المحتوى الرئيسى

رويترز: بيريز يرحل قبل تحقيق حلمه

09/28 12:24

شيمون بيريز، الذي توفي اليوم الاربعاء عن عمر ناهز الـ 93، لم يكن يدرك أن رؤيته للشرق الأوسط الجديد التي بنيت على اتفاق السلام عام 1993، وساعد في تشكيلها مع الفلسطينيين، سوف تكون بعيدة المنال.

لكن السياسي اﻹسرائيلي المخضرم حصل على جائزة نوبل للسلام، باعتباره رمزا للأمل في المنطقة التي تعاني منذ فترة طويلة من حرب تغذيها الانقسامات الدينية والسياسية العميقة.

وقال أطباء إن بيريز مات إثر إصابته بجلطة قلبية، وكانت حالته تحسنت قبل أن تدهور بشكل مفاجئ أمس الثلاثاء.

وخاطب بيريز في بداية العام الدراسي الطلاب على الفيس بوك قائلا:" لا تنسى أن تكون جرئيا وصاحب حلم كبير". ويبدو أن تعليق بيريز يلخص عقيدته الخاصة.

في حياته المهنية التي امتدت ما يقرب من سبعة عقود، بيريز أصبح رئيسا للوزراء مرتين، لكنه لم يفز في الانتخابات العامة خلال خمس محاولات بين أعوام 1977-1996.

تقاسم بيريز جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع رئيس الوزراء اﻹسرائيلي الراحل اسحق رابين، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عن جهودهم ﻹحلال السلام بعد توقيعهم اتفاقية اوسلو عام 1993، لكن خلفائهم فشلوا في تحويلها لمعاهدة دائمة.

عندما عارض اليمين المتطرف الإسرائيلي اتفاق السلام، واغتال رابين في نوفمبر عام 1995، الشعلة وصلت إلى بيريز.

في عام 2000، فشلت محادثات الوضع النهائي مع الفلسطينيين، واندلعت الانتفاضة الفلسطينية، مما أخل بقيادة حزب اليسار.

في عام 2005، غادر بيريز حزب العمل للانضمام لحزب رئيس الوزراء الاسرائيلي "ارييل شارون" كديما، الذي قاد الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة، وبعد فوز كاديما في الانتخابات عام 2006، شغل بيريز منصب نائب رئيس الوزراء.

بيريز ولد عام 1923 في ما يعرف الآن بروسيا البيضاء، وهاجر إلى فلسطين تحت الحكم البريطاني مع عائلته بعد عقد من الزمن.

الأب المؤسس لإسرائيل "ديفيد بن جوريون" أعد بيريز  الذي أشرف على شراء الأسلحة، وأسس قوات الهاجاناه (العصابات الصهيونية) التي لعبت دورا كبيرا في تهجير الفلسطنيين واحتلال أراضيهم، وارتكاب الكثير من المذابح بحق السكان العرب، قبل إنشاء دولة إسرائيل.

وينظر إلى بيريز على نطاق واسع أنه اﻷب الروحي للبرنامج النووي، بعدما أشرف على شراء مفاعل ديمونه بشكل سري من فرنسا، حينما كان وزيرا للدفاع.

وتمتع بيريز بشعبية كبيرة في ولايته الأولى كرئيس للوزراء بين أعوام 1984-1986، بعدما سحب القوات اﻹسرائيلية من لبنان، وتطبيع العلاقات مع مصر، وإصلاح الاقتصاد.

ورغم دوره الرئيسي في بناء دفاعات إسرائيل، بيريز اكتسبت ثقة شعبية واسعة بسبب قدرته على التفاوض، ومحاولته تجنب الحروب، ورؤيته أن عصرا جديدا لمنطقة الشرق الأوسط يظهر مع اتفاقات السلام.

وكان ينظر اليه في الخارج بوصفه الدبلوماسي المهذب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل