المحتوى الرئيسى

“وول ستريت جورنال” تؤكد ان سباق تسلح عالمي جديد يهيمن عليه الطيران

09/26 01:36

قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) إنه إذا كانت الطائرات الحربية الأمريكية والأوروبية سيطرت على مدى أكثر من عقدين على المجال الجوي بشكل كبير, فإن روسيا والصين الآن تنفقان بسخاء على أسلحة جديدة تتحدى هذا التفوق – ما ينذر بسباق تسلح عالمي جديد.

وأضافت الصحيفة – في تقرير نشرته الأحد على موقعها الإلكتروني – أن بعض معدات هذه الأسلحة الجديدة , لا سيما ما يتعلق بالطائرات والقدرات المضادة للطيران , من المتوقع أن تتكشف خلال الأعوام القليلة القادمة.

وتابعت أن التحديثات على المعدات تأتي في وقت تستعرض فيه روسيا عضلاتها في بقاع ساخنة من العالم مثل أوروبا الشرقية والشرق الأوسط , كما تفعل بكين في بحر الصين الجنوبي , ما يؤكد الحاجة بين كبار العسكريين في الغرب إلى الدفع نحو طائرات قتالية حديثة من الجيل القادم خاصة ببلادهم.

ونقلت الصحيفة من كلمة قائد سلاح الجو الأمريكي ديفيد جولدفين أمام الكونجرس في يونيو الماضي , قوله ” إن أكثر التحديات الملحة لسلاح الجو الأمريكي تتمثل في نهضة أنداده ومنافسيه بقدرات عسكرية متطورة لينافسوا قواتنا “.

وقالت ال`وول ستريت جورنال إنه بعد شهرين من تلك الكلمة , اعتمدت الولايات المتحدة طائرتها الجديدة “إف-35” التي صممت ليكون من الصعب التقاطها على الرادار , وبنيت خصيصا لتنفذ الغارات المحددة والدقيقة التي باتت سمة تحركات جيوش دول الغرب من بعد حملة القصف التي قادها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البوسنة عام 1990.

وأضافت أن المقاتلة الأخرى “إف-22” التي تعتبر جديدة نسبيا حيث تم استخدامها أول مرة عام 2005 , ومصممة لتسقط طائرات العدو , بينما تطير بسرعة تعادل ضعف سرعة الصوت – تم تطويرها مؤخرا لتصبح قاصفة أيضا , وبإمكانها كذلك جمع المعلومات الاستخباراتية من فوق مناطق العدو.

وأشارت إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع مقاتلات الأسطول الجوي الأمريكي , يمكن أن تعود إلى سبعينات القرن الماضي , وما زالت تعتبر بمثابة العمود الفقري للأسطول , ويستخدمها العديد من حلفائها في آسيا وأوروبا , بجانب الطائرات الأحدث مثل الفرنسية “رافال”, والأوروبية “يوروفايتر”.

أما عن روسيا , فقالت ال`وول ستريت جورنال إن موسكو تخطط للبدء في استخدام أولى مقاتلاتها الخفية “تي-50” في 2018, والتي تعمل بمحركين وتم تصميمها بقدرة كبيرة على المناورة , ومسلحة بإلكترونيات متطورة تمكنها من التقاط طائرات العدو من على بعد أميال, وذلك فضلا عن نشرها بعضا من أحدث طائراتها الحربية في سوريا, مثل القاصفة “سو-34”, والمقاتلة “سو-35”.

وعن الصين , قالت الصحيفة إن بكين على مر التاريخ اعتمدت على تصميمات الروس فيما يخص الطائرات الحربية القديمة التي صنعت محليا بموجب ترخيص لذلك, لكنها بدأت في التحول إلى بعض المشاريع الجديدة, “حتى باتت تغلق الفجوة التي تفصلها عن القوات الجوية لدول الغرب بشكل سريع عن طريق نطاق واسع من القدرات”, حسب ما جاء في التقييم السنوي لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) بشأن الجيش الصيني.

وأضافت أن الطائرة الحربية “جيه-20” الصينية الشبيهة للأمريكية “إف-22”, بدأت التحليق في 2011 لكن لم يتم بعد إدراجها في الخدمات العسكرية , وبعدها بعام واحد بدأت بكين بالفعل في تنفيذ تجارب تحليق على الطائرة “إف سي-31” الشبيهة بالأمريكية “إف-35”.

وأشارت إلى رد الصين على تقرير البنتاجون في مايو الماضي, والذي جاء على لسان وزير الدفاع , عندما أعربت عن “استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة”, متهمة الولايات المتحدة ب`”إصدار تعليق غير لائق” بشأن قضايا تضمنت تطور السلاح الصيني.

لكن الولايات المتحدة ما زالت تحافظ على الصدارة, فبحسب الصحيفة, فإن الطائرات الأمريكية التي تتفادى أجهزة الرادار تحلق في الجو بالفعل , بينما ما زالت روسيا والصين تطوران طائراتهما من النوع ذاته , لكن الحقيقة أنه ليس فقط المقاتلات الجديدة لدى روسيا والصين هي التي تثير قلق الغرب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصين وروسيا تنشران أيضا أنظمة مضادة للطائرات أكثر تطورا , حيث تقول موسكو إن منظومتها الجديدة “إس-400” يمكنها أن تسقط طائرات العدو من مدى يصل إلى 236 ميلا , وهو ما يعادل تقريبا ضعف مدى المنظومة السابقة.

وفي أغسطس , أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المنظومة الدفاعية الجديدة قد يتم نشرها في القرم التي ضمتها موسكو مؤخرا إلى أراضيها , وسط توترات متصاعدة مع أوكرانيا بشأن شبه الجزيرة , وذلك فضلا عن تسويق روسيا لمنظومتها الدفاعية الصاروخية للبيع في الخارج.

أما الصين , فهي الأخرى نشرت هذا العام منظومة صواريخ أرض-جو “إتش.كيو-9” على أرخبيل “بارسيل” في بحر الصين الجنوبي, والذي تدعي فيتنام أيضا تبعيته لسيادتها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لمواجهة تلك التهديدات الجديدة , أوصى سلاح الجو الأمريكي في تقييم حديث لاحتياجاته القتالية, بالتوجه نحو صواريخ دفاعية طويلة المدى أو إضافة أسلحة أخرى قد تسمح للطائرات الحالية لقصف أهدافها من خارج مدى دفاعات المنافسين, في وقت يدفع فيه نحو طائرات جديدة, متطلعا إلى عام 2030 ليعلن عن طراز مطور.

وما زال البنتاجون يعمل على تحديد ما يريده تماما في طائرة حربية جديدة, لكن بالفعل بدأت عدة شركات مصنعة للطائرات مثل “بوينج” و”لوكهيد مارتن”, في تناول مخططات ورسومات مستقبلية لتخيل كيف ستكون تلك الطائرات, كما يعصف عدد من المهندسين بأذهانهم في شركة “بي.أيه.إي سيستمز” للخروج بطائرة جديدة لبريطانيا.

وأضافت الصحيفة أن بعض نواب الكونجرس الأمريكي يحثون سلاح الجو للبدء في إعادة إنتاج المقاتلة “إف-22” التي توقفت الولايات المتحدة عن تصنيعها في 2012, لكن هذه المرة بإلكترونيات جديدة لتكون أكثر فاعلية في مواجهة الدفاعات الجوية للعدو.

ونقلت عن أستاذ الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية, دوجلاس بيري, أن الأمر سيان في أوروبا, حيث بدأ عدد من وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي بما فيها بريطانيا في التطلع إلى طائرة حربية جديدة, مرجعا ذلك إلى “جرأة روسيا في شرق أوروبا, واقتنائها المتصاعد لمقاتلات عالية القدرة”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل