المحتوى الرئيسى

8 مناظرات رئاسية أوصلت فائزيها إلى البيت الأبيض

09/26 17:15

تتجّه أنظار أغلب سكان العالم اليوم الاثنين، الساعة التاسعة بالتوقيت الشرقي (الثالثة فجر يوم الثلاثاء بتوقيت القاهرة) إلى شاشات التلفزيون، وبالتحديد إلى حرم جامعة هوفسترا بنيويورك، لمدة ساعة ونصف، حيث تُجري أول مناظرة رئاسية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، ويتوقع الجميع أن تكون تلك المناظرة من أقوى المناظرات الرئاسية التي حدثت في التاريخ الأمريكي، لاحتوائها على مُرشحين مثيرين للجدل، وخاصة قطب العقارات دونالد ترامب، الذي عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل دومًا، ونستعرض فيما يلي أبرز المناظرات الرئاسية التي جرت في التاريخ الأمريكي.

1- لينكولن ودوجلاس أبطال أشهر مناظرة قبل 155 عام

تمت أشهر مناظرة في تاريخ أمريكا قبل ظهور التليفزيون بمائة عام في انتخابات 1860 بين عضو الكونجرس إبراهام لينكولن الجمهوري والسناتور ستيفن دوغلاس الديموقراطي، وتحدث المرشحان عن تجارة وامتلاك الرقيق، وقال دوغلاس المؤيد لتجارة السود والذي أثار حماس المستمعين بأسئلة: «هل تقبلون مساواة مواطن زنجي بكم؟» وهتف بعض المستمعين: لا -  «هل تريدون زنجيًّا يملك مزارع مثل مزارعكم، وثروة مثل ثرواتكم؟» وهتفوا: لا.

لم يكن هذا رأي لينكولن الذي أعاد عليهم بنود الحرية والمساواة في إعلان الاستقلال والدستور، وسألهم: "ألم يخلق الله الناس متساويين؟" فهتف بعضهم: نعم. فعاد عليهم: "لماذا إذًا لا نلتزم بالدستور وحقوق الإنسان؟" فهتفوا: "نقدر على ذلك" هنا نجح لينكولن في الفوز برئاسة الجمهورية حتى أعلن قانون تحرير العبيد.

2- أول مناظرة رئاسية ينقلها التليفزيون في تاريخ أمريكا

كانت المناظرة الأولى بين أربعة مناظرات شهدتها أمريكا عام 1960، حينها كان التليفزيون لا يزال وسيلة جديدة نسبيًّا، ومن بين 70 مليون أمريكي تابعوا المناظرة بين السيناتور الديمقراطي جون كنيدي، ونائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، اعتبر من استمعوا للراديو أن نيكسون هو الفائز في المناظرة مقابل عدد أكبر ممن تابعوها على التليفزيون - رأوا أن "كينيدي" الشاب الديموقراطي الأنيق هو الفائز.

هنا كانت الخبرة أمام الأناقة فمع القضايا الساخنة التي ناقشها الطرفان، إلا أن ما سيظل عالقًا برؤوس المتابعين هو المظهر الشخصي للمرشحين، حيث تأنق كينيدي الوسيم جيدًا وبدا رزينًا ببشرة وردية بعد حملته في كاليفورنيا ينظر بابتسامته إلى الكاميرا، ولكن في المقابل نيكسون الذي كان خارجًا لتوه من المستشفى وأصر على تحمل ساعات قبل المناظرة لبس بدلة باهتة اللون وتصبب منه عرق غزير ونسي حلق ذقنه ورفض وضع المكياج على عكس منافسه فبدا عليه التعب رغم حكمته خلال اللقاء، وصار واضحًا أن كينيدي فاز بسبب التليفزيون حيث جاء فارق الأصوات قليلًا يقارب نسبة مشاهدي التليفزيون إلى الراديو حينها، ليكون أصغر رئيس أمريكي بعمر 42 عامًا.

3- جيرالد فورد .. القناعات الخاصة مقابل الحقيقة

في انتخابات سنة 1976، قابل الرئيس جيرالد فورد من الحزب الجمهوري، منافسه جيمي كارتر حاكم ولاية جورجيا من الحزب الديمقراطي، وبدأت المناظرة بعطل فني في الصوت فتسمر المرشحان لنصف الساعة دون حركة، بدا عدم تحمس فورد للمناظرة التي كان قد رفضها حتى وقع في خطأ لم يستطع إصلاحه فقال: "لا توجد أي هيمنة سوفياتية في أوروبا الشرقية.. لا يسيطر الروس على دول شرق أوروبا"، مما أثار تعجب الصحفي فسأله إن كان متأكدًا مما يقوله فرد فورد "هذا ما أؤمن به".

أدرك "فورد" خطأه متأخرًا وقال: "كان واضحًا أنني لم أشرح ما أردت أن أقول"، ورجّح مؤرخون كثيرون أن تلك الهفوة كانت من الأسباب القوية لسقوط فورد أمام كارتر.

4- جيمي كارتر يستعين بابنته في الشأن النووي

بعد أربعة أعوام، قابل حاكم ولاية كاليفورنيا رونالد ريغان الرئيس جيمي كارتر والمرشح لولاية ثانية في مناظرة قبل انتخابات 1980، وكتقليد أمريكي يحاول المرشح ذكر مواقف لأسرته تبدو فيها وكأنها أسرة أمريكية نموذجية – باعتبار الأسرة نقطة ضعف الأمريكيين – وهنا كان خطأ كارتر حين قال: "كنت أتناقش مع ابنتي إيمي صباح اليوم وسألتها عن أهم قضية فقالت: إنه "سباق التسليح النووي مع روسيا".

وقع "كارتر" بيد المؤرخين، حيث بدا رئيسًا ضعيفًا في مواجهة الشيوعية، ويستشهد ببنت عمرها اثنتي عشرة سنة في موضوع معقد مثل سباق الأسلحة النووية.

وأمام ضعف كارتر استغل "ريغان" دور الأسرة جيدًا فعلاقته مع نانسي زوجته كانت من أقوى نقاط قوته طوال تاريخه السياسي ومن أسباب تعلق الأمريكيين به، بالإضافة إلى أن "ريغان" بالأصل ممثل سينمائي لثلاثين عامًا تعود على الوقوف أمام الكاميرات وحفظ النقاط المهمة جيدًا، لكن ما دفعه للبيت الأبيض بقوة سؤاله المشاهدين: "هل تشعرون بأنكم أفضل مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟" وهنا كانت هزيمة كارتر.

كان التمثيل من ينصر "ريغان" كل مرة وخاصة بعد قضائه أربع سنوات بالبيت الأبيض، ففي مناظرة بينه ومنافسه الديمقراطي والتر مونديل عام 1984، أثار "مونديل" موضوع كبر سن ريغان (البالغ من العمر حينها 72 عامًا )، ولكنه ابتسم وقال: "لا أريد أن يكون السن قضية انتخابية ولهذا لن أتحدث عن صغر سن مونديل وقلة خبراته وتجاربه"، وهنا ظهرت للكاميرا ضحكة مونديل الذي طلب منها الاقتراب لتصوير دموعه وقال: "لقد قضى عليّ ريغان واليوم أظنه نهاية حملتي".

5- الملل يهزم بوش الأب أمام كلينتون

قاسم ثلاثة مرشحين للرئاسة مناظرة عام 1992 وهم بيل كلينتون وبوش الأب مع المرشح المستقل روس بيرو، الذي تميز بأسلوبه المباشر عن الرئيس بوش، وعندما سأله بوش عن خبرته أجاب روس بيرو: "الخبرة؟ نعم أقر بأنني لا أملك الخبرة اللازمة لتحميل البلاد دينًا يزيد عن أربعة مليارات دولار، على العكس إذا كان الأمر يتعلق بفعل شيء ما بدلًا من الاكتفاء دائمًا بالكلام، فهذه تجربة أملكها، وبعدها حصد بيرو 19% من الأصوات كأكبر نسبة يحققها مرشح مستقل.

كان الفرق بين بوش الأب وكلينتون واضحًا، فالثاني شاب مُثقف وشعبي يتحدث عن المستقبل والتغيير لما هو أفضل، أما بوش الذي نظر لساعته سأمًا من المناظرة فتحدث عن ماضيه وما حققه من انتصار في حرب الخليج، وتمثل كرجل مؤسسي راضٍ بالوضع القائم حتى أصبح ملله الظاهر حليف كلينتون الرئيس رقم 42 لأمريكا.

6- لا تقلد ما فعله السيناتور آل غور

لم يكن جورج بوش فصيحًا مثلما كان في مناظرة انتخابات عام 2000 التي فاز بها بوش الابن حاكم ولاية تكساس على السناتور آل غور المثقف، كان "بوش" شعبي يُركز على تخفيض الضرائب على الأمريكيين، بينما يحكي آل غور عن طرق برية إليكترونية تغطي كل ولايات أمريكا، ولكن ما أغضب المتابعين من آل غور لم يكن ثقافته بل استعراضه إياها عليهم ومواقفه المتعالية لإبراز معارفه وتنهده بصوت مسموع كلما تحدث بوش الذي قال: إن "كنا بلدًا متغطرسًا فسينظر إلينا كذلك، لكن إن أبدينا تواضعنا فإننا سنحظى بالاحترام".

7- يوم كان أوباما شابًا ومتحمسًا

بدا الفرق واضحًا جدًا عام 2008 بين السيناتور باراك أوباما المرشح الديمقراطي والسيناتور جون ماكين المرشح الجمهوري في مناظرتهما، فأوباما كثير الكلام وماكين قليل الكلام، أوباما مشاكس متحمس وماكين هادئ، أوباما فصيح أما ماكين عسكري لا يجيد الحديث، أوباما شاب وماكين سيناتور عجوز لم يتحكم في ضيقه عندما نعت أوباما وقال: "هذا الشخص"، ما رجّح كفة أوباما بناءً على الاختلافات البينية بين الطرفين، ليكون أول أمريكي من أصل أفريقي يفوز برئاسة أمريكا عام 2008 والرئيس رقم 44 في التاريخ الأمريكي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل