المحتوى الرئيسى

المصريون.. ما جرى لهم وبهم 2011-2015 (1)

09/25 22:06

هذا كتاب يثير شهية الفهم وإعمال العقل ويثير معها الدهشة بل والغيظ والحدة أحياناً. هو كتاب يقتحم دون استئذان دقات قلوب وأنفاس وهمسات ومخاوف وانفعالات كل المصريين عبر عيّنة من مختلف أجيالهم. فالدكتور خليل فاضل يأتينا بعد انغماسه إلى حد الغرق فى أعمق أعماق المصريين ليعلمنا، وبلغة أدبية بالغة الرقى، كيف نعرف أنفسنا وأولادنا وزوجاتنا، وكيف نتلامس مع نبض الوطن لنعرف ما هو وماضيه وحاضره ومستقبله. والكتاب عنوانه «البوح العظيم.. المصريون ما جرى لهم وبهم (2011-2015)» (دار نهضة مصر، يناير 2016). ويأتيك د. خليل كاشفاً كل أوراقه منذ الحرف الأول، فيقول تحت عنوان «مفاهيم أساسية» (كبديل عن المقدمة) «إن محاولة التأريخ النفسى الاجتماعى تستمد قوتها من قدرتها على كشف المختبئ والسماح له بالطلوع حراً، نفسها هى تلك القدرة على المعرفة وعلى الارتياب فى حديث يومى تلوكه ولا تهتم به. محاولة هى إذن للتأريخ لمصر والمصريين، محاولة للرصد فعلياً ما جرى لنا كمصريين، ما يجرى لنا وبنا، هنا عيّنة لفئات عمرية منذ نهاية أو من أول عام النكبة 1948 تاركاً للقارئ إدراك الفروق والمتماثلات من رؤى ودراسات للبشر من واقعهم المعيش وليس على أريكة التحليل النفسى».. (ألم أقل لكم إنه يحيرنا، يبدأ بحيرتنا وينتهى بفهم عميق يزيد حيرتنا). إنه دكتور لا يستمع لشخص أو أشخاص يبوحون له بما فى أعمق أعماق عقولهم ونفوسهم وإنما هو يضع المصريين جميعاً على أريكة التحليل النفسى ثم يستدعيك لتستمع إلى ما يبوحون به. ويضيف: «إنها محاولة لفهم شامل وكامل لهذا الاجتياح الطوفانى للقماشة المصرية المعقدة بكل تفرعاتها وارتباكاتها وتقاطعاتها.. تداخلاتها وتناقضاتها العصية منها على الفهم، وتلك الغريبة» (ص7). و«زمن عسير يعرض فيه تليفزيون الدولة الرسمى للأمهات والأطفال صوراً لرؤوس مشجوجة.. يمضغ العنف اللفظى وقبح المعانى.. رجال «ونساء» فى أوج زينتهم.. يكذبون حيث لا إحساس بالذنب. لا ضمير. لا شىء سوى البؤس يعم، إنها أزمنة حاضرة وماضية لأناس مشغوفين بمفردات الحياة، بعضهم ينتظر الموت والبعض الآخر يتمناه أو يبحث عن وطن آخر يعوض به مفهوم الوطن. ها هو البوح العظيم. عظيم بقدر مشاركيه» (ص10). فمن هم مشاركوه؟

• مواليد التسعينيات: العدد 5: طالب بجامعة حكومية شارك فى 25 يناير، وشارك 6 أبريل جزئياً، صحفية بجريدة يومية جرى الحوار على الفيس بوك فقط، كاتبة ومخرجة من أم يابانية وأب مصرى قضت نصف عمرها فى اليابان ألفت كتاباً بعنوان «عيب ولا حرام» وأخرجت فيلم «بلا روح». وآخر من أبناء الخليج مهندس خريج جامعة خاصة أسرته أتاحت له خلفية يسارية، ثم طالبة علوم سياسية بالجامعة الأمريكية. (وبعض الأسماء صحيحة وبعضها مستعار وأغلب الحوارات تمت عبر البريد الإلكترونى).

• مواليد الثمانينيات: وعددهم أربعة عشر (وألحظ أنه قد اختارهم بعناية، منهم دارس لعلوم إدراك الموسيقى وكيف تؤثر على مخ الإنسان، وآخر صحفى، طالب فنون تطبيقية، وكاتب، معيدة لغة إنجليزية، مترجمة مبدعة عربى- إنجليرى شاركت فى يناير، وهناك خريجة إعلام وتعمل صحفية، وأيضاً خريج هندسة جامعة خاصة حصل على الماجستير من جامعة برلين ويقيم هناك منذ أربع سنوات، ثم معالجة نفسية للطفولة المبكرة، وهناك أيضاً إعلامية تعمل فى محطة عالمية ناطقة بالعربية، وخريج جامعة الأزهر له صفحة على الفيس بوك تقول: أنا أحكى عن الحرية التى لا مقابل لها.. التى هى نفسها المقابل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل