المحتوى الرئيسى

‏"شطحات الداخلية" فضائح باسم الدولة.. المناخ التشاؤمي "تهمة من لا تهمة له".. والسيناريو الفاشل لـ"مقتل ‏ريجيني" آثار سخرية العالم.. و"المخطوف ذهنيًا" لغز ميدان رابعة

09/26 12:04

سجل حافل من التبريرات تحفظه وزارة الداخلية جيدًا؛ لتستعين به في كل الأزمات التي تواجهها، حتى ‏بات الرأي العام أمام عدة سيناريوهات فاشلة تُخرجِها الداخلية بنفسها على أنها تفسير لتلك الأزمات، وعلى الجميع ‏تصديقها دون أي اعتراض من مؤسسات الدولة حتى باتت الوزارة أضحوكة أمام الجميع.‏

ما فاجئت به الوزارة الرأي العام، أول أمس السبت، بالقبض على 17 شابًا ينتمي إلى جماعة الإخوان، ‏دشنوا ما يُعرف باسم خلية "إدارة الأزمات"، جعلها محط للانتقاد والسخرية، لاسيما أنها اتهمت المقبوض ‏عليهم بافتعال كل الأزمات التي تعج بها البلاد من غلاء للأسعاء إلى أزمة في الدولار والوقود، مما جعل ‏الجماهير تتسائل "هل ستنتهي تلك الأزمات بالقبض على خلية الأزمات؟".‏

البداية.. حين خرجت وزارة الداخلية على الشعب المصري ببيان صرحت فيه أنها قبضت علي خلية تدعي ‏‏"وحدة الأزمة" تنتمي لجماعة الإخوان وتتألف من 17 شخصًا، وذلك أثناء اجتماعهم لمناقشة ‏آليات اختلاق الأزمات داخل البلاد والإضرار باقتصاد الدولة وتعطيل حركة التنمية.‏

باستخدام فرد خرطوش محلي الصنع وعددًا من الطلقات، و70 ألف دولار، و105 ألف جنيه، استطاعت ‏تلك الخلية المزعومة اختلاق الأزمات في مصر، بدءًا من أزمة قطع الطرق، مرورًا بزحام محطات ‏البنزين، وانتهاءً بأزمة الدولار، هذا ما أسفرت عنه جهود قطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية.‏

ولم يقف سيناريو الداخلية الذي واجه انتقادات عدة إلى هذا الحد، بل أن خيالها الواسع دفعها لتصوير مقطع ‏فيديو مُسجل وإذاعته على صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك"، يظهر فيه هؤلاء الأشخاص ليعترفوا ‏على أنفسهم بأنهام ينتمون إلى وحدة إدارة الأزمات، مما دفع التعليقات إلى شن هجوم قوي على الداخلية ‏بعدما وصف البعض المصطلح بالسياسي أكثر منه قانوني، وسخر البعض الآخر بإنها إحدى فضائح ‏الداخلية.‏

هي تهمة من لا تجد له الداخلية تهمة، بعدما حذرت أمس، من أنها لن تسمح لأحد بخلق مناخ تشاؤمي ‏الذي أضحى تهمة وجريمة يُعاقب عليها القانون، وآثارت السخرية بتلك التهمة لاسيما مع وجود علامات استفهام عن ‏مدى قانونيته خاصة أنها وجهت لمتهمين وحدة إدارة الأزمات، وأضحت إحدى سيناريوهات الداخلية ‏الموصومة بالفشل.‏

وأدخلت الوزارة ذلك المصطلح الجديد على التهم المتنوعة التي وجهت إليهم، منها خلق مناخ تشاؤمي ‏وزعزعة أمن البلاد والنيل من مواردها الاقتصادية، بالتنسيق مع المكتب العام الخاص بجماعة الإخوان ‏الإرهابية.‏

وسخر الإعلامى رامي رضوان عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك" قائلًا: "بصراحة لا أفهم ماذا تعني ‏تلك التهمة؟! هل توجد جريمة تسمى خلق المناخ التشاؤمي، أنا اللي أعرفه إن لما يكون فيه أزمة حقيقية ‏أو مصطنعة المفروض أن الدولة ممثلة في الجهة المسئولة تطلّع بيان توضيحي أو تعمل مؤتمر صحفي ‏أو تنشر رد في الصحف للتكذيب بمعلومات واضحة، إنما دي جديدة وعجيبة ومضحكة بصراحة".‏

تلك المرة كانت الفضيحة عالمية، ووصلت إلى حد سخرية وسائل الإعلام الخارجية من السيناريو الفاشل ‏الذي تعلقت به وزارة الداخلية لتبرىء نفسها من دم مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، بعدما ‏واجهتها أصابع الإتهام فور العثور على جثته مقتولًا يناير الماضي.‏

مع تصاعد الأزمة بين مصر وإيطاليا إثر تأخر الأولى في التحقيقات الخاصة بمقتله، لم تجد الداخلية سوى ‏إخراج سيناريو لمقتله، وإعلانها خلال مارس الماضي أنها كشفت تشكيل عصابي مكون من 4 أفراد، ‏داخل ضاحية القاهرة الجديدة، وقامت بتصفيتهم بعد العثور على متعلقات ريجيني، وبذلك انتقمت الداخلية ‏حق الطالب الإيطالي.‏

القصة لم تحمل عناصر المنطق اللازمة لإقناع الجانب الإيطالي الذي رفضها برمتها، بدعوى عدم وجود ‏دليل مادي على ما قيل، كما أن الرواية تفتقد للمصداقية ولا أول لها ولا آخر، ولازالت الداخلية المصرية تعبث ‏بحياة مواطن إيطاليا المقتول.‏

الفضيحة تأصلت حين تراجعت الداخلية عن روايتها بعد الهجوم العنيف عليها، مؤكدة أن الحصول على ‏متعلقات الطالب في ذلك العقار لا يعني اتهام العصابة بتدبير حادث مقتله، ولا يوجد ربط بينهما، وأنه ‏مجرد تشكيل عصابي تخصص في سرقة الأجانب.‏

وخلال مطلع العام الحالي، سجلت وزارة الداخلية شطحات استفزازية لا تُنسى، بعدما تزايد بطش أفراد أمناء الشرطة ‏وتجاوزاتهم ضد المواطنين والنقابات المختلفة، وما كان من الوزارة في كل واقعة سوى أنها تصف ذلك بالحالات الفردية، وظلت متمسكة بذلك السيناريو في الوقت التي تزايدت فيه الوقائع بشكل غير مسبوق دفعت الغضب الشعبي للتفاقم.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل