المحتوى الرئيسى

بناءً على طلب الأسد.. بريطانيا تصادر جواز سفر ناشطةٍ سوريَّة وتمنعها من السفر

09/26 00:49

صادرت السلطات البريطانية جواز سفر معارضة سورية بارزة بناءً على طلب نظام بشار الأسد لتمنعها من السفر وممارسة عملها كناشطة.

وصادر مسؤولو الحدود البريطانية جواز سفر زينة إرحيم، الصحفية الحاصلة على جائزة في الصحافة والناشطة التي تتخذ من تركيا مقراً لها، بمجرد وصولها إلى مطار هيثرو في لندن. وبعد استجوابها لأكثر من ساعة، قالوا لها إن هناك بلاغاً يفيد بأن الأوراق الثبوتية التي بحوزتها مسروقة.

يأتي هذا الاتهام بسبب حملاتها المعارضة للنظام السوري. تقول إرحيم لصحيفة الأوبزرفر: "أتوقع تعرّضي لمضايقات في بلدي. وربما أقتل إذا حاولت العودة لوطني. لكن نفوذ الأسد بات يصل إلى بريطانيا الآن. هذا الطاغية يلاحق صحفية".

كتب في الإيصال الذي حصلت عليه إرحيم بعد مصادرة جواز سفرها "هناك بلاغ يفيد بأن هذه الوثيقة مسروقة". وتقول إرحيم، التي تسافر إلى بريطانيا لحضور مهرجان كيو الأدبي مع الصحفية الشهيرة بشبكة "بي بي سي" البريطانية "كيت إيدي"، إن جواز السفر يحتوي على اسمها وصورتها وبصمات أصابعها.

"تقفون في صف النظام ضدي"

سافرت إرحيم مسبقاً باستخدام جواز السفر نفسه إلى بريطانيا في أبريل/نيسان الماضي دون أية مشاكل، عندما كانت تحصل على جائزة صحفية لحرية التعبير من منظمة "مؤشر الرقابة"، وهي مؤسسة بريطانية تعنى بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي. كما سافرت بجواز سفرها عبر بلدان أوروبا دون عقبات.

وقال المسؤولون لإرحيم "إنهم غير متورطين في العمل السياسي ويطبقون فقط النظام والقواعد المتبعة لديهم. وإنهم سيعيدون جواز سفرها إلى دمشق".

وتمتلك إرحيم جواز سفر سوري قديم يمكنها استخدامه للعودة إلى تركيا. لكن هذا الجواز لا يحتوي على أوراق متاحة للحصول على تأشيرات جديدة للسفر، السبب الذي جعلها تستخرج جواز سفرها الجديد. ويعني هذا أنها لن تتمكن من مغادرة تركيا مرة أخرى.

وتقول إرحيم: "هذه محاولة من النظام السوري لإعاقة حركتنا والسلطات البريطانية تتعاون معه. ثم يتساءلون لماذا يتدفق السوريون إلى أوروبا طلباً للجوء". ويعد هذا القرار مؤلماً لأنه صادر عن حكومة منحت إرحيم منحة "جائزة تشيفننغ"، وهي منحة تعطى لقادة المستقبل والمؤثرين في صنع القرار للدراسة في المملكة المتحدة. وتتابع إرحيم بقولها: "ما يؤلمني حقاً أنني حاصلة على منحة تشيفننغ الدراسية. لقد دفعتم مصاريف حصولي على شهادة الماجستير وأعمل لدى مؤسسة بريطانية. رغم كل هذا، تقفون في صف النظام ضدي".

نصحوها باللجوء إلى قنصلية النظام

تأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من تصريحات لوزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، يلقي خلالها اللوم على حكومة الأسد وتسببها في مقتل مئات الآلاف من السوريين. وقال جونسون لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لن يكون هناك وقف حقيقي لإطلاق النار مالم يكن هناك اتفاق سياسي حقيقي يشمل وجود حكومة انتقالية بعيداً عن حكومة الأسد المسؤولة عن مقتل 400 ألف سوري".

وقال مكتب الجوازات في بريطانيا إنه مضطر إلى الامتثال لطلب حكومة النظام السوري لأن جوازات السفر تقع مسؤوليتها القانونية على الحكومات التي تصدرها. وتابع المتحدث باسم مكتب الجوازات بقوله "إذا حصلنا على بلاغ يفيد بفقدان أو سرقة جواز سفر من حكومة أجنبية، فليس أمامنا خيار سوى مصادرته". ويقترح المتحدث الرسمي على إرحيم أن تطلب مساعدة قنصلية النظام السوري الذي يمتلك تاريخاً معروفاً بسجن وتعذيب وقتل معارضيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل