المحتوى الرئيسى

"الذات الإلهية" وراء اغتيال "حتر"

09/25 13:12

ناهض حتر.. كاتب وصحفي يساري أردني، مسيحي الديانة، تخرج في الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي، سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام 77 و79 و96، وتعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98، وبعدها بسنوات عاد إلى العاصمة الأردنية عمان مرة أخرى.. إنه الكاتب المثير للجدل ناهض حتر، الذي اغتيل صباح اليوم بالعاصمة الأردنية عمان، عقب إطلاق سبع رصاصات من قبل مجهولين.

له عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية, إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني.

يكتب "حتر" في صحيفة الأخبار اللبنانية، قبل قرار الحكومة الأردنية بتوقفه عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ  2008.

يعتبر "حتر" نفسه رجلا ذا توجهات وطنية لكن المتابع لصفحته الشخصية قبل أن يوقفها قد يتوه في صفحته إذ يظنه البعض سوريا أو إيرانيا، وذلك من خلال ما يتبناه من أطروحات يغيب عنها الأردن ويحضر الوطن في النقد فقط، إذا كانت توجهات الأردن مخالفة لنهج النظام السوري.

يعتبر "حتر" من أشهر الكتاب إثارة للجدل، حيث يقوم بتوجيه بعض الانتقادات للدين الإسلامي، والتي كان أبرزها الطعن في القرآن الكريم، والسخرية من الرسول عليه الصلاة والسلام، والتطاول على الذات الإلهية.

"حتر" الذي قسم الناس إلى قسمين أولهما أنصار الدولة السورية، وثانيهما أنصار داعش، والمقصود بهم كل من خالفه الرأي من أفراد وجماعات أو فكر ودول فهو لا يفرق بين من يخالفه الرأي إن كان المخالف مسيحيا أو يساريا فالكل بالنسبة له داعش.

اضطرت السلطات الأردنية في 12 أغسطس الماضي إلى استدعاء ناهض حتر، على خلفية إعادة نشره لرسم كاريكاتير اعتبر مسيئًا للذات الإلهية على صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي بعنوان “رب الدواعش” ما أثار جدلاً واستياءً كبيرين، وأفرج عنه بتاريخ 8 سبتمبر 2016 مقابل كفالة.

أثارت قضية اتهامه بالتطاول على الذات الإلهية ردود أفعال واسعة داخل الشارع الأردني عقب توجيه صادر من رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي إلى وزير الداخلية سلامة حماد، بالتحقق فيما نسب إلى الكاتب ناهض حتر حول نشره مادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الذات الإلهية، وطلب رئيس الحكومة سرعة استدعاء الكاتب من خلال الحاكم الإداري واتخاذ المقتضى القانوني بحقه.

وأكد "الملقي" في تصريحات صحفية وقتها، أنه لن يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء للمقدسات، وأن القوانين ستطبق بحزم على كل من يقوم بمثل هذه الممارسات الطارئة على المجتمع الأردني المتدين والمحافظ والمدافع دوما عن حرمة الدين والمقدسات، علما بأن حرية التعبير مصانة للجميع لكن ضمن المحددات الدستورية والقانونية.

ونفى "حتر" الإساءة للذات الإلهية، قائلا إن "كتاباتي دليل واضح على ذلك، أما الكاريكاتير المشار إليه في الاتهام الباطل ضدي فهو يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروجه الإرهابيون".

وأوضح أنه لا ولن يقبل من أحد التطاول أو الإساءة للذات الإلهية، وهناك فهم خاطئ للرسم المنشور، وقد أكدت أن الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، وهناك "إخوانجية داعشيون" يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون.

أوقف محافظ العاصمة الأردنية عمان خالد أبو زيد الكاتب ناهض حتر، تمهيدا لإحالته للقضاء عقب سماع أقواله بما نسب إليه من إعادة نشر رسم كاريكاتيري مسيء للذات الإلهية على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي أغلقت في ساعة متأخرة بعد النشر.

ومثل ناهض حتر، عقب تواريه عن الأنظار واعتباره فارًا من وجه العدالة أمام محافظ العاصمة، استمع خلالها لأقواله بحضور محاميه وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الأردنية بترًا الناطقة باسم الدولة الأردنية.

واستبعد حقوقيون أن يصنف نشر الكاتب حتر الذي ينتمي إلى الطائفة الدينية المسيحية الرسوم المسيئة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، ضمن حرية الرأي والتعبير، مرجحين تصنيفها بمثابة خطاب كراهية ومس الذات الإلهية.

ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة غضب تنتقد صمت السلطات الرسمية الأردنية حيال انتهاكات الكاتب ناهض حتر المتكررة منذ اندلاع الثورة السورية تطاول خلالها على عدد من الدول العربية المناوئة لنظام الأسد وإيران وحزب الله، يصنفها بمثابة الأنظمة الحاضنة للإرهاب إلى جانب انتقاده سلسلة قرارات رسمية أردنية حيال الملف السوري التي يرى فيها الكاتب أنها تهدد نظام دمشق.

ونشط الكاتب عقب اندلاع الثورة السورية بانحيازه لنظام الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانب قواته، بالإضافة لترأسه عددًا من الوفود النقابية الحزبية وعددًا من الشخصيات الأردنية خلال زيارات متكررة للعاصمة دمشق، التقى خلالها بشار الأسد وشخصيات عسكرية ومسئولين في نظام دمشق، تقابل بحالة سخط شعبي نقابي حزبي برلماني رفضاً لممارسات حتر وأتباعه في الداخل الأردني.

ورجحت بعض وسائل الإعلام الأردنية أن يكون القائم باغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر أحد عناصر "داعش"، حيث أفاد شهود عيان بأن مسلحا مجهولا فتح النار على حتر أمام قصر العدل بمنطقة العبدلي وسط عمان، وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن المسلح أطلق ثلاث طلقات على الكاتب قبل إلقاء القبض عليه. 

وقالت إدارة الإعلام الأمني في مديرية الأمن العام إنه "صباح اليوم أقدم أحد الأشخاص على إطلاق أعيرة نارية تجاه الكاتب ناهض حتر بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي أثناء توجهه لحضور جلسة لدى المحكمة وأسعف على الفور إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل