رسالة الـ 6 ساعات.. موجهة لهؤلاء

"القوات المسلحة هي جيش مصر، وليست جيشي أنا بل جيشكم أنتم.. وهي قادرة على الانتشار في مصر كلها في ست ساعات فقط، لمواجهة أي أزمة".. كانت هذه أبرز العبارات التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه أمس بمنطقة "غيط العنب" بمحافظة الإسكندرية.

واعتبر نشطاء سياسيون وحقوقيون، أن الرئيس السيسي يتعامل بمنطق وفكر "الرجل العسكري"، مؤكدين ضرورة تنحية الجيش بعيدًا عن الأزمات حتى لاتؤثر على شعبيته.

وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، إن "رسالة السيسي من انتشار الجيش في أنحاء الجمهورية في غضون ست ساعات، تأتي للرد على المنتقدين الذين يستغلون الأزمات وينسبونها إلى الرئيس والجيش بغرض التأثير على شعبيتهما التي بدأت تضعف بالفعل في الآونة الأخيرة".

وأضاف لـ"المصريون": "السيسي لا يرى غير المؤسسة العسكرية، وبالتالي فهو يلجأ إليها في حل أزمات الدولة داخليًا وخارجيًا، بحكم تربيته العسكرية".

وأوضح أن "السيسي أثبت أنه يمتلك خبرات متواضعة في التعامل مع الأزمات، والتي أغلب أزمات مدنية وليست عسكرية، لذلك لا يرى حلولاً غير تدخل الجيش في حلها، وبالتالي فإن تفاقمها راجع إلى ضعف خبرات السيسي في إدارتها".

وأشار مدير مركز ابن خلدون"، إلى أن النظام يرسل رسالة ثانية لمن يريد تهديد كرسي العرش، من الجماعات الإخوانية وبعض القوى الثورية التي طلبت بنزول في 11/11 القادم".

في السياق ذاته، قالت الناشطة الحقوقية جيهان رجب، عضو "مؤسسة الدفاع عن المظلومين"، إن "السيسي يعطى صورة للشعب بأن الجيش يسيطر بقوة على الدولة، وهى رسالة مفادها بأن أي ثورة قد تقوم ضد الحاكم فمصيرها واضح، وهو الفشل".

وأضافت: "السيسي فقد الأمل في الشعب، الذي يرى أن الوعود القديمة والحديثة تزيدهم فقرًا كل يوم، بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عن المنتجات الزراعية التي رفضها العالم".

وتابعت رجب لـ"المصريون": "السلطة الحالية تعلم أن الشعب لم يشك يومًا في الجيش والشرطة والحكومة في عهد مبارك، ومع ذلك نجحت الثورة في يناير، وبالتالي فيجب على النظام أن يعيد حساباته في إدارة الدولة".