المحتوى الرئيسى

بروفيل| محمد بدران.. الصاعد هبوطاً

09/26 18:51

أنهى اليوم محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن مشواره السياسي القصير بتقدمه باستقالته من رئاسة الحزب.

الفتى العشريني الصاعد كسهم جامح، هبط سريعا، بخروجه من رئاسة الحزب وتصاعد جناح الأمين العام اشرف رشاد، حسبما ذكرت مصادر مطلعة من الحزب.

ويعد محمد بدران، 24 سنة، أصغر رئيس حزب "مستقبل وطن" في العالم، الصاعد سريعا من أروقة الجامعة إلى عالم السياسة، دون ظهور ايدلوجية واضحة له أو انتماء لمدرسة سياسية معروفة كسائر رؤساء الأحزاب.

لم يكن بدران وريثاُ لعائلة ضليعة بالعمل السياسي أو ذات ثراء يبرر فخامة مقرات حزبه، فوالده المتوفي في مطلع الشهر المنصرم كان يعمل موظفاً بكلية التجارة بجامعة بنها.

أختار بدران استكمال دراسته بأمريكا، تاركا الحزب الذي صعد به ومعه لأروقة الحكم والإعلام.

 ويعيش حزب مستقبل وطن حالة تخبط إثر تعدد الاستقالات الفترة الأخيرة وكان آخرها استقالة أحمد سامي أمين الإعلام، واستقالة أمين لجنة دمياط تامر فاروق زايد.

وكان اشد ما واجهه بدران في رحلته هو الاتهامات التي حدت بالنائب العام المستشار نبيل صادق، بفتح التحقيق في اتهام محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن، وقيادات الحزب، بالنصب والاحتيال والاستيلاء على أموال راغبي الترشح للانتخابات البرلمانية، مستغلين اسم رئيس الجمهورية وقيادات الأجهزة الأمنية والسيادية، حيث كلف المحامي العام الأول لنيابة مصر الجديدة بالتحقيق.

خطى بدران  أولى خطواته في عالم الشهرة حينما كان عضوا في اتحاد الطلاب بكلية التجارة، وأسس مبادرة "ميرز" التي أوصلته لـ"علي شمس الدين" وكان بمثابة مهندسا له في معركة تولي منصب رئيس جامعة بنها، وصار قريبا منه في مشهد يعيد إلى الأذهان موقف "فتحي نوفل" في فيلم طيور الظلام الذي أدار المعركة للوزير رشدي الخيام وأوصله للبرلمان.

خاض بدران معركة أخرى للوصول إلى اتحاد الطلاب في مواجهة الفصيل الإخواني، وحظى وقتها بدعم جميع الحركات الثورية والأحزاب المدنية، ولا سيما الحزب المصري الديمقراطي باعتباره كان عضوا فيه، ونجح في أن يكون أول رئيس اتحاد لطلاب مصر بعد توقف انتخابات الاتحاد لمدة قاربت الثلاثين عاما.

صرح بدران قبيل الانتخابات بأنه يسعى ليكون حزبا حاكما، ومستحوذا على الأكثرية في البرلمان، بيد أن حزب المصريين الأحرار أجهض أحلامه في مهدها، بحصوله على نسبة تفوقه من مقاعد البرلمان.

دشن بدران حملة مستقبل وطن لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعد نجاح الرئيس حوّل بدران الحملة لحزب بالاسم نفسه، متوليا رئاسته، ليكون أصغر رئيس حزب في العالم، متمتعا بالحظوة والقرب من جميع دوائر صنع القرار، الأمر الذي بدى كأنه صنع خصيصا له.

اختيار بدران عضوا بلجنة الخمسين لكتابة الدستور، ونائبا لرئيس لجنة الصياغة ممثلا للطلاب، كان بارقة أمل لقطاع عريض من الشباب لقربه في السن منهم، ولاعتقادهم بأنه سيكون معبرا عنهم في كتابة الدستور.

كان بدران يستقبل يومياً في مكتبه بالحزب شخصيات سياسية عالمية ومصرية أيضا، ويسعى الجميع لخطب وده.

سيد عبد العال رئيس الحزب التجمع زاره مباركا تدشينه للحزب، كما استضافه السيد البدوي رئيس حزب الوفد لتكريمه، ودعي إلى دبي أيضا للتكريم من "أحمد أبو عجيلة" رئيس النادي المصري بدبي، والسفير "شريف البديوي" القنصل العام لدبي بصفته الحزبية.

وزاره قبيل سفره للدراسة بأمريكا استقبل ممثل الحزب الشيوعي الحاكم بالصين، الذي أثنى على تجربته قائلا "نستلهم تجربتك الفريدة في مستقبل وطن".

كما أعلن بدران نيته دعم خطة لتمكين وتأهيل الشباب، ودعم حملة "مجندة مصرية"، موقعا بروتكول تعاون مع جهاد الكومي مؤسسة الحملة.

يعلن بدران بكل وضوح أن ممولي حزبه رجال الأعمال أحمد أبو هشيمة وهاني أبوريدة، وكامل أبو علي، وفرج عامر، كما يذكر أن صاحبي فكرة تحويل الحملة لحزب جاءت من الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، والدكتور مصطفى حجازي.

لم يتوقف بدران عن إثارة الجدل، ولاسيما بعد ما تدخلت مطابع الأهرام لوقف طبع عدد جريدة الصباح والذي كان يحتوي مقال بعنوان "كيف تصبح طفلا للرئيس في 9 خطوات؟ ولكنه نفى علاقته بذلك، مؤكدا أنه لن يكون ظهيرا سياسيا للرئيس في البرلمان.

كما أثار اختيار 14 مرشحا لحزب مستقبل وطن، بقائمة "في حب مصر" حالة من الاستفسارات عن تلك الحصة التي جاوزت حصة أحزاب أكبر كالتجمع والوفد، سبقت الحزب الوليد في عالم السياسية بعقود.

الأمر الآخر الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية، مرافقة بدران للرئيس السيسي على يخت المحروسة أثناء افتتاح قناة السويس، ليكون رئيس الحزب الوحيد الذي حظى بمعية الرئيس فوق اليخت، وفي صورة تناقلتها جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل