المحتوى الرئيسى

16 عامًا على "انتفاضة الأقصى"..حذاء شارون يولد الانتفاضة.."والدرة" يشعل فتيلها.. ومظاهرات عربية مؤيدة للانتفاضة..وشرم الشيخ تسيطر على الأحداث بعد خمسة أشهر

09/28 12:10

16 عامًا مضوا على اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية والمعروفة باسم "انتفاضة الأقصى"، التي قامت عقب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، المسجد الأقصى بالحذاء وسط حماية جنوده، فضلًا عن تصريحاته بأن المسجد الأقصى سيكون تابع لإسرائيل.

ويعد الطفل محمد الدرة هو شرارة الانتفاضة عقب بث فيديو للحظة استشهاده أثناء احتمائه خلف والده وراء برميل أسمنتي من وابل طلقات الرصاص، فلم يكن هناك رأفة لكونه طفا وتم إعدامه حيًا.

الانتفاضة أكبر دليل على قوة وقدرة وصمود الشعب الفلسطيني ورفضه لانتهاك مقدساته والمساس بثوابته الدينية، خاصة وأن رفض الاحتلال والتصدي له ومقاومته ستظل متواصلة أبد التاريخ.

أثبتت الانتفاضة للعالم اجمع بأن الشعب الفلسطيني مستعد على تقديم التضحيات للحفاظ على أرضه، فواجهوا انتهاكات وجرائم الاحتلال بصدور عارية، فكانت الحجارة تواجه الدبابات والطائرات.

واستمرت الانتفاضة قرابة خمسة أشهر، وانتهت بعد اتفاق الهدنة التي عقدت في قمة شرم الشيخ وجمعت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون.

شاركت جميع الفصائل الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها في الانتفاضة ووقوفهم جنبًا لجنب، وحرصت الفتيات والسيدات وكبار السن والأطفال على المشاركة بالانتفاضة.

وسعت الشعوب العربية إلى مساندة الشعب الفلسطيني في انتفاضته، فخرجوا في مظاهرات منددة بالاحتلال الصهيوني، وقرروا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية كوسيلة للضغط عليهم، ولا تزال الأعمال الصهيونية المنتهكة لحرم المسجد الأقصى تنذر بانتفاضة ثالثة .

بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية يوم الخميس 28 سبتمبر 2000م، عقب استفزاز رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، للفلسطينيين بدخوله المسجد الأقصى بالحذاء وسط حماية جنود الاحتلال بهدف تأكيد السيادة الصهيونية على الحرم المقـدس .

وفي اليوم التالي هاجم الصهاينة المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى في القدس وأطلقت رصاصًا معدنيًا مطليًا بالمطاط والذخيرة الحية، رداً على الحجارة التي أُلقيت من المصلين عند حائط البراق.

وأعقـبت تلك الأحداث مظاهرات جمة أُلقيت فيها الحجارة من جميع أنحاء الأراضي المحتلة، وانتشرت المظاهرات والاشتباكات على نطاق واسع عقب استهداف الطفل الشهيد محمد الدرة عند معبر نتزاريم في قطاع غزة، والذي يعتبر الشرارة التي اشعلت الانتفاضة عقب استهدافه أثناء احتمائه من وابل طلقات الرصاص وراء والده خلف برميل، وقُمعت المظاهرات بالقوة.

وامتدت المظاهرات إلى قطاع غزة الذي وقف مساندًا لباقي شعبه في الضفة ورمالا.

نجح عدد من مقاومي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في اغتيال كل من "رحبعام زئيفي" وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ووحدة المظليين في جيش الاحتلال (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، التي قتل فيها 58 جنديا إسرائيليا وجرح قرابة 140 آخرين.

ولم يقف جنود الصهاينة صامتين أمام تلك الاغتيالات فقاموا باغتيال قيادات الصف الأول في الأحزاب الفلسطينية، على رأسهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، ونائبه عبد العزيز الرنتيسي، وأبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية.

تعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية"انتفاضة الأقصى" أكثر دموية من الانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجر"، وتطورت أساليب المقاومة في مواجهة جنود الاحتلال.

فبدأت المواجهات ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة والملوتوف والسلاح الأبيض، ثم تطورت لاستخدام السلاح الناري كالبنادق الرشاشة و القنابل اليدوية و العبوات الناسفة والألغام الأرضية.

وعقب ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، قررت قيادة المقاومة الفلسطينية بدء عمليات هجومية استشهادية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي من قلب مدنهم.

شاركت جميع القوى الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، وعلى رأسهم ¬فلسطينيي 48 الذين رفضوا السياسية الصهيونية بالرغم وجود بعضهم في الكنيست الصهيوني، وقادوا مظاهرات ضخمة.

وبالرغم من عدم توافق برامج الفصائل الفلسطينية السياسية فلا تزال حركة فتح تراهن على عملية التسوية وترى أن هذه الانتفاضة ستؤدي إلى تقوية الموقف الفلسطيني التفاوضي بما في ذلك إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967م، في الوقت الذي تتمسك فيه حركة حماس بموقفها الداعي إلى استمرار الانتفاضة إلى حين دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية دون أن تعول على عملية التسوية التي فشلت في تحقيق أية إنجازات للشعب الفلسطيني.

تفاعل الشارع العربي مع الانتفاضة، وخرجت مظاهرات حاشدة من كافة الدول العربية تأيدًا لانتفاضة فلسطين، الأمر الذي وضع الأنظمة العربية في شكل محرج، وذلك لعقدها القمة العربية الطارئة في القاهرة بعد شهر من اندلاع الانتفاضة، وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وإن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى.

وعلى صعيد متصل، خرجت مظاهرات إسلامية حاشدة، وسمي مؤتمر الدوحة الإسلامي بقمة الأقصى، وخرج بيان القمة ناقما على الاحتلال الصهيوني وناقدا لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الصهيوني.

ودعت الشعوب العربية بعضها البعض إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، كمشاركة معنوية لأهل فلسطين، وتعبيرًا منهم عن تأيدهم للانتفاضة، الأمر الذي تسبب في خسارتهم أكثر من ملياري دولار.

نرشح لك

Comments

عاجل