المحتوى الرئيسى

عمر المغاوري العضو المنتدب لـ "إف إى بى كابيتال": المشروعات الصغيرة كنز التنمية الاقتصادية

09/25 10:56

محطات حياته مثيرة للاهتمام.. كل محطة عنده لها بريق وخصوصية.. تفاصيل، ذكريات بحلوها ومرها، تحوم فوق كل مؤسسة تعلم بها، شاهدة على مجد تحقق بإصرار وعزيمة.. شركاء النجاح فى مشواره أربعة، تعلم النظام والانضباط، واستمد المثل والقيم من عائلته، زوجته صاحبة الدور الأكبر والسند فى رحلته للوصول إلى منصة التتويج.

يصفه أصدقاؤه بالفيلسوف المثقف، الحماس والإصرار إحساس تشعر بهما فى حديثه.. عمر المغاورى، العضو المنتدب لمجموعة إف إى بى كابيتال للاستثمار له فلسفة خاصة لخصها فى كلمتين «تقف تموت».. شكلت رؤيته بأن العمل والاجتهاد هما العقيدة، منهجه قائم على الإبداع والفكر البسيط البعيد عن التعقيد والافتكاسات.

يعرف «المغاورى»، أن قضيته تنحصر فى المشروعات المتوسطة والصغيرة، وإعادة المصانع والشركات المتعثرة لإحياء الاقتصاد، لأن بدونهما نتحرك فى دائرة مفرغة.. بوجهه البشوش استقبلنى فى مكتبه، جلسنا ثلاثة يحلل الرجل المشاهد بدقة.. رهانه الأكبر على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى يعتبرها كنزاً للتنمية الاقتصادية وبأقل تكلفة، حيث تمثل 90% من الاقتصاد، ولديها القدرة على تحقيق نمو سريع للاقتصاد.

«المغاورى» كون خبرة البيزنس من المدارس الأمريكية والأوروبية، التى تعامل معها وحقق نجاحات واسعة.. قدرته على الإقناع حسمت شوطاً كبيراً من ملف المصانع المتعثرة، نجح فى إعادة العديد من المصانع، تعامل مع 300 ملف متعثر، حقق فيها نجاحات عريضة، وما زال يطمح فى تشغيل أكثر من 7 آلاف مصنع متوقف، بسبب ظروف عديدة من تداعيات ثورة يناير، أو مشاكل إدارة الشركة والشركاء، أو بسبب مشكلة إدارة رأس المال العام، وعدم القدرة على الهيكلة المالية والإدارية.

أقاطعه قائلاً: لكن هل لديك رضاء عن الإجراءات المتخذة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمصانع المتعثرة؟

يرد قائلاً: مبادرة الرئيس السيسى للمشروعات الصغيرة بتوفير 200 مليار جنيه، تسدد على 4 سنوات بفائدة 5%، كافية لتحريك المياه الراكدة، ولكن لا بد أن يضاف بعض المحفزات الأخري بنظام ضريبي مخفف ومختلف للمشروعات الصغيرة، وأيضاً ضرورة اتفاق البنوك علي نظام موحد في الإجراءات تيسيراً علي  الشركات، وتحقيق ذلك سوف يعمل علي دفع الشركات في اتجاه بورصة النيل، باعتبارها مصدراً تمويلياً هاماً، حيث إنه غير معقول أن يكون هناك آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق المحلي وعدد المقيد بالبورصة لا يتجاوز31  شركة، ولا يتناسب مع حجم الاقتصاد».

«المغاوري» صريح في وجهة نظره، ومتمرد أيضاً «وصف أن المشهد الاقتصادي بالشركة المتعثرة، منذ 2011، وأخذ هذا التعثر تنوعاً في التقلب والزيادة إلي أن دخلنا مرحلة الإدراك بهذه المشاكل، ثم الإصلاح، هنا كانت ابتسامة خفيفة ارتسمت علي وجه الرجل ليقول «ومن هنا يكمن التفاؤل».

لحظة صمت خيمت علي الغرفة قبل أن يقاطعنا عامل البوفيه، في إشارة إذا كان يريد الرجل شيئاً، ليتبدي ملامح «الغضب» علي «المغاوري» يقول «كان أمامنا في السنوات الماضية فرصة لا تعوض بإجراءات إصلاحات عاجلة للاقتصاد، لكن ما تم مسكنات وقتية أضرت الاقتصاد والمواطنين، ولم يجد سوي التدخل المؤلم، بصورة مؤقتة إذا أردنا الإصلاح، لكن يكون أقل ألماً علي المواطن.

«نعم تأخر الإجراءات الإصلاحية سوف تكون كوارثه شديدة علي الاقتصاد والمواطن، والحلول بسيطة لا تتطلب افتكاسات». يقول «المغاوري»، إن «التجربة المصرية في مطلع الألفية حول عملية تعويم العملة حققت نجاحاً كبيراً، طوال الـ 8  سنوات الماضية، وأخفت نظام سياسة السعرين في الصرف».

لدي الشاب الثلاثينى العديد من الأفكار والمقترحات غير التقليدية للمشهد الاقتصادي، يتصدرها الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم حوافز مرضية للاقتصاد الموازي، بعدم محاسبته بأثر رجعي، بحيث لا يكون مطالب بسداد ضرائب سابقة، والتعامل بسياسة «أولاد النهاردة»، بالإضافة إلي  تحديد السياسة الضريبية علي الأرباح، والمعمول بها في العالم، بصورة واضحة، وليس أكثر من ضريبة كما هو الحال.

عرف «المغاوري» مواضع الاستثمار فلم يتوقف عنده كثيراً، لديه قناعة أن الاستثمار لا يرتبط بوزير محدد، الخريطة الاستثمارية مسئولية الكل، وزراء أو محافظين، فهي لا تحتاج إلي اختراع العجلة من جديد، فالكل مسئول عن ملف الاستثمار، والترويج وخطته لأن كل مسئول محافظاً أو وزيراً تقع علي عاتقه خطة استثمارية لمنطقته.

«المغاوري» دائماً يرجع الفضل لأصحابه وكل من مد يده إليه حتي يصل إلي هذا النجاح لديه ملاحظات علي أداء وزراء المجموعة الاقتصادية، حيث إنهم يفتقدون سياسة الفريق الواحد، و«المايسترو»، ومن هنا يكون الارتباك، وعدم التنسيق، فالجميع في جزر منعزلة.

 شغلني سؤال حول طبيعة المرحلة القادمة.. وقبل طرحه بادرني قائلاً: «نحن أمامنا شهران في غاية الأهمية، مطلوب خلالهما عدم الراحة والعمل بجد، ستكون هناك قرارات إصلاحية في الاقتصاد تتطلب الإسرع بها حتي يبدأ 2017 ، وانتهينا من كافة القرارات».

«المغاوري» للصدفة معه دور كبير في البيزنس، والدته كان تتمني أن يدرس الهندسة، ولكن هو قرر دراسة التجارة، ليصنع لنفسه مملكة خاصة وكياناً أسسه في 2011 ليبدأ معه الطموح والتوسعات، حتي وصل برأس ماله إلي 60 مليون جنيه متوقع أن يزيد، خلال الفترة القادمة.

حدد لنفسه وشركته استراتيجية تقوم علي الانطلاق للمستقبل، والريادة في قائمة بنوك الاستثمار، لينجح في الاستحواذ علي شركة البيت الأبيض، ويقدم لبورصة النيل 11 شركة ومستهدف 3 شركات خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلي استراتيجية تقوم علي قيد 4 شركات بصورة سنوية من أجل تحقيق طموحاته والمساهمة بالوصول إلي 150 شركة مقيدة ببورصة النيل خلال السنوات القليلة القادمة.

«المغاوري» لديه العديد من الطموحات، فالإصرار لديه كالماء والهواء لا غني عنهما، نجح في جذب استثمارات 700 مليون جنيه علي خلفية مؤتمر شرم الشيخ، ولولا الارتباك في سوق الصرف لتضاعفت هذه الاستثمارات.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل