المحتوى الرئيسى

ترحيب عالمي بالحكم الصادر في قضية أضرحة تمبكتو

09/27 17:56

رحبت  منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) اليوم الثلاثاء (27 أيلول/ سبتمبر 2016) بـ "الحكم التاريخي" الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية على الجهادي المالي أحمد الفقي المهدي بالسجن تسع سنوات، بعد إدانته بتهمة تدمير أضرحة في تمبكتو مدرجة على قائمة التراث العالمي. وقالت المنظمة إن القرار يشكل "مرحلة تاريخية" في مكافحة الإفلات من العقاب.

وكانت المحكمة الدولية قد أصدرت حكمها اليوم الثلاثاء وقال القاضي راؤول بانغالانغان للمدان خلال تلاوة الحكم "سيد المهدي، إن التهمة التي أقررتم بذنبكم فيها خطيرة للغاية"، مضيفا أن "المحكمة تحكم عليكم بالسجن تسع سنوات". واعتبر القضاة المهدي "مذنبا"، نظرا إلى "مشاركته المباشرة في حوادث عدة، ودوره كمتحدث رسمي لوسائل الإعلام"، بحسب ما أكد بانغالانغان.

حذرت الأمم المتحدة من أن أعمال تدمير الأضرحة في تمبكتو ، شمالي مالي، "ينذر بمستقبل مظلم للسكان هناك". يأتي ذلك بعدما واصل إسلاميون متشددون يطلقون على أنفسهم "حركة أنصار الدين" تدمير أضرحة جديدة في مسجد تمبكتو الكبير". (10.07.2012)

عمد إسلاميون متشددون اليوم إلى هدم آخر الأضرحة في مدينة تمبكتو التاريخية، والجزائر تعتبر اتفاق وقف الأعمال الحربية بين "الحركة الوطنية لتحرير ازواد" و"جماعة أنصار الدين" خطوة مشجعة على درب التسوية السياسية في شمال مالي. (23.12.2012)

أما المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتن بنسودا، فأكدت لوكالة فرانس برس أن الحكم يمثل "تحذيرا لأولئك الذين يرتكبون جرائم أو يعتزمون ارتكابها، بأنها جريمة خطيرة. هذه جريمة حرب وسيتحملون المسؤولية".

بدورها، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان أنه بالإضافة إلى أن قرار المحكمة يعد "رسالة واضحة" ضد تدمير الإرث الثقافي، فإنه يسلط الضوء على "الحاجة لأن تكون مالي أكثر نشاطا في الملاحقات حيال جرائم الحرب".

من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) أن الحكم يوجه "إشارة قوية" ضد تدمير الإرث الثقافي، معربة عن أملها بأن يسمح الحكم "بإنهاء الإفلات من العقاب" بعد تدمير عدد من المواقع الثقافية بينما تتعرض مواقع أخرى للتدمير المنهجي، وخصوصا في العراق وسوريا.

يذكر أن أحمد الفقي المهدي متهم بارتكاب جريمة حرب لأنه "شن عن سابق تصور وتصميم هجمات" على تسعة أضرحة في تمبكتو (شمال مالي) وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو 2012.

أ.ح/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)

مخطوطات مدينة تمبكتو المالية، التي كانت تشكل مركزا إفريقيا للدراسات الإسلامية، تحوز على قيمة تاريخية لا تقدر بثمن، فهي توثق نتائج أبحاث إسلامية لقرون.

عندما بدأ متشددون في 2012 بتدمير المدينة التاريخية بشمال مالي، قام عدد من الماليين بتهريب مئات الآلاف من المخطوطات من تمبكتو إلى العاصمة باماكو.

عبد القادر حيدرة، صاحب مكتبة عائلية، قام بالإشراف على عملية إنقاذ المخطوطات القديمة حتى لا تطالها أيدي المتطرفين وتدمر جزءا مهما من التاريخ الإسلامي.

وفي العاصمة باماكو يقوم عدد من الخبراء بحفظ المخطوطات رقميا من خلال تصوير كل صفحة على حدة، فحصها ثم تخزينها في كتالوغ خاص في الأرشيف المركزي المالي.

عملية التخزين الرقمي تهدف إلى إطالة عمر المخطوطات في حال تآكلت بسبب ارتفاع درجات الحرارة في باماكو، وكذلك إلى إتاحة المجال للجميع للاطلاع عليها.

بعد عملية التخزين الرقمي يتم حفظ المخطوطات في صناديق كرتونية خالية من الحموضة تم تصميمها باليد وفق مقاسات خاصة بهدف حماية هذا الإرث التاريخي.

لم يعد هناك ولو كتاب واحد في مكتبة "ذاكرة ماما حيدرة" في تمبكتو. ولا أحد يعرف ما إذا كانت هذه المكتبة ستأوي في رفوفها أي وثائق أو مخطوطات تذكر.

معهد أحمد بابا، الذي مولته السعودية ومؤسسة آغا خان وأموال من جنوب إفريقيا والمجهز بمكتبة وأرشيف وآلات خاصة لحفظ المخطوطات، فارغ اليوم والغبار يغطيه.

عندما قدم الإسلاميون المتشددون إلى تمبكتو أرادوا أن يظهروا لليونسكو وللغرب قوتهم، فجمعوا عددا من المخطوطات في بهو معهد أحمد بابا وأضرموا فيها النار.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل