سلسلة بطولات من مطروح| "بو مجاور": كتائب الصواريخ كانت كلمة السر في نصر أكتوبر - مطروح

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » سلسلة بطولات من مطروح| “بو مجاور”: كتائب الصواريخ كانت كلمة السر في نصر أكتوبر

ينتمي البطل المقاتل عوض بو مجاور العبيدي، من قبيلة عيت العبيدي، لجيل الأبطال الذين قدمتهم مطروح لميدان البطولة والشرف، وساهموا في صنع نصر أكتوبر المجيدة، فمنهم من قضى نحبه شهيدا في ساحة المعركة ومنهم من عاش بطلا مثل بو مجاور.

ولد عوض بو مجاور في 7 إبريل سنة 1947 بقرية الهوارية بمركز العامرية، وكان الابن الأكبر للمرحوم عبد الكريم حسن بو مجاور العبيدي، وباقي إخوته هم فؤاد وكامل وعبد الستار وسعيد. وقد انتقل والدهم بأسرته إلى مدينة مرسى مطروح حيث كان يمتهن الجزارة، وهي المهنة نفسها التي يمتهنها الحاج عوض بو مجاور الآن.

بعد بشهرين من حصوله على الثانوية العامة بالقسم الأدبي من مدرسة مطروح الثانوية العسكرية في العام الدراسي 1968/1969 تقدم عوض للتجنيد، حيث التحق بالقوات المسلحة في 27 سبتمبر 1969، وبعد قضاء فترة التدريب الأولى بمعسكر تدريب بمنطقة الكيلو 4 بألماظة بالقاهرة تم إلحاقه بمدرسة المدفعية بأبي قير بالإسكندرية،

قضى بو مجاور بمدرسة المدفعية دورة لمدة 3 شهور حيث تم تشكيل اللواء 101 دفاع جوي بالكتائب المتخصص من أبناء مدرسة المدفعية. وحرصا على عدم تعرض هذه الكتائب لعمليات إسرائيلية للقضاء عليها فقد تم نشرها في المناطق الزراعية للتمويه.

وآخر موقع استقرت به الكتيبة 483 التي أُلحق بها المقاتل البطل عوض بو مجاور كان بالبحر الأحمر ببئر عريضة بجوار جبل جلالة.

وكانت كتيبته ذات مهام فنية، ودورها إعداد وتركيب وتجهيز الصواريخ وصيانتها، ثم ترحيلها لكتائب النيران المختصة بالاشتباك مع الطيران الإسرائيلي في حال أي اختراق منه للأجواء المصرية.

يقول المقاتل عوض بو مجاور: الصواريخ التي كان يستخدمها الجيش المصري هي “سام” بأنواعها؛ “سام 2” و”سام 3″، وكان أحدثها “سام 7”. وكتائب الصواريخ كانت كلمة السر في نصر أكتوبر، حيث نجحت في قطع يد إسرائيل الطولى وهي سلاح الطيران، وأعطت الفرصة لقوات المشاة المصرية للعبور والتوغل في سيناء تحت مظلة حماية الصواريخ.

وعن مقدمات حرب أكتوبر يقول بو مجاور: كانت تأتينا تعليمات بالاستعداد طوال الوقت لحملات تفتيش فنية من حين لآخر، وكانت الاستعدادات دائما للتفتيش وليس للحرب، ولكن كانت المفاجأة يوم 6 أكتوبر 1973 حيث جمعنا قائد الكتيبة الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وأخبرنا بوجود اشتباك محدود مع العدو في منطقة قناة السويس وأن الرئيس السادات يقود العمليات بنفسه، مما أكد لنا أن الموضوع أكبر من كونه اشتباك محدود وإنما هي الحرب التي طالما انتظرها المصريون.

ويقول العبيدي: كل كتيبة فنية مثل كتيبتي كانت تجهز يوميا 48 صاروخا يتم توزيعها على 4 كتائب قتالية، بمعدل 12 صاروخا لكل كتيبة. وكان جنود الدفاع الجوي يتابعون أخبار المعارك وتقدم المصريين على الجبهة عبر الراديو الترانزستور والإشارات التي ترد لغرفة عمليات الكتيبة. كما أن معدلات سحب الصورايخ كانت تبين مستوى الأداء المشرف للدفاعات الجوية المصرية وشل حركة الطيران الإسرائيلي.

بعد تحقق النصر والتوصل لقرار وقف إطلاق النار ظلت كتائبنا في حالة استعداد تام وكأننا في حالة حرب.. هكذا يتذكر البطل المقاتل عوض بو مجاور ويقول: لم نشعر بالراحة إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة الدفرسوار وإنهاء حصار الجيش الثالث.

وبعد إنهاء خدمة الجنود الاحتياط في أكتوبر 1974 ومنهم البطل عوض بو مجاور ضمن الدفعة الثانية التي يتم تسريحها عقب نصر أكتوبر المجيدة تم استدعاؤه بعدها مرتين للقوات المسلحة، المرة الأولى عام 1975 والمرة الثانية عام 1976.

ويلخص عوض العبيدي أسباب نصر أكتوبر في إيمان المصريين القوي بالله وتأييده للجنود المصريين، وكذلك الروح الوطنية العالية التي كانت تغمر نفوس المصريين والرغبة الكامنة في قلوبهم شعبا وجيشا للثأر لهزيمة 1967.

وبعد عودته برايات النصر تزوج البطل عوض بو مجاور وأنجب أربعة أبناء زرع في نفوسهم حب مصر وهم خالد ومحمد ومحمود ومصطفى.