المحتوى الرئيسى

العشوائيات تحول «كتاكومب» أقدم مقابر الرومان بالإسكندرية لسوق «روبابيكيا»

09/27 11:17

تحتفل منطقة آثار الإسكندرية بالتزامن مع يوم السياحة العالمى الذى يوافق اليوم الثلاثاء بمرور 116 عامًا على اكتشاف أقدم المقابر الرومانية فى الإسكندرية، وهى مقابر كتاكومب أو كوم الشقافة التى تعود إلى القرن الأول الميلادى فى العصر الرومانى.

وكان عثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، بالرغم من أن التنقيب بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892، وسميت بهذا الاسم نظرًا لقيام الرومان بتحطيم الشقف أو إناء الطعام على باب المقبرة كنوع من الطقوس الخاصة بهم ولذلك سميت بكوم الشقافة.

ورغم احتواء المقابر الأثرية على أسرار مهمة تعود إلى العصر الرومانى وعصر الحاكم دقلديانوس، إلا أنها لم تحظ باهتمام وزارة الآثار، وهناك صعوبة بالغة فى الوصول إليها من قبل السياح خاصة مع تواجد سوق الساعة بكرموز والذى يضم مئات الباعة الجائلين الذين يعيقون حركة المرور.

وفى ذكرى مرور 116 عامًا على اكتشاف المقبرة الأثرية بالإسكندرية تحولت المقبرة إلى مكان مهجور بسبب غياب الوفود السياحية عن المكان، لسوء أحوال المرور هناك وكثرة الأسواق العشوائية التى تعوق حركة الأتوبيسات السياحية الوافدة إليه.

وتعانى هذه المنطقة الأثرية  أيضًا من الإهمال والفوضى من قبل سكان منطقة الناصرية، الذين حولوها إلى خرابة بعدما ألقوا فيها محتويات منازلهم القديمة حتى أصبحت أشبه بسوق روبابيكيا، زاد على هذا وقوعها بالقرب من عدة مساكن عشوائية أبرزها مساكن الطوبجية ومساكن وابور الجاز ما يجعل شركات السياحة تحجم عن تنظيم رحلات إلى هناك.

ووسط كم الإهمال والفوضى تدخلت منطقة آثار الإسكندرية بجهود إدارة الوعى الأثرى التى أنشأت فريقًا يحمل اسم فريق إنقاذ أثر، والذى يعمل على رفع المخلفات الموجودة فى محيط المنطقة الأثرية بشكل تطوعى دون رعاية من  الدولة أو وزارتى السياحة أو الآثار.

وتشارك منظمات المجتمع المدنى بشكل أكبر من مشاركة الوزارات المعنية بالأمر، وعلى الرغم من هذا المجهود يواجه المتطوعون معاملة سيئة من قبل الإدارة المحلية ممثلة فى جهاز شئون البيئة والأحياء بالمحافظة والتى لا توفر لهم الأدوات أو السيارات المستخدمة فى رفع المخلفات، لتعود الأمور مرة أخرى إلى طبيعتها الخربة من جديد.

"التحرير" هبطت السلالم البالغ عددها 99 درجة والتى تم بناؤها على شكل حلزونى، والتى صممت بهدف الاختباء وقت الحروب والتى تصل بك فى النهاية إلى مقبرة الملك كاراكالا ومقابر كتاكومب، التى تضم ما يقرب من 300 فتحة بالإضافة إلى صالة مذبحة كاراكالا ومأدبة الطعام الخاصة بالرومان.

ومع بداية نزول الـ99 درجة من السلالم الرومانية الأثرية تشعر بالرهبة والخوف وتختفى الشمس شيئًا فشيئًا حتى تجد الظلام يحاصرك من كل اتجاه، ولكن بمجرد وصولك للقاعة الرئيسية للمقابر تجد الأضواء الخافتة تملأ المكان الأثرى وتشعر بانخفاض ملحوظ فى درجة الحرارة، حيث تملأ المياه الجوفية المكان بالأسفل، والمفاجأة أن المياه لا تضر بالمقابر تمامًا.

وعلى اليمين، تقع صالة مذبحة الملك الرومانى كاراكالا، هذا الملك الذى قام بذبح عدد من شباب الإسكندرية داخل تلك القاعة بعد ثورتهم ضده عام 215 ميلادية ودعاهم جميعا للنقاش معهم، إلا أنهم حاولوا الهروب منه ولكنه كان أغلق عليهم الباب الحديدى وقام بذبحهم جميعًا على قطعة كبيرة من الرخام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل