المحتوى الرئيسى

ليسوا لاعبين فقط (1).. سقراط قاوم العسكر بـ«تيشرت» ورفض إغراءات القذافي لـ«الرئاسة»

09/27 23:28

“ليس رياضيا فقط"  حلقة أسبوعيا لنجوم رياضيين اجتذبتهم إما أضواء السياسة أو السينما ليبدأوا نجومية من نوع خاص، وأصبحوا نجوما فيها، بعيدًا عن أمجاد العشب الأخضر.

اليوم، نبدأ بأسطورة المنتخب البرازيلي سقراط، المناضل والطبيب اليساري واللاعب، الذي عارض السلطة في البرازيل فترة الثمانينات، وتألق في كرة القدم أيضأ فمثّل بلاده في كأس العالم مرتين.

سقراط.. طبيب يعالج الفقراء ويلعب الكرة ليطالب بحقوقهم

"لقد منحني الناس سلطة كلاعب كرة قدم مشهور. وإن لم يكن لدى الناس القدرة على قول ما يريدون، فإنه يمكنني الإفصاح عما يريدون نيابة عنهم. وإن لم أعبر عن آراء الناس ما استمع أحد إلى آرائي" كلمات نطق به سقراط أثناء حواره مع قناة BBC عام 2010، ليؤكد أنه مارس الكرة من أجل حقوق البشر في العيش والحياة.

إنه سقراط الذي ولد 1954، بمدينة بيلاما بالبرازيل، لأسرة متوسطة المستوى، واحترف كرة القدم في سن متأخرة عام 1974 بفريق بوتافوجو الذي بدأ مسيرته معه لينتقل بعدها لكورينثايز عام 1978، ثم تتوهج موهبته وينضم لمنتخب السامب ويصير أحد نجومه ويلعب معه بطولتي كأس العالم 1982، 1986.

تربى الفيلسوف، كما أُطلق عليه فيما بعد، على مبادئ جيفارا وكاسترو والمغني الإنجليزي جون لينون، ذلك المغني اليساري الذي كان دائما بأغنيه للروح الثورية التي نشأ عليها نجم البرازيل، كما ذكر قبل وفاته.

مبادئ جيفارا والروح اليسارية جعلت من الحكم العسكري منغصا لسقراطيس، وهو الأمر الذي دفعه لدراسة الطب، وعدم الاهتمام بكرة القدم حتى الحصول على الشهادة عام 1979، من أجل استغلالها لعلاج أطفال الفقراء الذين يعانون من الحكم العسكري.

أفكار سقراط لم تتوقف فقط عند هذا الحد، بل استمر في نشر تطلعاته ورغبته في رؤية البرازيل الديمقراطية من خلال كرة القدم التي استغلها من أجل إيصال صوت الجماهير الغاضبة من الحكم العسكري التي واجهته البرازيل في تلك الفترة.

واختار الطبيب البرازيلي كرة القدم من أجل هذا الأمر، نظرًا لشعبية اللعبة التي كانت بمثابة حماية له من بطش النظام العسكري بالبلاد، ليدخل للنظام من البوابة التي قاموا بإنشاءها عندما عظّموا من قيمة الكرة بانقلاب عام 1964.

وتلخصت رؤيته لعلاقة كرة القدم بالنضال ضد النظام في مقولة قالها "بقيت في ميدان كرة القدم من أجل الوزن السياسي، لمحاربة المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر".

واجتهد سقراط من أجل الحصول على الدعم الجماهيري لكي يكون نجما بين زملائه في هذا الجيل، لكي يحظى بحماية الجماهير من بطش العسكر، وأوضح النجم هذا الأمر عندما علق قائلا "كرة القدم كانت بالنسبة لي فرصة للضغط على الحكم من موقع مؤثر، فالشعب البرازيلي شغوف بكرة القدم، وسأكون أكثر تأثيرا لو كنت لاعباً جيدا".

بدأ سقراط في إقحام السياسة مع الرياضة، عام 1982، عندما أسس نظام "ديمقراسيا كورنثياينا" في نادي كورينثيانز، والتي كانت تهدف لاختيار كافة المسئولين بالانتخاب، حتى قاد الفريق، ناشرا فكرة الديمقراطية بين أعضاء النادي والجماهير، وهو للفوز بالبطولة عامي 1985 بجانب عدد من البطولات.

مع الحراك المجتمعي الشامل بالبرازيل، ظهر دور سقراط اللاعب الفذ، فقام مع زملائه بالملعب الدخول بقمصان مكتوب عليها "انتخبوا رئيس البرازيل" داعيا العسكر لإجراء انتخابات ديمقراطية، والتخلي عن الحكم في البلاد.

لم يكتفِ سقراطيس بهذا الأمر، بل زاد عليه أنه جمع الجماهير في ميدان مدينة كورينثاينز من أجل مطالبة العسكر بالتخلي عن الحكم عام 1983 وإجراء الانتخابات فورا، ورغم عدم نجاحه حملته وقتها إلا أنها كانت ترسًا في ماكينة وصول البرازيل للديمقراطية وتخلي الحكم العسكري عن الحكم بعدها بعامين.

بعد هذا الأمر، أصيب سقراطس ببعض الملل والاحباط، ليقرر الاحتراف في صفوف فيورنتينا الإيطالي، موسم 1984/1985، وقدم أداء ناجحا إلا أن جنون المال الذي كان يسيطر على الكرة بأوروبا لم يعجب الفتى الإشتراكي، الذي عاد لبلاده وشعب البرازيل من أجل الوصول للحظة التي ينتظرها باختيار رئيس ديمقراطي، وكان جوسيه سارني الذي كان بداية للتجربة الديمقراطية اليسارية البرازيلية.

بعد الاعتزال عام 1989، اتجه سقراط لممارسة الطب مع بقائه في حقل السياسة كمعارض، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 1996 لمطالبته بالترشح لرئاسة البرازيل، مع تكفله بكافة مصاريف الدعايا الانتخابية، إلا أن المناضل البرازيلي رفض هذا العرض.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل