المحتوى الرئيسى

ميرا ماجد تكتب: وتتوالى الصفعات

09/25 10:20

منذ عدة أسابيع، استوقفني خبرا قد يكون أثار انتباه الكثيرين، بل استفز بعضهم بشكل أو بآخر، ولكنه في حقيقة الأمر كان بمثابة صفعة بالنسبة لي؛ فليس الخبر وحده كان هو الصادم، بل أيضًا ردود الأفعال الخاصة بذلك الخبر كانت صادمة:

“الأطفال المتهمون بازدراء الأديان يصلون سويسرا لطلب اللجوء”، ذاك هو الخبر الذي لعب الإعلاميان (المرموقان) وائل الإبراشي ومحمد الغيطي دورا بارزا في التعليق عليه.

هاجم الإبراشي والغيطي الأطفال الخمسة.. نعم كما قرأت عزيزي القاريء، وذلك بدلًا من أن يوجها هجومهما ضد الجهة التي تسببت في الحكم على 5 أطفال بالحبس 5 سنوات بسبب فيديو “ساخر” لا تتجاوز مدته الـ 30 ثانية!

حقا اتساءل: ماذا كان يعتقد أي ممن ألقوا اللوم على الأطفال الخمسة، أن تكون صورة الوطن الحالية في أذهانهم بعد تلك الواقعة؟ كيف تجرأوا على تقييم مواقف الأطفال الشخصية المتعلقة بمستقبلهم، وانطلقوا في إصدار الأحكام عليهم، بل وأن يكونوا بمثابة الجلاد لهؤلاء الأطفال؟! ونحن لم نذق حتى مرارة الظلم الذي تجرعوه طوال هذه المدة حتى خروجهم من مصر.

في حقيقة الأمر، ما دفعني إلى تذكُر تلك الواقعة، هو حادث مركب رشيد المروّع الذي راح ضحيته 154 شخصا، فعندما كان أهالي ضحايا المركب غارقين في أحزانهم، ظهر كثير ممن ألقوا اللوم على الضحايا.. هؤلاء المتأهبين دوما بتساؤلاتهم ومبرراتهم -المفترض أن تثير استفزاز كل ذي فكر سوي!- مثل: “هؤلاء منتهكين للقانون! هؤلاء في حوزتهم 30 ألف جنيه، ولذلك هجرتهم تعد أمر ترفيهي”، وغير ذلك من العبارات التي -قطعًا- تنتهك حقوق جميع الضحايا!

فلتسمح لي أيها اللائم الثائر أن أوجه لك بعض الأسئلة:

لماذا لم تستغرق بضع دقائق للتفكير في دوافع كل الركاب للمخاطرة بأنفسهم؟

ولماذا لم تفكر في احتمالية أن بعض الركاب قاموا ببيع آخر ما يمتلكون -حرفيًا- لتدبير 30 ألف جنيه؟

هل تعي حقًا أسباب الهجرة غير الشرعية؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل