المحتوى الرئيسى

هفنجتون بوست: لماذا تبني الصين والسعودية قواعد عسكرية في جيبوتي؟! | وطن

09/28 01:20

“وطن – ترجمة خاصة“- قالت صحيفة هفنجتون بوست الأمريكية إن دولة جيبوتي فقيرة الموارد التي تتكون من 14300 ميلا مربعا، و875 ألف شخص في منطقة القرن الأفريقي، ونادرا ما تذكر في عناوين الصحف الدولية، أضحت واحدة من أهم الدول التي يجري التنافس عليها خلال الفترة الراهنة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أن جيبوتي بات لها أهمية استراتيجية واسعة خلال الأيام الجارية، وهو الأمر الذي دفع بعض الدول خاصة الصين والسعودية إلى التوجه نحوها مؤخرا، لا سيما في ظل موقعها الهام في التجارة العالمية والطاقة، وذلك بسبب مجاورتها لمضيق باب المندب وقناة السويس وخليج عدن.

ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002، كانت البلاد تضم معسكر ليمونير، وهي قاعدة أمريكية وحيدة استطلاعية على القارة الأفريقية، جنبا إلى جنب مع قواعد أخرى تابعة لحلفائها الفرنسيين والإيطاليين والإسبانيين، واليابانيين.

ولكن الآن هناك تطوران جديدان، حيث في يوم 21 يناير/ كانون الثاني أعلنت وزارة الخارجية الصينية توقيع اتفاقا مع جيبوتي لاستضافة قاعدة لأول مرة على الإطلاق وراء بحر الصين الجنوبي، وبدأ البناء في وقت لاحق من هذا الإعلان لمواجهة منافسة الصين القوية الولايات المتحدة، وبعد ستة أسابيع، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها أيضا تنوي بناء قاعدة في جيبوتي، في إطار سياسة حازمة لمكافحة وكلاء إيران سياسيا وعسكريا في جميع أنحاء المنطقة.

واستطردت هفنجتون بوست أن اللاعبين الجدد ضخوا استثمارات كبيرة في جيبوتي منذ عام 2015، حيث ضخت بكين نحو 14 مليار دولار في تطوير البنية التحتية بالبلاد، وأنفقت المملكة العربية السعودية بسخاء على مشاريع الرعاية الاجتماعية للبلاد الفقيرة؛ وبنيت المساكن والمدارس والمساجد، وأرسلت المدرسين والدعاة. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين عبر الملايين على مدى الأشهر القليلة الماضية، حيث تعمل الإمارات على وجه الخصوص على تحفيز التنمية الاقتصادية.

واعتبرت الصحيفة أن التطورات الأخيرة تؤثر على أمريكا التي تمتلك قاعدة حيوية هناك يتواجد بها نحو 4000 من الأفراد العسكريين والمدنيين، وتعتبر عصب محطات إطلاق الطائرات بدون طيار في جميع أنحاء القارة، التي هاجمت أهدافا نائية مثل حركة الشباب في الصومال، وبوكو حرام في نيجيريا، كما أنها بمثابة مقر لفرقة وحدة مكافحة الإرهاب التي تستهدف المسلحين في شرق إفريقيا واليمن.

ولفتت هفنجتون بوست إلى أن الصين عبر المشروع الحديث في جيبوتي تغذي الاعتقاد بأن الوجود العسكري الصيني آخذ في الازدياد وتود بعث رسالة بأنها تمتلك وجود في جميع أنحاء العالم. وفيما يتعلق بأهمية القاعدة التشغيلية، تقول وزارة الخارجية الصينية، “سوف تستخدم في خدمات لوجستية وتقديم الدعم لأفراد القوات المسلحة الصينية، كما أنها ستضمن تنفيذ إخلاء سريع لنحو مليون مواطن صيني يعيشون الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أن الحاجة إلى الاستعداد لمثل هذه الاحتمالات أصبحت واضحة إلى الصين في ظل الأحداث الدامية التي أعقبت الربيع العربي.

وشددت الصحيفة على أنه في ظل البناء الصيني السريع للطائرات وحاملات الطائرات والمنافسة الأكثر جدية مع الصناعات العسكرية الأمريكية، يمكن للقاعدة الجديدة في جيبوتي أن تعكس الواقع الطموح للصين استعداد لمواجهة قد تحدث في نهاية المطاف، وتتجاوز الولايات المتحدة باعتبارها القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في المنطقة، حيث في شهر يناير/ كانون الثاني عام 2016، أجرى الجيش الشعبي الصيني مناورة لمدة 72 ساعة شارك فيها الآلاف من سلاح المشاة في منطقة شينجيانغ ذات التضاريس والمناخ الذي يشبه الكثير من بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل