المحتوى الرئيسى

مناظرة ترامب وكلينتون: «الأميركي العادي» لم يفهم شيئاً!

09/28 00:50

90 دقيقة تلفزيونية، ومناظرة مُملّة، كانت كفيلةً أمس الأول، في أن تساعد الناخب الاميركي المتردد على التمسك بتردده حول وجهة تصويته في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثامن من تشرين الثاني المقبل. «ما زلت جائعاً، ولم أحسم خياري»، يقول أحدهم على موقعٍ للتواصل الاجتماعي، فيما يُغرّد آخر بأن كؤوس الجعة ووجبات العشاء الخفيفة التي تحلّقنا حولها لم تساعد بعد في هضم اي من المرشحين، الأسوأ في تاريخ البلاد. ولحسن الحظ، كان السؤال الأول الذي طرح على المرشحين، الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، هو حول السبيل الذي سيساعد الأميركي العادي على ضخ الأموال في جيبه، ويخلّصه من تمويل حياته بالشيكات والقروض، ليتأكد هذا «الأميركي العادي» أن الأولى لا تزال «كاذبة» وأن الثاني بكل بساطة..»عاجز»، وأن الصراع عاد إلى نقطة الصفر: نريد التغيير، ولكن هل نجازف بمرشح مثل ترامب ..لقيادته؟

عالمان مختلفان غاص فيهما المرشحان الرئاسيان أمس. الأول هو عالم المؤسسة الأميركية الرسمية بكل ثقلها، وبخبرة 30 عاماً من العمل في الشأن العام، اما الثاني فهو عالم الشارع الأميركي الذي يعرف ترامب كواليسه جيداً، والذي يعده بالتغيير، ولكن من دون ان يقدم له حتى الآن أي حلول منطقية لحل مشاكله. إن «تقلص الضرائب على الشركات الصغيرة بنسبة كبيرة»، كلمةٌ من السهل جداً أن تخرج من الفم، لكن تطبيقها على أرض الواقع في الولايات المتحدة عصي على رؤساء أكثر خبرةً وحنكة من الملياردير النيويوركي، الذي لم يتسلق سلم الفقر ليصل إلى عرش امبراطورية العقارات، كما ان نموّ الصين الذي يخشى منه على بلاده، وجد من يرد عليه فوراً، بأن تراجع هذا النمو في الفترة الحالية هو ما يشكل خطراً على الولايات المتحدة، وهي نظرية اقتصادية بحتة لا تحتاج إلى أكثر من تأويل.

هكذا، خرجت هيلاري كلينتون، أمس، منتصرةً فقط بالنقاط، ورفعت معها أسعار العملة في كندا والمكسيك المجاورتين، وكذلك اسعار العملات الآسيوية. الخبرة والحنكة السياسية فعلت فعلها، وأكدت المرشحة الديموقراطية، مرة جديدة، أقله للمحللين السياسيين والمراقبين، انها «الاكثر جدارة لقيادة البلاد»، رغم أنها لم تقدم الكثير حول كيفية اخراج الولايات المتحدة من عنق جدلها الاقتصادي و «الصراع النفسي» الذي يتخبط فيه مواطنوها. في المقابل، ما ربحه ترامب هو أنه لم يخسر، وأنه «صمد» إلى المناظرة المقبلة من دون أن يقع. وفيما تناقضت لغة الاستطلاعات حول ارقام التأييد، التي جيرت لمصلحة أحد المرشحين بحسب ميول مستطلعيها السياسية، أجمعت معظم وسائل الإعلام التقليدية الاميركية على اعتبار ان كلينتون كانت الفائزة، بعد سيطرة ترامب على أول 25 دقيقة من المناظرة، لكنها شددت على أن أي من المرشحين، لم يكون بأي حال «مقنعاً».

وإذا كان عامل الجذب الشعبوي ومحاكاة هواجس الأميركيين العاديين، هما العاملان اللذان استمر ترامب بالتحلي والتفوق بهما على مرشحته، إلا أن «تحضير الدرس» قبل المناظرة لم ينفع في تبديل الخطاب الذي رافقه طوال الانتخابات التمهيدية، والذي لم يعدل عليه، حتى بالكشف عن «خطته السرية» التي لطالما تحدث عنها لمكافحة تنظيم «داعش». وإذا كانت كلينتون «لم تفعل شيئاً طوال الـ30 عاماً من مشوارها السياسي لتطبيق الوعود التي تغدقها حالياً خلال فترة الانتخابات»، فإن فشل ترامب في تاريخ نشوء الجماعات الإسلامية المتطرفة في العراق وسوريا، من «القاعدة» إلى «داعش»، ورمي التهمة في نشوئها على ادارة الرئيس الأميركي وفريق وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كرّس قلة درايته بالسياسة الخارجية، وسهّل الدفاع المضاد، بإعادة الملف إلى مربع الرئيس السابق جورج بوش الابن. اما الحرب الدموية المستمرة في سوريا، فكانت شبه غائبة عن المناظرة، فيما استحوذت قضايا الشرق الأوسط، وخاصة مواجهة «داعش» والاتفاق النووي الإيراني وغزو العراق والعلاقة مع السعودية، على حيز مهم.

ودعا ترامب إلى إعادة النظر في تحالفات الولايات المتحدة مع دول العالم، بما فيها بلدان الشرق الأوسط، مكرراً مطالبته أن تدفع الدول الحليــفة لبلاده مقابل حمايــتها، ضارباً أمثلة بالسعودية واليابان، مشيراً إلى أن من حــق أمــيركا أن تحــصل على أموال مقابل توفــير الحــماية العسكرية لهاتين الدولتين، فيما تعــهدت كلينــتون بالتزام واشنطن بمعاهــدات الدفــاع المشــترك مع حلفائها.

وحمّل الملياردير الجمهوري إدارة أوباما وكلينتون مسؤولية ظهور «داعش»، معرباً عن اعتقاده بأنه لو فازت كلينتون بالرئاسة فإنها لن تقضي على التنظيم الإرهابي، معتبراً أن أوباما خلّف فراغاً بالطريقة التي سحب بها القوات الأميركية من العراق، ما أدى إلى ظهور داعش»، وأن منافسته «كانت في الحكم عندما كان التنظيم طفلا صغيراً»، وهي لن «تستطيع أن توقفه الآن».

من جهتها، ردت كلينتون بأن منافسها «ليس لديه أي خطة» بشأن مواجهة التنظيم المتطرف، مضيفة أنه «من الضروري العمل بشكل أكثر اهتماما مع الحلفاء بشأن مكافحة الإرهاب»، متهمة ترامب برفض هذا النهج.

ودعت إلى أن تركز بلادها على القضاء على قيادة التنظيم، وعلى رأسها «خليفته» أبو بكر البغدادي، وتكثف الضربات الجوية والتعاون مع القوات التركية والكردية.

وبينما اعتبرت كلينتون أن إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني «يظهر قوتنا الديبلوماسية»، جدد ترامب رفضه لهذا الاتفاق، متوعداً بحال فوزه بـ «هزيمة إيران».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل