«السيسى» للشباب: «لا تتركوا بلدكم وتمشوا»

طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتصدى بكل قوة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وقال الرئيس خلال افتتاحه أمس، مشروع «غيط العنب» بالإسكندرية، الذى يقع ضمن خطة تطوير العشوائيات، وتبلغ تكلفته الإجمالية 1.2 مليار جنيه: «ليس لدينا مبرر أو عذر أن يسقط بيننا ضحايا نتيجة التهريب عبر الحدود والهجرة غير الشرعية».

الرئيس فى افتتاح مشروع «غيط العنب»: مصر عصيّة على أن تكون دولة لاجئين.. وسنتصدى بكل قوة للهجرة غير الشرعية والتهريب عبر الحدود.. وكل مسئول إذا ما كانش هيركز فى عمله مش هنتحرك لقدام.. وهناك خطة لانتشار الجيش كله خلال 6 ساعات لحماية الدولة

وسلم «السيسى» 10 عقود سكنية للأهالى فى مدينة «بشاير الخير 1» هم: أحمد عبدالجواد، ودرديرى رضوان، وعبدالحفيظ محمد أحمد، وعبدالبارى محمد، وأحمد مصطفى محمد، وحنان مبارك خليفة، وأشرف الخولى، وسامية عبدالحميد، ومحمد فاروق.

واستهل الرئيس كلمته بتوجيه التحية والتقدير للشعب المصرى، والوقوف دقيقة حداد على ضحايا مركب رشيد، ضمن الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن الحدود البرية والبحرية تقارب 5 آلاف كيلو، وهى مسافة كبيرة لا يمكن أن تحكمها الدولة بنسبة 100%. وتابع: «إن المجتمع يجب أن يسهم بدوره فى عدم تكرار موضوع الهجرة غير الشرعية مرة أخرى». ووجَّه حديثه للشباب الباحث عن الهجرة غير الشرعية، قائلاً: «بلدكم أولى بكم، وإحنا مش سايبينكم، وبلدنا فيها والله شغل، ولا أقول هذا الكلام لأننى رئيس الجمهورية، لأن كل من يسقط مسئوليتى أنا ومسئوليتنا جميعاً، وهناك مشروع منطقة صناعية فى كفر الشيخ سينتهى خلال عامين، سيعمل فيه نحو 6 آلاف شخص»، داعياً أهالى البرلس وكفر الشيخ للعمل فى جميع المشروعات الجارية بدلاً من الهجرة.

وطالب بتحطيم البيروقراطية، وأضاف: «انتم فاكرين إنى ما كنتش متابع مشروع غيط العنب، وكان مفروض يتم افتتاحه فى ليلة القدر، لكن ما كانش انتهى»، وتابع: «كل مسئول إذا ما كانش هيركز فى عمله فى ظل تحديات ضخمة تمر بمصر مش هنتحرك لقدام.. وإحنا ما عندناش وقت نضيعه، وكل القواعد تتكسر من أجل إنجاز المهمة».

وأوضح أن مشروع «غيط العنب» مثال لكسر القواعد، فهو نموذج يدل أن المجتمع يستطيع مع الدولة عندما تضع أجهزتها مع بعض نستطيع إنجاز المشروع، وأشار إلى أنه لو كل قيادة عسكرية فى المناطق قامت بعمل مشروعات فى المنطقة المسئول عنها سننجز مشروعات. ووجه حديثه للواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قائلاً: «هناك 1500 وحدة سكنية فى الضبعة بقالنا سنة ونصف متأخرين فيها يا كامل».

وأكد أن الله لن يضيع جهد إدخال الفرحة على 10 آلاف مواطن هيناموا مستريحين فى بيوت جيدة، وقال: «وأنا أقول لهذه الأسر انسوا حياتكم اللى فاتت». وأوضح أن الناس فى مصر تريد المساهمة فى المشروعات، لكن لا يوجد آلية واضحة لذلك، موجهاً بوضع آلية تجعل الناس يستطيعون المساهمة فى المشروعات. وشدد على أن أحد أركان المجتمع هو الزكاة حتى يكون المجتمع متماسكاً مع بعضه، مشيراً إلى أن هناك «أملاً كبيراً»، وما يحدث من ضغط ضد المصريين، لأنهم يرون أن مصر «عصية» على أن تكون «دولة لاجئين»، وأضاف: «علينا أن نعمل من أجل أن نغير الواقع الذين نحن فيه».

وتابع: «لا تتركوا بلدكم وتمشوا انتم تقدروا تبنوها، ولكن ضعوا أيديكم فى أيدينا». وأكد أن مصر لن تتخلى عن المستثمرين الصغار وستقدم كامل الدعم لهم، وشدد على أنه مسئول عن إحياء الأمل فى كل إنسان فى مصر.

وأشار إلى أنه لا توجد قوائم انتظار لمرضى فيروس سى لدى وزارة الصحة، وقال: «محتاجين نراجع تانى ونعمل فحص لجميع شرائح المجتمع، ونعالج الحالات المكتشفة، ثم جهد الدولة كوزارة الصحة، ولازم نعترف إن المجتمع المدنى شغال على الموضوع بحيث أدهش العالم بأن معدلات إصابة المصريين تراجعت». وأوضح أنه فى شهر يونيو 2017 سيكون تم تقديم 600 ألف وحدة سكنية للمواطنين ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى، من بينها 150 ألف وحدة فى المناطق الخطرة.

وقال: «أنا بقول الكلام ده ليه.. علشان سايبها وماشى ليه.. بلدك مش سايباك، فهناك مشروع تكافل وكرامة ومعاش للضمان الاجتماعى، ونحن علشانكم موجودين وهنفضل نعمل حتى آخر لحظة»، داعياً الحكومة ورجال الأعمال والمجتمع المدنى للعمل معاً ووضع أيديهم فى أيدى بعض. وطالب رئيس جمعية الأورمان بمزيد من العمل، وقال: «الأورمان تشد شوية»، موضحاً أنه خلال شهر أكتوبر المقبل سيتم طرح 500 ألف فدان على المواطنين، كما من المتوقع الانتهاء فى يونيو 2017 من 50% من مشاريع الصرف الصحى بقرى مصر. وتحدث الرئيس عن الأسعار، وقال: «القدرة الشرائية لدى المواطنين زادت بأكثر من 200 مليار جنيه خلال الفترة الأخيرة، مع زيادة الدولار وحاجات أخرى، فى ظل عدم وجود آلية لضبط الأسواق»، موضحاً أن الفرق بين الدول المتقدمة والأخرى أن الدول المتقدمة وضعت آلية لضبط أسواقها.

وأضاف: «يوجد برنامج بينفَّذ لزيادة المعروض من السلع من الفواكه واللحوم مع جهد الحكومة لكى يتضاعف»، وتابع: «خلال شهرين حجم السلع اللى هننزلها كدولة هيكون حجم معتبر، والأسعار ستتم السيطرة عليها بغض النظر عن سعر الدولار»، مشدداً على أن هذا التزام من الحكومة للشعب المصرى. وشدد على أن جميع المشروعات التى يتحدث عنها سيتم الانتهاء منها خلال عام ونصف ليس أكثر، موضحاً أنه يتحدث عن دولة وليس فقط القطاع الخاص ورجال أعمال يعملون وهم مطلقو اليد تماماً للعمل فى مصر.

وأشار إلى أنه خلال الشهرين الماضيين كان هناك هجمة شرسة على الدولة والقوات المسلحة، وقال: «هذا جيش مصر وليس جيش أحد ثانى، ولما قلت لهم فى 27 يناير فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن التحديات ضخمة جداً فى مصر، وستكون مشكلة لأى شخص يدير مصر خلال السنوات المقبلة، فقلت لهم لا خيار أمامى إلا أن تضعوا أيديكم معايا لمواجهة هذه التحديات، لكن لقيت ناس تقول الجيش بيعمل كل ده ليه.. وعلشان تبقوا عارفين مفيش واحد فى الجيش يقدر ياخد جنيه، لأن صرف الأموال فى القوات المسلحة بيتم بأمر وزير الدفاع.. فما يصحش كده..وأنا بقول الكلام ده ليه، علشان ما ينفعش نشكك فى القوات المسلحة.. همَّا عايزين يشككونا فى كل شىء ويخليك لا ترى أى أمل لبكرة»، مؤكداً دعمه لأى مستثمر نظيف يعمل لصالح البلد.

وأوضح أن مصر استطاعت أن تنتصر على الإرهاب، لكن المشكلة فى التشكيك ومحاولات هزيمة إرادة الناس ومحاولة زعزعة الاستقرار وهذا لا ينفع، والأمور لن تحل فى مصر فى يوم وليلة، والدولة حتى تكتب اسمها فى سجل الحضارة «بتشقى وتتعب» وقال: «لن يستطيع أحد أن يمس الدولة المصرية، وهناك تخطيط أن ينتشر الجيش كله فى مصر خلال 6 ساعات لحماية الدولة»، وأضاف: «أقول للمصريين إنه لو مصر سقطت لن تنفع لنا ولا أحد غيرنا».

وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر لهشام عكاشة، رئيس البنك الأهلى، لأنه كان أكثر المساهمين فى مشروع «غيط العنب».

واقترح «السيسى» على رؤساء البنوك الحصول على «الفكة» من المعاملات البنكية وتخصيصها لصالح المشروعات القومية، وأضاف قائلاً: «ما ينفعش نحصل على الفكة اللى فى المعاملات هى الـ50 قرش وغيره وتوضع فى حساب لصالح المشاريع؟!»، مؤكداً أن هذا الاقتراح سيحقق أرقاماً كبيرة والمواطنين فى مصر يرغبون فى المساهمة لكن لا يعرفون آلية معينة، ووجه حديثه لرؤساء البنوك: «لو سمحتم أنا عايز الفلوس دى إزاى ما أعرفش».