المحتوى الرئيسى

إعلاميون: كوارث ماسبيرو نتيجة طبيعية للفوضى

09/27 11:08

حتى سنوات قليلة مضت كان مبنى ماسبيرو يضم قيادات واعية على أعلى مستوى استطاعت أن تترك بصمة، كل فى مجاله ولمجرد بلوغها سن التقاعد تركنا تلك الخبرات ولم نحاول الاستفادة منها، حتى وصل الوضع فى ماسبيرو لأدنى مستوى له، حتى جاءت كارثة إعادة حوار قديم للرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 20 سبتمبر الماضى، لتؤكد وتجسد ما آل إليه هذا الإعلام.

القيادات السابقة تشعر بالحزن والمرارة على حال ماسبيرو الذى أصبح مثارا للسخرية بعدما ترك الساحة للفضائيات الخاصة.

فى هذا التحقيق تحدثنا مع ثلاثة من القيادات السابقة الذين لديهم من الخبرة والكفاءة ما يجعلهم جديرين بتقييم ما حدث ووضع الحلول.

>> الإذاعى الكبير عمر بطيشة رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، قال: بداية، ما حدث سقطة إعلامية بكل المقاييس، الجميع مسئول عنها الحل من وجهة نظرى وببساطة يكمن فى عودة المهنية والضمير وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وللأسف الشديد مبنى ماسبيرو حالياً ومنذ سنوات قليلة المهنية فيه غائبة عنه وأصبح الهم الأكبر لمعظم العاملين الحصول على المال وزيادة الرواتب والمكافآت على حساب المهنية.

وأضاف: أشعر بحزن على حال ماسبيرو إذاعة وتليفزيون.

عشرات السنين قضيتها فى هذا المبنى حتى وصلت لمنصب رئيس الإذاعة، قدمت عشرات البرامج الناجحة من حقى أن أحزن وأشعر بالحسرة.

أتحدى أن تستمع للإذاعة خمس دقائق أو التليفزيون ولا تجد أخطاء لغوية فادحة من يستمع ويشاهد يشعر بحالة فوضى لم يسبق لها مثيل، أطالب رئيس الإذاعة ورئيس التليفزيون بأن يسمعوا ويشاهدوا ويتابعوا على مدى الـ24 ساعة، أنا كنت بعمل كدة حينما كنت رئيسًا الإذاعة.

وقال: كنت أشغل منصب مسئول المتابعة المهنية حينما كنت عضواً بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون وفوجئت بأن عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون حينها جمد تماماً مجلس الأمناء حتى تمت إقالته، وفوجئت باستبعادى مؤخراً من عضوية المجلس، ولا أزكى نفسى ولكن الجميع يعرف من هو عمر بطيشة.

ومن وجهة نظرى عودة منصب وزير الإعلام ليس حلًا، الوزير ليس من مهام وظيفته أن ينزل الاستديوهات ويتابع كل صغيرة وكبيرة وظيفته الأساسية وضع السياسات ويخطئ من يتصور أن عودة منصب وزير الإعلام سوف يحل مشاكل ماسبيرو المشكلة أن العنصر البشرى حالياً معظمه بلا ضمير ولا مهنية.

ويقول الإذاعى الكبير إسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية الأسبق: ما حدث يوم الثلاثاء الماضى من إعادة حديث قديم للرئيس السيسى خطأ مهنى جسيم مسئول عنه العاملون المختصون بقطاع الأخبار خاصة أنه فى هذه الأحداث لها ترتيبات مهنية من بعثة مصاحبة للرئيس للتغطية والحجز عن طريق الأقمار الصناعية لإذاعة حوارات الرئيس مع القنوات المختلفة، وأخيراً متابعة المواقع الإلكترونية وبالطبع كان يجب أن يكون هناك تدقيق كامل فى إذاعة حديث الرئيس قبل إذاعته لابد من محاسبة جميع المتسببين عن هذا الخطأ الجسيم ومعاقبتهم كل على حسب خطئه.

ولكنى أحذر بشدة لا يجوز أبداً استغلال هذا الخطأ الجسيم كذريعة لهدم ماسبيرو وليعلم الجميع أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو صوت الدولة وصوت الشعب وليس مجرد جهاز يعبر عن النظام ، فهذا الاتحاد تخرج فيه مئات الكوادر المدربة التى تعمل حالياً فى كافة الفضائيات، ولن نسمح أبداً بهدم ماسبيرو أتحدث بصفتى قيادة سابقة بالاتحاد وعملت فيه ما يقرب من 40 عاماً.

إصلاح الحال فى ماسبيرو ليس مستحيلًا، بداية ماسبيرو يضم عشرات وربما مئات الكوادر التى تصلح للقيادة.

الإصلاح يبدأ من إعادة الهيكلة وتدريب العناصر الواعدة، وأؤكد ليس معنى إعادة الهيكلة أن يتم الاستغناء عن بعض العاملين، المسألة ببساطة إعادة تدوير العاملين ووضع كل عامل فى مكانه المناسب.

دعم الدولة مطلوب ومعاونة ماسبيرو بأحدث الأجهزة لتطوير المحتوى الإعلامى وتجويد الوسائل البرامجية وتقديم خدمة إعلامية متطورة تساهم فى حل مشاكل المواطنين وتقديم رؤى مستقبلية فى إطار النقد الموضوعى وتثقيف المجتمع وتسهيل الحصول على المعلومات ولابد من دعم أكبر للإعلام الإقليمى وأشعر بالدهشة لمن يطالبون بالاستغناء عن الإعلام الإقليمى ولابد من الإسراع فى وضع التشريعات الإعلامية وتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى على مستوى الإعلام الرسمى والخاص أطالب فى النهاية بالاستغلال الأمثل لتراث ماسبيرو، وتسويقه إذاعياً وتليفزيونياً وتحويل بعض القنوات والإذاعات لشركات طبقاً لما تقدمه من مواد إعلامية جاذبة.

ويقول الإعلامى إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق: للأسف الشديد ما حدث ليس مفاجأة بل هو نتيجة طبيعية لحالة الفوضى الإعلامية التى نعيشها منذ فترة ليست بالقليلة.

بالطبع ما حدث خطأ جسيم المفروض أن قطاع الأخبار حينما يكون هناك حديث لرئيس على قناة أجنبية يتم استقباله عن طريق الأقمار الصناعية، وليس عن طريق شبكة الإنترنت هذا أمر بديهى المسئولية يتحملها الجميع، ولكنى ضد إقالة رئيس قطاع الأخبار مصطفى شحاتة بشكل متسرع كان يجب الانتظار حتى تنتهى التحقيقات وتكون القرارات على أساس سليم وليس بهذا الشكل.

كما قلت ماسبيرو فى حالة فوضى يجب على الدولة دعم إعلام الدولة بشكل أكبر أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالذهاب لمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والتوجه بحديث للشعب من أحد الاستديوهات تلك الزيارة سيكون لها مفعول السحر على جميع العاملين وتعطيهم طاقة هائلة للعمل والإبداع.

ولكن العاملين فى ماسبيرو يشعرون بأن إعلام الدولة أصبح على الهامش مقارنة بالفضائيات الخاصة.

أنا شخصياً واجهت مصاعب كثيرة حينما كنت رئيساً لقطاع الأخبار أبرزها مذبحة ماسبيرو، وما حدث قبيل قيام ثورة 30 يونيو الإخوان كانوا أغبياء جداً حينما سمحوا باستمرارى رئيساً لقطاع الأخبار، وأنا كنت ضدهم قلباً وقالباً، حتى إننى لم أكن أرد على اتصالات صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام الإخوانى، مطلوب أن يعى الجميع أن ماسبيرو تليفزيون الشعب وعلى العاملين أن يعوا حجم ما يقدمونه وأن يراعوا ضمائرهم نخطأ ساذج حدث نتيجة للإهمال من عدة جهات وليس رئيس القطاع وحده.

الإذاعى عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة الأسبق: تحدث بمرارة وأكد: عندى إحساس بمؤامرة من الداخل لهدم ماسبيرو، للأسف الشديد هذا الخطأ الجسيم ليس الأول، بل حدث قبله سلسلة أخطاء جسيمة بعضها متعمد، تكرار الأخطاء ليس طبيعيأ مطلوب وقفة حاسمة لمواجهة تلك الأخطاء الجسيمة التى جعلت تليفزيون الدولة فى المؤخرة.

بدلاً من أن نبكى على اللبن المسكوب علينا جميعاً وضع الحلول لانتشال ماسبيرو من عثرته. أعتقد أن أهمها إعادة النظر فى اختيار القيادات وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بمنتهى الحزم والشدة والأهم من ذلك المراقبة والمتابعة ما حدث نتيجة طبيعة لغياب المراقبة والمتابعة تعلمنا طوال مشوارنا الإعلامى أن المراقبة والمتابعة من أسس العمل الإذاعى والتليفزيونى لأن هذا يمنع أى خطأ حتى ولو كان بسيطاً.

ما أن يصل الإهمال لهذا الحد فتلك مصيبة، هناك خطأ ما فى طريقة إدارة المبنى حتى لو تم تعيين وزير للإعلام مطلوب إصلاح جذرى وأن يعى الجميع حجم المسئولية.

أشعر بأن هناك حالة لا مبالاة أدت لتكرار الأخطاء التى لم تحدث فى تاريخ ماسبيرو.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل