المحتوى الرئيسى

رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب: إسرائيل «عدو» فى أفريقيا.. والدبلوماسية الشعبية «عملت كوارث» (حوار) | المصري اليوم

09/25 23:03

قال النائب حاتم باشات، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن اللجنة ليست «وجاهة برلمانية»، وإنما إيماناً بتوصيل رسالة للمواطن المصرى حول أهمية القارة الذهبية لمصر، وتعميق التواجد المصرى فى القارة الافريقية. ووصف باشات، القارة الأفريقية بـ«الذهبية»، والتى تعد «عروسة مهرها غالى»، ويتكالب عليها دول العالم، لاستغلال الإمكانيات والثروات بدول القارة، وأن السعودية والصين من الدول الداعمة للموقف المصرى، وأن التحركات القطرية والتركية ضد مصر «غير مؤثرة».. وإلى نص الحوار:

■ وجهت إلى لجنة الشؤون الأفريقية انتقادات «ضعف الأداء» وأنها لم تقدم أى شىء ملموس طوال دور الانعقاد الأول؟

- أولا لجنة الشؤون الأفريقية هى الأولى بتقييم المجلس لعمل اللجان المستحدثة، والخامسة على مستوى اللجان الـ26، واستطعنا العودة للبرلمان الأفريقى، وتم تعيين 5 أعضاء من البرلمان المصرى، وأيضا توصيل رسالة للمواطن المصرى حول أهمية القارة الذهبية لمصر، وأن تواجد بعض الدول «الأعداء»، والتى تنزل بالباراشوت، على دول القارة الأفريقية، ذات الاهتمام بالأمن القومى المصرى، ولا أريد ان أتطرق لأسماء دول وسأقتصر على ذكر إسرائيل. البعض يرى أن الاهتمام بدول القارة الأفريقية بسبب أزمة «سد النهضة» وليس لجدوى اقتصادية؟ أفريقيا النهارده أشبهها بالعروسة التى يزيد مهرها، ويتكالب عليها دول العالم، بدليل دول الغرب جميها تهتم بهذه الدول.

- لأن مصر كانت تواجه الإرهاب، وقضايا الشرق الأوسط، ودول الغرب كانت تريد سحب ملف الشرق الأوسط من مصر.

■ لكنك تتحدث عن الاهتمام بأفريقيا فى الوقت الذى توجهت فيه أنظار العالم إلى دول الاتحاد الأوروبى، ودول جنوب شرق آسيا؟

- مصر لم تهتم بأفريقيا إلا منذ فترة قصيرة مع تولى الرئيس السيسى الحكم، وأهملت القارة الأفريقية لعقود «مضطرة»، نتيجة محاولة اغتيال الرئيس مبارك.

■ لكن خرجت وفود شعبية بعد ثورة 25 يناير فيما سمى وقتها «الدبلوماسية الشعبية»؟

- الوفود الشعبية التى ذهبت لأفريقيا كانت «سلبية»، وتسببوا فى كوارث، وكانت تستهدف مصالح خاصة لأعضائها بعيدا عن المصلحة العامة للدولة، وحتى لا أختلف معهم كأشخاص، لأن بعضهم محترمون، لكن تشكيل رجال الأعمال كان يغلب على هذه الوفود لتحقيق مصالح شخصية، دون تنسيق مع الجهات السيادية، ووزارة الخارجية.

■ ما تأثير هذه المصالح؟

- الدول التى ذهبوا إليها كانت «مستغربة» وبيقولوا «جايين يطلبوا إيه؟»، لدرجة حدوث مشاكل بين أعضاء الدبلوماسية الشعبية على الطائرة، وأنا شخصيا سيلفا كير رئيس دولة جنوب أفريقيا قال لى نصا: «وفود الدبلوماسية الشعبية قالت لى إحنا جايين نصلح العلاقات مع مصر، فقلت لهم: «أنتم جايين تصلحوا العلاقات مع مصر!، دا اللى عملته معانا مصر لم تفعله حكومة الشمال أو أى دولة فى العالم»، والرجل حى يرزق.

■ وفود الدبلوماسية الشعبية سافرت إلى أكثر من دولة أفريقية.. ما الدول التى تسببوا فى أزمات معها؟

■ أستشعر من كلامك أنك ضد فكرة الوفود الشعبية بين الدول؟

- على العكس تماما.. أنا كرئيس للجنة الشؤون الأفريقية من أولوياتى تشكيل وفود شعبية بكفاءة.

■ هل أنت من القائلين إن الإعلام سبب أزمات للدولة المصرية مع دول حوض النيل؟

- طبعا.. الإعلام المصرى كان له «سقطات مؤلمة» و«سلبية»، والهيئة العامة للاستعلامات كانت أكثر سلبية، لأن الإعلامى لا يدرك التوجهات المصرية فى القارة، ومن هنا أجدد طلبى بتأسيس قناة فضائية موجهة إلى القارة الأفريقية.

■ لكنها لم تستجب لتأسيس قناة مصرية موجهة للقارة الأفريقية؟

- الأمر ما زال مطروحا، ولكنه يحتاج إلى غمكانيات غير متوفرة فى هذه اللحظة. على ذكر الإعلام.

■ ما تأثير الحرب الإعلامية «الإخوانية» ضد مصر على الدول الأفريقية؟

- الإخوان تقوم بنشاط تحريضى ضد مصر فى القارة الأفريقية منذ 30 يونيو، واللجان الإلكترونية ومواقعها الإلكترونية، تقوم بـ«فبركة»، وتنشر الأكاذيب والأخبار ضد الرئيس ومصر، لتنقل صورة سلبية عنا حتى تتسع الفجوة مع هذه الدول.

■ أنتقل معك إلى ملف «سد النهضة» نحجت مصر والسودان وإثيوبيا فى توقيع العقد الاستشارى للسد.. ما تقييمك للخلافات السابقة للتوقيع؟

- شىء طبيعى.. والتأجيل لم يكن موقفا سلبيا، بقدر ما يكون «تأن» من الدول الثلاث قبل اتخاذ أى إجراءات قانونية.

■ البعض انتظر أن يكون زيارات الرئيس السيسى لدولة إثيوبيا بمثابة إنهاء للخلافات، وأيضا التقارب مع السودان، إلا أننا فوجئنا ببطئ فى إنهاء أزمة سد النهضة حتى الآن؟

الرئيس السيسى كان لا يستطيع إجراء أى مفاوضات، وأيضا الجانب الإثيوبى، والرئيس السودانى، دون الانتهاء من الدراسات الفنية حول سد النهضة، تلك أمور يجب الانتباه إليها جيدا.

■ لكن طول المدة كانت تشير لتعثر المفاوضات؟

- من قال هذا؟.. الطائرة المصرية التى سقطت فى أمريكا فى التسعينيات لم تظهر نتائج تحقيقاتها حتى الآن.

■ ما علاقة الطائرة بهذا؟

- أقصد أن طول المفاوضات يؤكد جدية الأطراف فى الوصول إلى حل، ما أود قوله إن المفاوضات تسير بشكل جيد.

■ ما هى آخر معلوماتك عن نسبة بناء السد الإثيوبى؟

- إن شاالله 100 % إيه المشكلة؟ حقها فى أرضها، تبنى مبنى يطلع فندق يطلع مدرسة، الأزمة فى إدارة السد، ودرجة أمان السد، ودرجة ملء الخزان، وارتفاع منسوب المياه.

■ هل التصور الذى وضعته إثيوبيا يضر بمصر؟

- هو حد يعرفه، حتى يحكم إذا كان يضر أم لا، أنا راجل متخصص سياسيا وليس فنيا حتى أقول كلمتين، مش كل واحد مؤلف لكتاب بقى خبير فى الشؤون الأفريقية، البلد مش ناقص تحليلات ولا نظرة «متشائمة».

■ لماذا تتباين مواقف النظام السودانى تجاه مصر فيما يخص ملف «سد النهضة»؟

- بناء سد النهضة مفيد للجانب السودانى، لأنها تعانى من أزمة كهرباء شديدة جدا، وبالنسبة لهم بناء سد النهضة «حلم»، السد سيتحكم فى كمية المياه التى تأتى إليهم، وبالتالى من الممكن أن يمنع الفيضانات.

■ لكن لا نستطيع استبعاد النظام من الحديث؟

- النظام اختلف منذ بدء نظام الجبهة الإسلامية، وهناك تفاوت فى العلاقة مع مصر، الرئيس مبارك كانت العلاقات سيئة خاصة بعد محاولة اغتياله.

■ ماذا عن نظام البشير الذى تغيرت مواقفه سلبيا معنا بعد عزل مرسى؟

- نظام البشير كان عنده أمل كبير فى استمرار نظام الإخوان فى حكم مصر، باعتباره جبهة إسلامية متوافقة مع الإخوان وتنسق معه.

- أمريكا والدول الغربية لتنفيذ أجندتهم ضد مصر والمنطقة العربية وأفريقيا.

■ يغضبك ما يقال إن أفريقيا «ملف مخابراتى» ولا يوجد دور للبرلمان أو وزارة الخارجية أو دبلوماسية شعبية فيه؟

- لا.. هذا اعتقاد غير صحيح.

■ كيف ولم نر أى اجتماع واحد لوزير الخارجية مع نواب اللجنة طوال دور الانعقاد الأول للتنسيق حول الملف الأفريقى؟

- التنسيق مع السفير أحمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤن الأفريقية، لا أحتاج إلى لقاء وزير الخارجية.

■ هل طبيعى عدم حضور وزير الخارجية لاجتماعات اللجنة طوال دور انعقاد كامل؟

- دور الانعقاد الأول كان 4 شهور فقط، ووزير الخارجية جاء إلى البرلمان مرة واحدة، لحضور اجتماع لجنة العلاقات الخارجية.

■ لكن الواضح للمراقبين أن وزارة الخارجية غير مهتمة بالملف الأفريقى من الأساس؟

■ إذا كان الأمر غير صحيح.. ما هى مظاهر اهتمام وزارة الخارجية بالقارة الأفريقية التى رصدتها بصفتك رئيسا للجنة طوال العام الماضى؟

- منذ سنين، كان أداء وزارة الخارجية فى الملف الأفريقى سيئا جدا، وكان هناك اعتبارات سيئة فى اختيار الدبلوماسيين فى أفريقيا، ويستشعرون أنهم معاقبون من الوزارة، وفى منفى، وليس لأداء دور وطنى مهم، وكذلك الهيئة العامة للاستعلامات.

■ ننتقل إلى التحركات الإسرائيلية فى الملف الأفريقى.. لماذا ظهر القلق المصرى من تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلى فى أفريقيا؟

- لأنه يعطى ضوءا أحمر، وهناك تأثير إسرائيلى على بعض الدول، نتيجة ما حدث من دول حوض النيل من «تمرد» بعد 25 يناير على مصر، نتيجة ضغوط خارجية وإسرائيلية، لأن هناك حلما اسمه «من النيل إلى الفرات»، والآن إسرائيل تدخل أفريقيا بـ«الباراشوت» علشان تغيظنا.

- إسرائيل لديها حلم من النيل إلى الفرات، وحتى يتحقق هذا الحلم يتطلب الأمر علاقات قوية جدا مع تركيا من ناحية، والدول الأفريقية من ناحية أخرى، ولهذا جاءت زيارة بنيامين نتنياهو إلى دول القارة الأفريقية، لنشر التواجد الاسرائيلى مرة أخرى، كان زمان لو بصيت له كان يعيط أيام جمال عبدالناصر وأنور السادات، وفى أوائل حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الآن هو مش خايف بس عامل حسابك، لأنه مقتنع بقوة مصر الأفريقية، كنت بتخوفه لأنه كان «جاهل»، النهارده هو شخص «متعلم»، وأصبح لديه من القوة الاقتصادية التى لم تستغل، ما يجعله يقول على المستوى الدولى أنا موجود.

■ لكن مصر لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل؟

- اتفاقية سلام بخصوص الحرب معها على الحدود فى سيناء، وليس اتفاقية سلام فى أفريقيا، التحركات الإسرائيلية تدخل فى دائرة الأمن القومى المصرى، وهو الأمر الذى يعطينا ضوءا أحمر.

■ هل لدى إسرائيل استثمارات فى سد النهضة؟

- ليس لدى الإفادة الكاملة فى هذا الموضوع.. لكن استثمارها الحقيقى فى بناء السد، حتى تكون متحكمة فى كمية المياه.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل