المحتوى الرئيسى

ناجون من رشيد يروون تفاصيل «رحلة الموت»

09/27 11:24

روى عدد من الناجين من حادثة غرق مركب رشيد في محافظة البحيرة، تفاصيل جديدة عن كواليس ما حدث، بداية من تخطيطهم للسفر في هجرة غير شرعية، حتى غرق المركب، والتي أسفرت عن وفاة نحو 168 شخصًا.

وكشف أحمد على محمود، 16 سنة، طالب بالمرحلة الثانوية، وأحد الناجين من الحادث، أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وفشله في الحصول على وظيفة؛ دفعه إلى المغامرة بحياته، وتعريض نفسه للموت في عرض البحر؛ لتوفير لقمة عيش وحياة كريمة له ولأسرته.

وأضاف محمود باكيًا، وفقًا لما نشرته صحيفة "الشروق"، في عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، "هذه هي المرة الأولى والأخيرة لي محاولًا الهجرة غير الشرعية، خاصة عندما رأيت جثث الأطفال تطفو على المياه، ووالديهم عاجزان عن مساعدتهم".

وأوضح خالد متولي، صياد عائد من رحلة الموت، أن زميلًا أخبره بوجود سمسار من محافظة الشرقية يدعى حركيًا "أبو المصري المهاجر"، يقوم بتهجير الراغبين في السفر إلى أوروبا مقابل 30 ألف جنيه، فوافق وباع له كل ما يملك، واستدان المبلغ الباقي للهجرة.

ولفت متولي، إلى أن المهربين يتحايلون على قوات حرس الحدود في قرية برج مغيزل عن طريق إلباس المهاجرين ملابس صيادين للسماح لهم بالعبور، على أن يتم نقلهم بعدها إلى مركب صيد على بعد ما يقارب من 4 أميال، ثم إلى مركب آخر صغير متهالك يقود المسافرون رحلتهم من داخله.

وواصل "يتم ترك الركاب في بعض الأحيان من دون قبطان، حيث يقوده أحد المسافرين؛ ما يجعله أكثر عرضة للخطر، وإذا كان حالهم جيدًا يعترضهم مركب بضائع أو آخر تابع لقوات البحرية الإيطالية أو اليونانية، ثم نقلهم إلى شواطئ أوروبا".

وتابع: "عدت من تجربة مميتة، بعدما تركنا السمسار مع 30 شخصًا آخرين من دون أي طعام أو شراب وسترات نجاة في عرض البحر، غرق منا 8 أشخاص كاد الآخرون أن يغرقوا، لولا مرور مركب بضائع مصرية في عرض البحر، قامت بإنقاذنا".

وقال مدثر حسن، 29 سنة، سوداني الجنسية ويعمل فني ميكانيكي، إن محاميًا في محافظة أسوان يدعى «أحمد» هو من ساعدهم على دخول الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية، كما أعطاهم أوراقًا رسمية للإقامة في البلاد بصورة طبيعية.

وأضاف مدثر، أنه دخل مع عائلته إلى مصر في عام 2015، هربًا من المجاعة والحرب التي تشهدها بلادهم بين الحكومة والمتمردين، ودفعته ظروف المعيشة الصعبة إلى العمل وعائلته، حتى نصحه أحد أصدقائه السودانيين بضرورة الهجرة إلى دولة أوروبية، وعندما أخبره بعدم استطاعته السفر لعدم توافر المال، أرسله صديقه إلى أحد المقاولين في الإسكندرية.

وأردف اتفقت مع المقاول على الهجرة إلى إيطاليا مع أسرتي مقابل سداد 100 ألف جنيه بعد وصولنا، والتأكد من حصولنا على عمل لجلب المال، وبدأنا الرحلة عصر 20 سبتمبر في باخرة ظلت تسير بشكل غريب أكثر من 8 ساعات بالقرب من الموانئ المصرية، ولم نعرف السبب حتى اقترب من مركب آخر في منتصف الليل، وتم نقلنا جميعًا عليه حتى زادت الحمولة وانقلب المركب ومات أغلب من على متنه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل