هل تحاكم الحكومة بتهمة بث المناخ «التشاؤمي» للمواطنين؟

عمار علي حسن: السيسي المسؤول الأول عن حالة الإحباط والتشاؤم

- لماذا يصر السيسي والجيش على حكم هذا البلد للنهاية إذا كان هذا الشعب «المُحبَط» لا يليق بهم؟

سعد الدين إبراهيم: معاقبة الفرد على مزاجه نوع من «الخبل» والحكومة مسؤولة عن انتشار التشاؤم 

ما بين سخرية واستهجان، استقبل خبراء السياسة والاجتماع ، التهم المنسوبة لعدد من المواطنين ببث المناخ التشاؤمي، من جانب الأجهزة الأمنية.

واعتبر الخبراء هذه التهمة، والتي ليس لها أساس قانوني، من الأجدى أن توجه إلى الحكومة وكل من له علاقة بإدارة الدولة، لاسيما في ظل تردي الأوضاع على كافة الأصعدة والنواحي، وفي ظل التدهور الواضح للوزرات المعنية بتوفير الخدمات للمواطنين. 

يقول الباحث السياسي، الدكتور عمار علي حسن، إن عودة المصريين  إلى التشاؤم دليل على فشل ذريع للسلطة الحالية لاسيما رئيس الجمهورية، الذي أطلق بشائره وقت أن كان مرشحًا للرئاسة، وتحدثه عن آماله العريضة، وقال صراحة إنه يعرف مشاكل مصر جيدًا، كما يعلم حلولها كاملة.

وأوضح حسن في تصريحاته لـ"التحرير"، إن الشعب عاش حلم كبير، لكن السيسي فاجأهم  بعد سنتين، بالحديث عن أننا نعيش في شبه دولة ، وأن المشاكل التي تواجه البلاد عميقة، مشيرًا إلى أن المصريين لم يجدوا  شيءًا تغير، فما زال الفساد والاستبداد والقمع مستمرًا، فضلًا عن فشل إدارة البلد في تبني مشروع وطني ينهض بالجميع. 

وقال الباحث السياسي، إن ظهور السيسي بمظهر قليل من الخبرة، وضعف الحيلة، أصاب الناس بالإحباط واليأس، ومن ثم ساد مناخ تشاؤمي رغم أن السلطة تدعو الناس بأن يشيع الأمل لا الإحباط، لكنها لا تقدم ما يرفع عنهم ذلك الشعور.

وتابع: "السيسي الذي قال إنه أنفق أكثر من 60 مليار جنيه لشحن الروح المعنوية للمصريين في مشروع تفريعة قناة السويس، فأجأ الجميع أننا شبه دولة بعد أن كان يقول مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، مشيرا إلى أن السلطة السياسية هي السبب الرئيسي وراء حالة الإحباط، لكنها تحملها للإعلام والحركات الشبابية والمعارضين.

وأشار حسن إلى أن السلطة التنفيذية والتشريعية بالأداء الهابط مسؤولان عن كل ذلك، وفي قلب منهما رئيس الجمهورية، فهو المسؤول الأول عن حالة الإحباط والتشاؤم، لافتًا إلى أنه لا يوجد شعب فاشل في الأرض، لكن  توجد إدارة فاشلة.

وقال الباحث، إن الشعب المصري لديه طاقات غير مستغلة، والمنوط به استغلال هذه الطاقات هي الإدارة، المتمثلة في السلطة التنفيذية، لكنها تـتهم الشعب أنه يخلق مناخ الإحباط، متسائلًا: لماذا أصروا على حكم هذا الشعب المحبط؟، ولماذا يصر الرئيس السيسي والقوات المسلحة على حكم هذا البلد إلى النهاية إذا كان هذا الشعب لا يليق بهم؟، عليهم أن يتركوا هذا الشعب لمن يحكمه، أو يستبدلوه بشعب آخر، والحديث عن أن الشعب يخلق التشاؤم هو تهرب من المسؤولية.

ومن جانبه يقول الدكتور سعد الدين ابراهيم، أستاذ علم الإجتماع، إن التشاؤم أوالتفاؤل طبيعة بشرية لا يمكن معاقبة شخص عليهما، مشيرا إلى أن معاقبة الفرد على مزاجه يعد نوعا من الخبل، والحكومة مسؤولة عن ذلك.