المحتوى الرئيسى

انتخابات المغرب.. ولائم ومأجورون وجيوش إلكترونية

09/28 21:53

وتبدأ "الزرود" عادة بتناول الوليمة قبل أن يلقي المرشح خطابا يدعو فيه إلى التصويت له، وتختتم هذه الولائم بالدعاء للمرشح بالفوز في الانتخابات وقراءة الفاتحة.

وبالمقارنة مع الحملات الانتخابية السابقة، قلت حدة (الزرود والعراضات) في الحملة الانتخابية الأخيرة نوعا ما ولكن لم تنته، ولم تعد بذلك الشكل العلني الذي كانت عليه في السابق.

وقد توسع الاعتماد على خدمات أجراء باليوم تلجأ إليهم الأحزاب في فترة الحملة الانتخابية من أجل توزيع منشوراتها، مقابل 150 درهما (15 دولارا) إلى 200 درهم (20 دولارا) في اليوم، بل إن هؤلاء "المأجورين" يفرقون كثيرا بين عملهم وهواهم السياسي، ولا يترددون في المشاركة في أكثر من حملة لمرشحين من ألوان متضاربة لزيادة حصتهم من هذا المدخول الطارئ.

والمأجورون مجموعة من الشباب العاطل ونساء أميات، تصاحب المرشح في جولاته، يرتدون ملابس خاصة بالأحزاب تحمل رمز المرشح، يرفعون الشعارات، ويوزعون المنشورات، وعادة تضفي طابعا احتفاليا من خلال توظيف بعض الأهازيج والأغاني.

وقد دشن زعيم حزب الاستقلال حميد شباط حملته الانتخابية بصورة له وهو يتناول وحبة "بيصارة" (أكلة شعبية تصنع من الفول) وضعها على صفحته الرسمية في فيسبوك، ووضع معها عبارات البسملة وإعلان انطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وكتب الأمين العام لحزب الاستقلال "صباح الخير لكل المناضلين، باسم الله مرساها ومجراها. انطلاق الحملة الانتخابية من بطحاء الاستقلال في فاس". كما نشرت الصفحة الرسمية لزعيم حزب الاستقلال صورة له قرب مكان تقديم وثيقة الاستقلال (وثيقة قدمتها يوم 11 يناير 1944 الحركة الوطنية إلى سلطات الحماية تطالب باستقلال المغرب ووحدة ترابه) في فاس القديمة.

حزب الأصالة والمعاصرة استهل الحملة الانتخابية بما اعتبره خصومه خطأ مكلفا، فرغم تبني أمينه العام إلياس العماري، فصل الدين عن الدولة، لم يخل أحد منشورات الحزب من استعمال آيات قرآنية، بشكل اعتبره خصومه "مخالفة صريحة"، للقوانين الانتخابية في أول أيام حملة الانتخابات.

المرشحة وئام المحارشي، وبعد أن دعت المواطنين للتصويت لها، ختمت منشورها الانتخابي بقوله تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، ما جعل البعض يتساءل عما إذا كان حزب الأصالة والمعاصرة "حزبا دينيا".

حزب التقدم والاشتراكية اختار الترويج لمرشحيه بأغنية انتخابية عنوانها "المعقول ماشي ساهل"، وقد استوجيت كلماتها من أغنية الفنان الشاب سعد المجرد "أنا ماشي ساهل".

ومن بين كلمات الأغنية الترويجية لحزب الكتاب الذي أعطى الانطلاقة الرسمية لحملته الانتخابية السبت الماضي من أمام المقر الإقليمي للحزب بمدينة تمارة (جنوب العاصمة الرباط) "الكتاب أنا كانتيق (أثق) فيه.. المعقول معروف بيه.. يالاه جميع نصوتو عليه.. المعقول ماشي ساهل".

ومع انطلاق الحملة الانتخابية، اختارت مجموعة من الأحزاب السياسية طرقا للتعريف بمرشيحها تعتمد أساسا على وضع الملصقات والصور الانتخابية للمرشحين على واجهات وجوانب السيارات المشاركة في الحملات الانتخابية للمرشحين في الانتخابات التشريعية.

من جهتها اختارت بعض الأحزاب وضع ملصقات لمرشحيها على زجاج سيارات أجرة صغيرة، مقابل منح سائقيها 400 درهم (40 دولارا).

في المقابل، يبدو الوجه المتطور للحظة الانتخابية بالمغرب مجسدا في الانفجار الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، حيث دخلت الأحزاب المغربية الرئيسية ساحة حرب إعلامية افتراضية تقودها "جيوش إلكترونية".

هذه الجيوش صممت بوابات ومواقع خاصة بالمعركة الانتخابية، ينتمي بعضها لشركات متخصصة لجأت إليها الأحزاب لتسويق برامجها إلكترونيا وبالصوت والصورة، بينما أغلبهم فرق من الشبيبة الحزبية وظفت لهذه المهمة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل