المحتوى الرئيسى

«انتخابات الرئاسة الأمريكيَّة»: «آل كلينتون».. مسيرة سياسية طويلة قد تعود بالزوجين للبيت الأبيض مرة أخرى - ساسة بوست

09/26 11:25

منذ 25 دقيقة، 26 سبتمبر,2016

أصبح الثلاثاء الثاني من شهر نوفمبر ليس ببعيد؛ فهو اليوم الذي سيقف كلٌّ من دونالد ترامب ممثلًا الحزب الجمهوري، وهيلاري كلينتون ممثلةً الحزب الديمقراطي أمام الكونجرس الأمريكي، وذلك لاختيار الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. ويعتبر منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحرك الذي يحرك أكبر القوى الاقتصادية والسياسية في العالم أجمع. ونجح كلا المرشحين بحملتيهما الانتخابية خلال معركة شرسة في الانتخابات التمهيدية في انتزاع بطاقتي الترشيح من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.

كانت هناك محطات مهمة خطفت أنظار الكثيرين؛ فدونالد ترامب رجل الأعمال الشهير الذي أعلن أثناء ترشحه أنه شخص يملك أكثر من ثمانية مليارات دولار، يلعب أيضًا دور المسيحي الجمهوري المحافظ الذي يرى أنه يجب منع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية، وهو الذي أعلن أن معاملة المواطنين الإسرائيليين كأنهم أمريكيون من الدرجة الثانية ستتوقف تمامًا في يومه الأول في البيت الأبيض.

وعلى النقيض، كانت حملة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون لها علامتها المميزة، منها التسامح مع المسلمين والمثليين وحماية الأقليات، ومنها تصريحاتها ضد حركة حماس الفلسطينية، وتأييدها لإسرائيل. ولكنّ الشيء الأكثر تميزًا في حملة هيلاري كان زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون»، والدعم الذي كان يقدمه لهيلاري كلينتون لم يكن وليد مسيرة هيلاري في هذه الانتخابات؛ بل امتد على مر عقود.

مسيرة طويلة من النجاح سويًّا

بدأت علاقة الحب بينهما بعد فترةٍ قصيرة من لقائهما الأول في مكتبة مدرسة الحقوق بجامعة ييل الأمريكية عام 1971، ولم تمر سوى خمس سنوات حتى تزوجا في عام 1975، وعلى مدار أربعين عامًا من الزواج ساعدت هيلاري كلينتون زوجها في تقلُّد العديد من المناصب الرفيعة، أولها عندما فاز كلينتون في انتخابات حاكم ولاية أركنساس الأمريكية عام 1982، ليصبح حينها أصغر حاكم عرفته الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان عمره 32 عامًا فقط حين تولى هذا المنصب، وكانت هيلاري كلينتون تجوب معه الولايات لحملته الرئاسية التي انتهت ببيل كلينتون يحلف اليمين الدستوري ليكون الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

في إحدى الخطب التي ألقها بيل كلينتون هذا العام أثناء حملة هيلاري الرئاسية، قال إنه قد تقدم بطلب الزواج لها ثلاث مرات حتى وافقت في النهاية، فهو يعترفُ دائمًا بأنَّها هي سبب كل نجاح؛ فقد استعان بها لحلّ أزمة متعلقة بالمدارس الأساسية عندما كان حاكمًا لولاية أركنساس، وهي كانت تعدّ معه الكثير من الخطب والمشاريع، وكانت تجوب معه كافة بقاع أمريكا لتساعده على عمله كمرشح رئاسي، وكرئيس جمهورية فيما بعد، حتى أن الفضيحة التي وقع فيها بيل كلينتون عندما دخل في علاقة غرامية مع إحدى المتدربات في البيت الأبيض التي تدعى «مونيكا لوينسكي» لم تجعل هيلاري تتركه؛ بل ابتعدت عنه لفترة قصيرة حتى عادت إليه مرة أخرى.

هيلاري تترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية أول مرة عام 2008

في عام 2008، ترشحت هيلاري كلينتون لأول مرة للانتخابات الرئاسية، وبالطبع استعانت بزوجها بيل كلينتون لأنه يعتبر واحدًا من أفضل الخطباء السياسيين على مر التاريخ الأمريكي، ولأنَّهٌ يحظى بشعبيةٍ كبيرة لدى الأمريكان بمختلف انتماءاتهم السياسية، سواء كانوا ديمقراطيين أو مستقلين أو حتى جمهوريين، وفي مقال نشرته صحيفة التيليجراف البريطانية عام 2012 بعنوان «لماذا ما يزال بيل كلينتون يتمتع بسحره المعتاد» ذُكر أن بيل كلينتون يستطيع كمتحدث أن يصنع حلقة وصل عميقة بينه وبين الجمهور، ويستطيع أن يهاجم خصومه بمنطقية دون أن يخسر مؤيديه، ويستطيع أن يقدم أصعب الأمور تعقيدًا في صورة أفكار بسيطة للغاية، فهو متحدث سياسي مثالي، يستطيع أن يجلب الكثير من الأصوات الانتخابية، ولكن قدرات بيل كلينتون الشخصية سرقت الأضواء من زوجته في كثير من اللقطات أثناء الحملة الانتخابية عام 2008، ومع حالة هيلاري كلينتون كمرشح رئاسي التي لم تكن بقوة الحالة التي بها الآن، استطاع باراك أوباما أن ينتزع بطاقة الحزب الديمقراطي، ليصبح فيما بعد الرئيس رقم أربعة وأربعين في تاريخ الولايات المتحدة.

هيلاري كلينتون تعود مرة أخرى للترشح للرئاسة عام 2016

عادت هيلاري كلينتون لخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، ونجحت بالفعل في انتزاع بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي، بعد أن هزمت منافسها «بيريني ساندرز»، والتعاون بين هيلاري وبيل في هذه الحملة بدا مختلفًا في البداية، فلم يكن بيل بجوارها في مؤتمر إعلان ترشحها كما حدث في عام 2008، غير أن بيل خاض حملة منفردة كما كان يسميها لدعم هيلاري كلينتون، فقد كان يسافر لكثيرٍ من الولايات بدون هيلاري ليعقد المؤتمرات، ويجلس مع الناخبين ليقنعهم بالتصويت لهيلاري كمرشحة عن الحزب الديمقراطي. وفي إحدى زياراته الأولى لولاية أركنساس التي كان يحكمها في الثمانينات، قال نصًّا: «هيلاري كلينتون أفضل شخص صانع للتغير عرفته على مر حياتي، وإن الولايات المتحدة في هذا الوقت تحتاج لشخصٍ صانع للتغير، لا شخص يتكلم فقط عن التغير، وإن كثير من الإنجازات التي حدثت في عهدي هي من كانت السبب الأول فيها، دون أن تحظى بمنصب أو دون علم سكان أركنساس بذلك». ومازحًا، قال إنه عندما ذهبت هيلاري لقاضي الولاية لتقدم له بطلب لتغير قانون المدارس انبهر القاضي، وقال لها: «إنهم قد انتخبوا العضو الخاطئ في عائلتهم».

لم يكن جمع الأصوات وحشد المؤيدين هو الشيء الوحيد الذي كان يفعله بيل كلينتون خلال سنة، هي عمر حملة هيلاري كلينتون الانتخابية؛ بل أيضًا كان يصد عنها بعض هجمات المرشحين الآخرين؛ فدونالد ترامب المرشح الجمهوري لم يفوت فرصةً واحدةً إلا وسخر من بيل كلينتون، وكثيرًا ما كان يهاجمه بسبب علاقته الشهيرة مع مونيكا، وعن الكثير من الاتفاقات الاقتصادية التي أبرمها، والتي من أبرزها التعاون الاقتصادي مع المكسيك.

وغالبًا، كان بيل كلينتون يتجنب الرد والاحتكاك بتعليقات دونالد ترامب، إلا أنه ذات مرة كان له ردّ واحد: «لقد سمعت من الصحافة وأنا لن أعلق، هناك الكثير من الأمور أتمنى لو أنني علقت وتحدثت عنها، وهناك أمور لا أتمنى أن أتحدث عنها، ولكن على الأقل أنا لست عنصريًّا».

ما مصير بيل كلينتون في حال فوز هيلاري بالانتخابات؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل