شاهد: أعنف مباراة كرة قدم في التاريخ!

للساحرة المستديرة حكايات وروايات على مدار التاريخ بعضها محفور في الذاكرة والآخر يتوارى خلف زحام الحياة .. موقع "الجزيرة مباشر" يفتش الذكريات ليستخرج في زاوية جديدة نوادر كرة القدم ضمن حلقات "حكايات الساحرة المستديرة".

الحلقة السادسة: "موقعة الهايبري "أعنف مباراة في تاريخ كرة القدم!

لم تكن مجرد مباراة في كرة القدم بل كانت ساحة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، نعم حرب دارت رحاها بين المنتخب الإيطالي ونظيره الإنجليزي على ملعب  "الهايبري" الشهير بإنجلترا.

صراع بين بطل العالم وبطل أوربا

جرت أحداث هذه المباراة الودية في 14 نوفمبر عام 1934 وكانت بعد فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم عام 1934 الذي أقيم في إيطاليا، في هذه الأوقات كان الخلاف بين الإنجليز والاتحاد الدولي لكرة القدم قد بلغ مداه فانسحب الإنجليز من عضوية الاتحاد عام 1928 لرغبتهم في السيطرة على الاتحاد باعتبار أنفسهم مهد كرة القدم وأباء اللعبة الأمر الذي رفضه مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم وكان على إثره رفض الإنجليز المشاركة في بطولتي كأس العالم عامي 1930 و1934 .

كانت المباراة فرصة للمنتخب الإنجليزي لإثبات أنهم الأفضل في العالم ولم لا وهم أول من لعب كرة القدم في العالم لكن المباراة لن تكون بهذه السهولة فعلى الجانب الأخر كان يريد الرئيس الإيطالي "بينيتو موسوليني" إثبات أفضلية الفاشية الإيطالية ونشرها في هذه الفترة فعرض على أفراد الفريق الإيطالي سيارة ماركة "ألفا روميو" في حال الفوز بالمباراة!

بدأت المباراة بين المنتخب الإنجليزي الفريق الأقوى أوربيا، وبين نظيره الإيطالي الفائز بكأس العالم وفي الدقيقة الثانية من المباراة أصيب اللاعب الإيطالي "لويس مونتي" وكانت هذه الإصابة شرارة الحرب في المباراة حيث لم يكن مسموحا في ذلك الوقت باستبدال اللاعبين فلم يخرج لويس من الملعب وتحامل على نفسه وهو مصاب فاستغل الإنجليز هذه الثغرة وكثفوا من هجماتهم على المنتخب الإنجليزي وبالفعل كان لهم ما أرادوا فتمكنوا من إحراز 3 أهداف في غضون 10 دقائق، ولم يتمكن لويس مونتي من استكمال المباراة وخرج بعد مرور ربع ساع من المباراة لتبدأ إيطاليا في تغيير خطة اللعب لسد الثغرة، وتستكمل المباراة وهي بـ10 لاعبين.

بعد إصابة لويس مونتي وتأخر منتخب الآزوري بثلاثة أهداف شرعوا في الانتقام والأخذ بالثأر من لاعبي المنتخب الإنجليزي فقاموا بكسر ذراع اللاعب "إيرك بروك" في كرة مشتركة، كما كُسر أنف اللاعب "أديي هيجود"، وأصيب اللاعب "تيد دريك" في قدمه وأصيب اللاعب راي بودين في كاحله وكأن لسان حال الطليان يقول "العن بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم" فبعد المباراة ذهب جميع لاعبي المنتخب الإنجليزي إلى المستشفى للعلاج!

نعود للمباراة ، فبعد كل هذه الإصابات عاد الطليان للمباراة وتمكنوا من إحراز هدفين عن طريق نجمهم جوزيبي مياتزا لتتقلص النتيجة لتصبح 3-2، وأضاع الآزوري العديد من الفرص كانت كفيله بخروجهم منتصرين لتنتهي المباراة بفوز الإنجليز على الطليان 3-2.