليل، وظل يدافع عنها ما وسِعَه الدفاع، أبلى فيها بلاءً غير مسبوق إلا عند اثنين من المتأخرين: محمد مهدي الجواهري، ومحمد التهامي … وكان غريبًا ومدهشًا ألا يصدر له ديوان شعري يضم قصائده تلك، والديوان الوحيد الذي أصدره ” منمنمات على جدار العلاقة ” كان من شعر التفعيلة، أصدره ليثبت للناس أنه قادر علىأن يصنع صنيعهم، أما قصيدة النثر فكان يكفي أن تذكرها أمامه لتتقافز شياطين وعفاريت الدنيا والآخرة أمامه وأمامك .

كان معلِّما من طراز فريد بكل ما تعنيه الكلمة، يشرح، ويفسر، ويضرب الأمثلة، ويستدعي الشواهد … كنا من مريديه وكنا نتردد على منزله لنسمع، ونتعلم، ونبتسم، وننفجر في الضحك؛ إذ امتلك الراحل الجميل روح دعابة عالية علوَ ما يتمتع به من ثقافة عربية .. وكان لا يكف عن التعريض بالحركة الثقافية وممارساتها وتجلياتها، وكان يستمع إلى قصائدنا ويغالب ضحكاته وابتساماته لكنه كان يحبنا كثيرا .. ويُحِب فينا تقديرَنا لتراث العربية ومحفوظنا منه، وعدم قطيعتنا المعرفية مع أدواته وجمالياته .

أرشدتُ الرجل منذ سنين بعيدة إلى مسابقة جائزة البردة، ففاز بها ثلاث مرات، وما من مرة إلا ويقسِم عليّ أن أنال ما يراه حقًا لي في جائزته، قال لي إنه كاد أن ييأس من الشعر الذي ضيّع فيه عمره، لولا أنه في سنواته الأخيرة عوّضه وأعطاه،

شارك محمد مغربي مكي في حربَي 67 و 73 وخرج من إحداها بشظية .. وكان يجد غصة كبيرة تجاه تجاهل تكريم المحاربين القدماء وصانعي النصر، …

امتلك الأستاذ مغربي مكي مكتبة تعتبر كنزا من كنوز الثقافة العربية والإسلامية، موسوعات، ومجلدات، في الشعر، والتاريخ، والأدب، والنقد، والتأريخ، ودواوين كل شعراء العربية القدامي تقريبا، فضلا عن كتب المختارات كلها … وله أكثر من تحقيق لمخطوطات لم ترَ النور بعدُ ، عاش عمره مَدينًا بالفضل لأربعة نفرٍ يذكرهم ويدعو لهم، أُمِّه وأبيه … وخاله عاشق الأندلسيات الراحل د. محمود علي مكي، وصديقه الأستاذ علي راجح.

محمد مغربي محمد مكي، من مواليد مدينة قنا في16 أبريل 1945 م حصل على دبلوم الشعبة الخاصة التكميلية سنة 1965 م ثم ليسانس الآداب قسم اللغة العربية سنة 1976، والدبلومة العامة في التربية سنة 1988، والماجستير فى اللغة العربية وآدابها – كلية الآداب – جامعة القاهرة سنة 1993 م بتقدير ممتاز، وكان مجال تخصصه “الأدب الشعبي”.

لمحمد مغربي مكي  ديوان شعر مطبوع بعنوان “منمنمات على جدار العلاقة” .وقد اُختير واحدًا من شعراء “معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين”، وأورد له المعجم ثلاث قصائد وسيرة ذاتية موجزة (جـ 4 ص 582) ونشرت بعض أعماله الشعرية في دوريات مصرية وعربية، وفي عام 1995 م حصل عن مجموعة شعرية على المركز الثالث على مستوى الجمهورية، في مسابقة المجلس الأعلى للشباب والرياضة للإبداع الشعري للقادة.

وفى عام 1996 حصل عن مجموعة أخرى على المركز الأول على مستوى الجمهورية في نفس المسابقة .وفي عام 2001 اختيرت قصيدته “أنا وهى والشعر” ضمن أفضل عشرين قصيدة قدمت إلى مسابقة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري، وفي عام 2007 حصل على المركز الثالث فى مسابقة “جائزة البردة” الدولية في دورتها الرابعة، والتي تقيمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بأبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة عن قصيدته “ظلال البردة”، وفى عام 2009 حصل على المركز الثاني في الدورة السادسة في نفس المسابقة، عن قصيدته ” وقد تجب الشفاعة .. للوفي،  له مجموعة شعرية للأطفال بعنوان “البراعم”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل