المحتوى الرئيسى

آخرهم حتر.. ضحايا الإرهاب بين حرية الرأي والإساءة للذات الإلهية

09/26 19:06

لأجل الفكر والتعبير عن الرأي -لاسيما المُخالف- تسيل دماء الكثير من المفكرين والكُتّاب، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لفكرة آمنوا بها ومواقف لم يتخلوا عنها خالفت العوام وآثارت الجدل حولهم، منهم من آمن بفكرة صالحة ومنهم من تجرأ وتخطى كل التعاليم الدينية والمعايير الأخلاقية وصولا إلى الإلحاد مما دفع البعض إلى تكفيرهم واغتيالهم .

ويرى محللون أن تجرؤ بعض الكُتّاب على الذات الإلهية والأنبياء والرسل في حربهم مع الحركات الإرهابية، أصبح دافعا لعناصر الإرهاب لاغتيالهم، مطالبين بإبعاد الدين عن كتاباتهم وسخريتهم من الإرهاب حتى لا يتشبث البعض بهذه السخرية وتكون مبررا لقتلهم أو اغتيالهم.

كان الأردني ناهض حتر آخر من تعرض للاغتيال بعد أن بالأمس على يد أحد المنتمين للفكر السلفي الجهادي، الذي اتهمه بالكفر والإساءة للذات الآلهية، بعدما نشر الكاتب رسمًا كاريكاتيريًا بعنوان"رب الدواعش" سخر فيه من علاقة الإرهابيين بالله وكيف يرونه.

أثار الرسم موجة من الجدل وتعرض للمحاكمة بتهمة الإساءة للذات الآلهية، إلا أنه خرج بكفالة، ليتم اغتياله عقب أسبوعين من خروجه على أعتاب قصر العدل في العاصمة الأدرنية عمان.

ومن فلسطين إلى تونس لم يختلف الأمر شيئًا فقد شهدت تونس الخضراء خلال عام 2013، اغتيال السياسي الماركسي شكري بلعيد، المنتمي إلى التيار الماركسي اللينيني، وكانت كتاباته تظهر بها انتمائه لهذا التيار، فضلًا عن أنه من أشد المنتقدين لآداء الحكومة الائتلافية في تونس.

كانت كتابته ومواقفه دومًا ما تجلب إليه المتابعين، فعارض نظام الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي قام بسجنه لفترة، كما قام بقيادة أول مسيرات تندّد بالحرب الأمريكية على العراق، ودافع عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي عام 2008.

في 6 فبراير 2013 قتل أمام منزله بأربع رصاصات، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الاغتيال بدعوى اتجاه الكاتب إلى الكفر والإلحاد، بعدما قادته آراءه لمهاجمة الجماعات الإسلامية.

وقيل أن حديث "بلعيد" قبل مقتله بساعات عن ظاهرة الاغتيال السياسي تسببت في تعرضه للاغتيال، بعدما اتهم حركة النهضة التونسية المحسوبة على جماعة الإخوان برعاية العصابات الإجرامية التي اغتالت الناشط لطفي التونسي.

"النزاعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية".. كان الكتاب الذي قضى على صاحبه الكاتب والمفكر الشيوعي "حسين مروة" من لبنان، بعدما فضّل طوال مسيرته الأدبية إلى الكتابة والتفكير خارج الصندوق ومخالفة العوام في آرائهم.

حاول مروة خلال مسيرته الأدبية مزج الثقافة العربية الإسلامية بالشيعية، كما حاول مزج ذلك التراث مع ثقافة حديثة علمانية في معناها العام وماركسية لينينية في معناها الخاص، وكان من كتبه التي تشبعت بتلك الأفكار الجدلية وآثارت الانتقاد حوله، كتابه: "دراسات في الإسلام".

اتهم مروة قبل اغتياله بمحاولة إثارة النعرات الطائفية من خلال بعض كتابته، وهو الأمر الذي دفع بعض الجماعات المتشددة إلى اغتياله، باطلاق الرصاص عليه بعدما تجاوز الـ 77 عامًا.

المناظرة الشهيرة التي عقدها الكاتب الراحل فرج فودة أقوى كُتاب العلماينة ومناصريها مع الدكتور محمد عمار والدكتور سليم العوا كانت كفيلة بإن تقلب العالم ضده بعدما طالب خلال المناظرة بإبعاد الدين عن مظاهر الحياة وتنحية النصوص الشرعية عن الأنشطة الدنيوية.

كلمات فودة كانت دافع لشابان من الجماعة الإسلامية لإطلاق وابل من الرصاص أصاب الكاتب في الكبد والأمعاء، وصعدت روحه ثمنًا لمعتقداته.

وعلى رأس الذين ضحوا بأرواحهم ثمنا لفكرة صالحة يأتي الشيخ محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف في منتصف السبعينات من القرن الماضي، أول من سالت دمائهم بدعوى التكفير.

جاء اغتياله على يد جماعة التكفير والهجرة، في حقبة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأعلنوا فكرة تكفير المجتمع، وسعوا للخلافة الإسلامية، إلا أن الشيخ الجليل آثار غضبهم حين انتقدهم في كتابه "قبسات من هدي الإسلام".

الأمر الذي دفع الجماعة إلى استباحة دمه، والتخطيط لاغتياله، وبالفعل هاجمت منزله بضاحية حلوان بجنوب القاهرة، ثم خطفته وحاولت مساومة الدولة عليه، بتقديم مبلغ مبالي وتقديم اعتذار رسمي في الصحف القومية عن الإساءات التي وجهت إليها، وهو ما رفضته الدولة وتم اغتيال "الذهبي" على إثرها.

عام 1972، فقدت فلسطين كاتبها الصحفي الشهير غسان كنفاني، أحد ضحايا القلم بعدما اغتالته المخابرات الإسرائيلية، وهو لم يكمل عامه الـ36، بسبب اتهامه بالتحريض ومحاولة قلب نظام الحكم الصهيوني في فلسطين.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل