المحتوى الرئيسى

هذه أسلحة هيلاري "الأنثوية" ضد "ذكورية" ترامب!

09/28 19:29

لما كانت مناظرة الاثنين بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب هي الأولى في تاريخ انتخابات الرئاسة الأميركية التي تشهد ترشح امرأة لهذا المنصب، تناولت تحليلات كثيرة في الإعلام الأميركي تفاصيل كل شاردة وواردة خلال مدة المناظرة - 90 دقيقة - من زاوية النوع أو الجنس: هيلاري الأنثى في مواجهة ترامب الذكر. وخلص الكثير من المتابعين إلى أن المرشحين وقعا في هذا الفخ أثناء الأداء.

الدور الذي لعبه النوع خلال المناظرة كان واضحا في مؤشرات كثيرة، فقد حاول ترامب تضخيم ذاته والتقليل من شأن منافسته عبر مقاطعات غير مسبوقة في المناظرات بلغت 51 مرة، وفي بعضها كاد صوته يرتفع على صوت كلينتون، في الوقت الذي كان يعرب عن الاستياء لدى مقاطعته.

واعتبر محللون أن المقاطعة على هذا النهج جاءت دلالة على إحساس داخلي بتفوق نوعي من رجل على امرأة ليس مسموحا لها بهزيمة رجل في نقاش عام، ناهيك عن إتاحة حتى الفرصة لها للتعبير عن وجهات نظرها.

وحاول المرشح الجمهوري ترامب توجيه دفة المناظرة نحو النوع بالتأكيد صراحة على أن كلينتون ليست لديها "قوة التحمل" المطلوبة لمنصب الرئيس. والتعبير على النحو الذي جاء به يرمز إلى كونها امرأة وضعيفة.

وحتى بعد انتهاء المناظرة، صافح كلينتون وربت على ظهرها، والسلوك الأخير يعبر عن علاقة بين طرف أقوى وآخر أضعف.

ومن جانب كلينتون أيضا جاءت المناظرة تعبيرا عن النوع، فقد تميزت المرشحة الديمقراطية بالإصرار والقوة ولم تدع أي فرصة لمنافسها. وأثناء مقاطعتها، كانت تصر على مواصلة الحديث بكل ثقة. وحاولت صراحة أن تضع ترامب في خانة الرجل الذي يوجه كلمات سيئة للنساء، بحسب موقع Quartz.com.

وإلى ذلك، لفتت مقدمة برنامج "واجه الصحافة" على قناة MSNBC ، تشاك تود، إلى أن كلينتون بدت في معظم فترات المناظرة "مستعدة أكثر مما يجب"، وهو التعبير الذي لم يستوعبه أنصار كلينتون.

وأوضحت تود أكثر على "تويتر": "النساء تعرضن للسخرية منذ بدء التاريخ بسبب الادعاء أنهن أكثر استعدادا ويعرفن كل شيء. وكلينتون سجلت هدفا لنا جميعا الليلة".

وفي المقابل، قالت تود عن أداء ترامب إنه كان أكثر استجابة وأكثر انفعالا، بحسب "واشنطن بوست".

التباين كان واضحا، فيما اعتمدت كلينتون على الإحصائيات والأرقام، أبدى ترامب انفعالات طبيعية، رافعا صوته على منافسته أحيانا بكلمة "خطأ".

ومن جانبها، ذكرت برندا ويبر أستاذة دراسات النوع في جامعة انديانا أن تعبير "مستعد أكثر من اللازم" يحمل في طياته نغمات ذات طابع متصل بالنوع، وهو تعبير يرتبط بنوعية المعلومات التي نجدها عن الإناث في قاعات الدراسة.

وذكرت أن الطلاب غالبا ما يتوقعون من الدكتورة أن تكون على مستوى ثقافي رفيع يتجاوز المقاييس العادية، ويرجحون أن يكون الدكتور متسلطا أو ببساطة يعرف ما يتكلم عنه.

وأوضحت ويبر أن المعايير التي توضع أمام الأنثى تكون غالبا مرتفعة، مشيرة إلى دراسة أجريت في فبراير الماضي بجامعة واشنطن خلصت إلى أن الطالبات في فصول البيولوجي (علم الأحياء) - على سبيل المثال - غالبا ما يتفوقون على الطلاب حتى يقال عنهن أذكياء.

ولكن ثمة تفسير آخر لمصطلح "مستعدة أكثر من اللازم" الذي ارتبط بتوصيف أداء كلينتون في المناظرة، على حد تعبير سارة لنتي وهي مخططة استراتيجية ومساعدة سابقة لوزيرة الخارجية الأميركية سابقا كوندوليزا رايس، والتي تنفي أي علاقة للمصطلح بالنوع.

وتقول إن السياسي الذي يستعد أكثر من اللازم يكون أثناء النقاش متمرسا، ولكنه يظهر في الوقت ذاته متصلبا وفاقدا للمصداقية.

وتوضح أستاذة الاقتصاد في جامعة فيلانوفا، تشيريل كارلتون، أن المرأة في ظل وجهة نظر تقليدية عليها أن تتجاوز الرجل حتى يمكن اختيارها في أي عملية تفضيل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل