المحتوى الرئيسى

إقصاء السعودية من مؤتمر الشيشان فتنة

09/26 09:35

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إقصاء السعوديين من مؤتمر الشيشان  بمثابة  فتنة دينية جديدة، ولكن هذه المرة داخل المعسكر السني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المثير أن إيران قد استخدمت مثل هذه حجج الدينية لنزع الشرعية عن السعودية، حيث كتب «جواد ظريف» مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الشهر صور فيه الأزمة في الشرق الأوسط أنها «منافسة بين الوهابية وتيار الإسلام الرئيسي». ويعدّ السيد «ظريف» واحدًا من مهندسي الاتفاق النووي الذي أدى لتحسن العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.

وخرج العديد من رجال الدين السعوديين وعدد لا يحصى من عامة السعوديين يعبرون عن غضبهم في وسائل الإعلام خلال الأسابيع التي تلت فعالية غروزني.

وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن  الصراعات السياسية في الشرق الأوسط القائمة بين المعسكر السني بقيادة السعودية والمعسكر الشيعي بقيادة إيران إلى حرب دينية. والآن، يتسبب الاختلاف الفقهي داخل المعسكر السني في صدع سياسي إقليمي آخر، نتيجةً لما حدث في مؤتمر جمهورية الشيشان.

وكان الرجل الشيشاني القوي «رمضان قديروف» قد تم انتخابه مؤخرًا بنسبة 98% من الأصوات، وهو من أتباع التيار الصوفي السني. وهي فئة متنوعة وأكثر روحانية من العقيدة الإسلامية، وكانت دائمًا على خلاف مع الإسلام المحافظ الذي تروج له السعودية وتعاليم الشيخ «محمد بن عبد الوهاب» في القرن الـ 18.

السيد «قديروف» هو متمرد إسلامي سابق معروف بولائه الشديد للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين». ومع مساعدة روسيا التي اكتسبت نفوذًا في الشرق الأوسط نتيجة لتدخلها منذ أكثر من عام لصالح النظام السوري المدعوم من إيران، فقد تمكن من دعوة عدد من أشهر الرموز الإسلامية إلى مؤتمر في أغسطس  في العاصمة الشيشانية غروزني.

واستطاع المؤتمر، الذي حظي برعاية مشتركة من قبل مؤسسة إسلامية في الإمارات، أن يتضمن حضور شيخ الأزهر بالقاهرة، ومستشارين للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، والشيخ اليمني صاحب التأثير «الحبيب علي الجفري»، ومفتي سوريا، بالإضافة إلى آخرين. ولم تكن المهمة أكثر من تعريف من هم أهل السنة والجماعة.

ولم يتلقَّ ممثلو المؤسسة الدينية السعودية، والذين وصِمُوا من قبل الحاضرين بـ «الوهابيين»، أي دعوة للمؤتمر، كما لم يتم دعوة أي ممثلين عن التيار السلفي (وكانت الشيشان قد حظرت الإسلام السلفي ومظاهره في الصلاة أو الملبس).

ولم يكن من المفاجئ أن عرف مؤتمر غروزني أهل السنة بأنهم متبعو المذاهب الأربعة في الفقه، والصوفية في الممارسات والتزكية، وأخرج الوهابيين والسلفيين تمامًا من معتقد أهل السنة والجماعة.

وانتشرت أنباء عن مؤتمر غروزني داخل الشرق الأوسط (تنصل منها بعض المشاركين الأساسيين) تتحدث عن أن المؤتمر هو محاولة لتكفير السعودية وخادم الحرمين الشريفين وملايين المسلمين السلفيين حول العالم، وهو ما لاقى استهجانًا كبيرًا في العديد من الأوساط الإسلامية.

وقال «صالح الخثلان»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود: «على المستوى العام، فإنّ السعوديين منزعجون ويظنون أن المملكة يتم التآمر عليها من قبل المحور الروسي الصوفي والمحور الأمريكي الشيعي، ويعبرون عن غضبهم وتخوفهم».

ولم يكن السعوديون والسلفيون وحدهم من تم إخراجهم من أهل السنة بقرار مؤتمر غروزني. بل إن الإخوان المسلمين أيضًا قد عبروا عن «شديد أسفهم» وصرحوا أن الشيشان تجمع «مشعلي نيران الفتنة من بين المسلمين في جميع أنحاء العالم».

وقال «حسن حسن»، الزميل بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط بواشنطن: «لا يتم النظر إليه كمؤتمر للمعتدلين ضد السلفيين. بل ينظر إليه كملتقي لأتباع السيسي وأتباع الإمارات في روسيا في الوقت الذي تقصف فيه المدنيين في سوريا. لقد ترك ذلك طعمًا كالحنظل في النفوس، ويتم النظر لهؤلاء الآن كخونة ومتآمرين».

إنها حقيقة بالفعل أن بعض أكثر التنظيمات الجهادية دموية، ولاسيما تنظيم الدولة الإسلامية، تتبنى جزءا من العقيدة السلفية وتستند إلى بعض فتاوى الشيخ «محمد بن عبد الوهاب». لكن الاستناد إلى عقيدة دينية معينة لا يؤدي بالضرورة إلى ترجمة ذلك إلى ميل للتطرف السياسي أو تبني العنف. فالسلفيين والشيعة والسنة جميعًا، قد أخرجوا جماعات عنيفة، تضيف إلى الفوضى في المنطقة.

وتؤكد المؤسسة الدينية السعودية «الوهابية» على طاعة الحاكم، وتجرم المشاركة في الجهاد دون إذن من الحاكم الشرعي. وينتمي أغلب التيار السلفي لهذه المنطقة «الأهدأ» بالبعد عن السياسة، فضلًا عن العنف.

وفي الوقت نفسه، لم يكن التصوف دائمًا في إطار «روحاني». وتاريخيًا، نجد أن الجهاد ضد المستعمرين الأوروبيين قد بدأ غالبًا بواسطة زعماء صوفيين، واليوم نجد منهم جيش الطريقة النقشبندية في العراق. وحتى والد السيد «قديروف» نفسه، وهو المفتي الصوفي للشيشان في وقت ما، كان قد أعلن رسميًا الجهاد ضد القوات الروسية في التسعينات وقاد بنفسه وحدة كبيرة من المقاتلين.

وفي الشيشان اليوم، يتم فرض الالتزام الديني من قبل الدولة على المواطنين، حيث يتم إلزام النساء بلبس حجاب الرأس في المكاتب الحكومية، وهناك حظر لبيع المشروبات الكحولية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل