المحتوى الرئيسى

حرب كيماوية على أعتاب العراق.. تحذيرات خطيرة من استخدام "داعش" للأسلحة السامة في معركة ‏تحرير الموصل.. وخبراء: "تقلب موازين القوى وتخلف كارثة إنسانية"

09/28 18:53

أوشكت طبول الحرب في العراق أن تقرع مُعلنة بدء عملية تحرير مدينة الموصل على يد الحكومة ‏العراقية وقوات "البيشمركة" من ‏‎ ‎سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط تخوفات عدة من استخدام ‏الأخيرة للأسلحة الكيماوية السامة في تلك المعركة الطاحنة التي تبدأ في 19 أكتوبر المُقبل.‏

التحذير تلك المرة جاء من قبل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عقب إعلان القوات العراقية نيتها في ‏تحرير الموصل قريبًا، حيث أعربت عن تخوفها من استخدام التنظيم للأسلحة في المعركة، لاسيما أنه ‏سبق لـ"داعش" استخدامه في معارك سابقة رغم الإعلان الدائم عن أن قوات التحالف الدولي تنسف كل ‏فترة مصانع للأسلحة الكيماوية التي تتبع التنظيم.‏

ما يزيد خطورة تحذيرات البنتاجون، الهجوم الذي وقع قبل أيام قليلة من خلال صواريخ عدة استهدفت قاعدة ‏أمريكية في مدينة القيارة قرب الموصل، ورغم أن الصواريخ لم تصب هدفها بدقة إلا إنه الهجوم كان الأول ‏من نوعه على قوات أمريكية منذ الحرب العالمية الأولى‎.‎

وحين أجريت اختبارات على مادة زيتية سوداء تشبه "القطران" كان يحملها أحد الصواريخ، أظهرت أدلة ‏على وجود غاز الخردل الذي يُستخدم في تصينع الأسلحة الكيماوية، وهو ما يؤكد أن داعش تنوي بالفعل ‏تحويلها إلى حرب كيماوية وما تفعله بمثابة تجربة للمعركة.‏

وفي مايو الماضي، نقلت صحيفة التليغراف، عن مصادر محلية لها في مدينة الموصل بمحافظة الأنبار ‏العراقية، إن تنظيم داعش الإرهابي يختبر غاز الخردل والكلور على رهائنه في سجون سرية، ونقل ‏مصانع الأسلحة الكيماوية ومقرات عملياته إلى المناطق السكنية، لتفادي الضربات الجوية للتحالف الدولي.‏

بداية.. تُعرف لأسلحة الكيماوية بإنها مواد لديها خصائص فيزيائية تستعمل عسكريًا للأذى الجسيم أو الإعاقة، من ‏أجل تدمير أو تحجيم نشاط مجموعات بشرية معينة لأنها تؤثر فقط على الكائنات الحية، وهو ما دفعها ‏للاندراج تحت قائمة أسلحة الدمار الشامل.‏

ويُعتبر غاز الخردل، عنصر كيميائي سائل يصدر بخارا خطيرًا، يستخدم في الأسلحة الكيماوية، ويسبب ‏حروقًا وتقرحًا في الجلد، ويؤذي الجهاز التنفسي عند تنشقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق ‏أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية، والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم وممكن أن يؤدي ‏للوفاة.‏

سعي داعش وراء الكيماوي بدأ منذ سيطرتها على سوريا والعراق ودخولها في حرب ضد التحالف الدولي، فقد لهثت طوال السنوات الماضية من ‏أجل امتلاك الكثير منها، عبر السيطرة على مواد مخبرية من مستشفيات ومختبرات، وجمع المواد المشعة ‏من المستشفيات والمؤسسات البحثية في المدن العراقية والسورية‎.‎

وبذل التنظيم خلال الفترة الأخيرة جهودًا أكثر لتطوير الأسلحة الكيميائية بالحصول على مادة "الكلورين" ‏الداخلة في تصنيعه، وتجنيده خبراء فنيين مدربين تدريبًا عاليًا من كل أنحاء العام، وامتلاكه عشرات آلاف ‏من المجندين ذوي الخبرات الفنية.

وبات السؤال الذي يطرح نفسه الىن بعد التأكيد على امتلاح داعش للكيماوي، "هل اتُرجح الأسلحة السامة كفة داعش في معركة الموصل؟"، هو ما كشف ‏عنه خبراء عسكريون على دراية بأمور الجماعات المتطرفة، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، ‏مؤكدين أن الأسلحة الكيميائية تأتي في خطورتها بعد الأسلحة النووية مباشرة، وتعتبر دومًا عامل قوة لمن يستخدمها في الحروب.

يقول اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، أن الأسلحة الكيماوية تنطوي على خطورة قوية، يتم رصدها ‏حسب نوعياتها والزيوت المستخدمة فيها، مشيرًا إلى أنها أكثر خطورة من الأسلحة العادية؛ لأن الأخيرة ‏تقتل أو تؤدي إلى إصابات يمكن معالجتها مع الزمن، إما الأولى فهي تعتمد على الآذى الجسدي وشل ‏الأجهزة العصبية لدى العدو، وهو ما لا يمكن معالجته بعد ذلك.‏

وأشار إلى أن استخدام الأسلحة الكيماوية في الأماكن الضيقة يزيد من فاعليتها بشكل أكبر، وتعادل قوة ‏الأسلحة النووية إذا استخدمت في أماكن ضيق، واستهدفت مجموعة بشرية كبيرة تؤدي إلى كوارث، وهو ‏الحال الذي ينطبق على الموصل التي بها نحو مليون مدني. ‏

ولفت إلى أن خطورتها دفعت القانون الدولي إلى حظر استخدامها مثل النووي، إلا أنها ظلت موجودة في ‏كثير من دول العالم، وتمتلك روسيا أكبر مخزون استراتيجي منها، كذلك فإن بعض دول الشرق الأوسط ‏تمتلكها، أما داعش فمن الممكن أن يكون وصل إليها من خلال بعض الدول التي تدعمه.

ويضيف: "داعش لا يعترف بالمنظمات الدولية ولن يتوان في استخدام الأسلحة الكيماوية من غاز الخردل ‏والكلور السام، بهدف بث الرعب في قلوب رواد المعركة، وقد يلجأ إلى استخدام غاز الأعصاب الذي من ‏السهل الاستيلاء عليه من مستوعادت الحكومة السورية ويستخدمها في العراق".‏

أما هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، يرى أن داعش يمتلك بالفعل مخزون قوي من ‏الأسلحة الكيمائية، يبلغ بحسب التقديرات العالمية 150 طنًا من مصادرة عدة مختلفة، قد تكون من بعض ‏الدول التي تدعمه، أو تكون من خلال تصنيعه الخاص لاسيما ان التنظيم يضم أعضاء ذوي خبرات فنية ‏كبيرة.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل