المحتوى الرئيسى

فلسطين تواجه «فايسبوك» بتجميد النشر

09/26 12:12

شارك الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، في حملةٍ أطلقت بعنوان «تجميد النشر»، رفضًا لخطواتٍ اتخذها موقع «فايسبوك» مؤخرًا، ترجمت من خلال إغلاقه لمجموعة من الصفحات الفلسطينيّة وتجميد حسابات محرّرين ومديري صفحاتٍ أخرى. خطوات الموقع الأزرق جاءت بعد أيامٍ من لقاءٍ جمع وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع مسؤولين في شركة «فايسبوك»، في تل أبيب، وتم الاتفاق على فتح الآفاق للتعاون بين الجهتين، ما وُصِفَ بـ «نجاح إسرائيل بإخضاع فايسبوك لسياستها». وقالت إذاعة العدو، إنّ لقاءً جمع وزيري الأمن والقضاء في الكيان الاسرائيلي، مع كبار مسؤولي «فايسبوك» بداية الشهر الجاري لبحث ما تم تسميته بـ «ظاهرة استخدام الموقع للتحريض على الإرهاب».

يبدو أنّ الاتفاق أتى بثماره خلال أقلّ من أسبوعين فقط، فأقدم «فايسبوك»، يوم الجمعة الماضي، على إغلاق خمس صفحات فلسطينيّة تحوي أكثر من 6 ملايين متابع، وعطّل ما يُقارب خمسة عشر حسابًا لمحرّري ومدراء صفحاتٍ إخبارية أخرى، بشكلٍ مفاجئ.

وقالت حملة «FB Censors Palestine»، التي انطلقت فور الهجوم، أنّ «فايسبوك» أغلق حسابات 15 مديرًا لصفحات «شبكة قدس الإخبارية» و «وكالة شهاب» (تحويان أكثر من 10 ملايين متابع). كما أغلق صفحات «غزة الآن (500 ألف)، و موقع كيفك (500 ألف)، وشبكة فلسطين للحوار (500 ألف)، وصفحة دير شرف (17 ألف)، وموقع الرفاق (30 ألف)، وصفحة مش هيك (200 ألف)»، إضافةً إلى صفحة «حديث اليوم» التي تحوي مليون ونصف المليون متابع، وصفحاتٍ أخرى.

أوّل خطوة تصعيديّة للحملة كانت دعوة مستخدمي «فايسبوك» للامتناع عن استخدام الموقع لمدة ساعتين. تفاعل الآلاف مع الحملة ومنهم حساب «السفير» على «فايسبوك»، وأوقفوا النشر من الساعة الثامنة حتى العاشرة مساء أمس. وقال المدون أحمد بيقاوي، أحد القائمين على الحملة، إنّ «الاتفاق وملاحقة المحتوى الفلسطيني يأتي في سياق ملاحقة الاحتلال للنشطاء الفلسطينيين الذي ارتفعت وتيرته في الانتفاضة الأخيرة».

يرى الناشط بيقاوي في اتصال مع «السفير»، أنّ الاحتلال عجز عن السيطرة على الانتفاضة لأنّه لم يكن لها عناوين محددة، فقرر ملاحقتها في كلّ منبر او مساحة يمكن أن ينطلق منها النشطاء لتبادل المعلومات. «حاول الاحتلال الضغط على «فايسبوك»، وكان الأمر واضحًا عبر الشعارات المتداولة مثل «أيادي فايسبوك ملطخة بدماء الاسرائيليين»، في محاولة لتشكيل ضغط على إدارته مما أدى لاستجابتها بعد أشهر». تهدف الحملة بشكلٍ أساسي لجعل «فايسبوك» يتراجع عن الاتفاق مع الاحتلال. وقد حققت انتشارًا واسعًا خلال يومين، على الصعيدين العربي والعالمي، ولاقت صدىً واسعًا عبر مواقع التواصل وفي الإعلام.

ترى الحملة أنّ الاتفاق الإسرائيلي مع «فايسبوك» سيكون مقدّمة لخطوات مقبلة تساهم في خنق الفلسطينيين بعد حصارهم على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي. كما أنّه «سيتجاوز فلسطين ليكون ضمن سلسلة اتفاقيات تحقّق أهداف سلطات وأنظمة قمعية ديكتاتورية على حساب حرية الشعوب».

من جهته، أشار الناشط عز الدين الأخرس لـ «السفير» إلى تفاعل آلاف الناشطين منهم بعض الكتّاب والصحافيين في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى اعتذار «فايسبوك» لأحد المواقع عن الإغلاق بعد يومٍ واحد من انطلاق الحملة. كما نقل موقع «الانتفاضة الإلكترونية» أنّ متحدثًا باسم «فايسبوك» قدم الاعتذار، أمس الأوّل، عن حذف حسابات مدراء صفحات فلسطينيّة، معتبرًا أنّ الأمر «خطأ سيتم تصحيحه وسيتم إجراء التحقيقات في الأمر».

يرى أحمد طاهر، صاحب إحدى الصفحات الإخبارية، أنّ إجراءات «فايسبوك» تأتي في إطار تغييب الحقيقة بدعوة «محاربة التحريض» في ظلّ دور الصفحات الفلسطينية بفضح جرائم الاحتلال. وقال طاهر في حديثٍ مع «السفير»، إنّ الاحتلال يستغلّ ضعف الصوت الفلسطيني عالميًا. مؤكدًا أنّ هذه السياسات مهما استمرّت لن تنجح نظرًا لوعي العالم بحقيقة الأمر على الأرض.

تستمرّ الحملة التي انطلقت يوم الجمعة، في تصعيدها، وستتوجه إلى المؤسسات الحقوقيّة والدولية، وتكثف النشر عبر الانترنت لفضح الدور الذي يقوم به الموقع الأزرق في مواجهة الحقيقة. وبيّن المدون أحمد بيقاوي أنّ «الحملة كان يخطط لها لتكون خلال الأيام المقبلة، لكنها أطلقت تماشيًا مع رفع وتيرة حذف الحسابات من قبل إدارة فايسبوك يوم الجمعة».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل