المحتوى الرئيسى

انت تصور ..برافو!! | المصري اليوم

09/25 02:07

أنت تصور.. برافو.. عبارة تحولت إلى شعار طبع على آلاف القمصان وأغلفة الهواتف المتحركة، لشابة إيطالية تدعى تازيانا تبلغ من العمر 31 عاماً، قالتها لصديقها الذي كان يصورها أثناء ممارسة الجنس سوياً!

تسرب مقطع الفيديو من صديقها إلى ثلاثة آخرين، ثم انتشر بشكل مفزع على شبكات التواصل الاجتماعي حتى شاهده أكثر من مليون شخص، وتحولت صاحبته إلى مادة للسخرية والتندر، ما دفعها إلى الانتحار في نهاية مأساوية هزت إيطاليا!

«تازيانا» ليست الضحية الوحيدة لهذا النوع من الجرائم الإلكترونية، فالعشرات غيرها لم يجدن سوى الانتحار سبيلاً للهروب من ضغوط مبتزين قاموا بتصويرهن عرايا أو في أوضاع مخلة ثم هددوا بفضحهن لاحقاً.

عكفت لأشهر عدة على إعداد تحقيق استقصائي حول جرائم الابتزاز الإلكتروني، بعد أن هالني سقوط آلاف الضحايا في محيط الوطن العربي فقط، وشاهدت- من خلال مصادري- مقاطع فيديو صادمة لمشاهير وموظفين عموميين تم استدراجهم عبر فيس بوك وشبكات تواصل أخرى إلى التعري وأداء حركات خليعة.

منظمة الإنتربول أشرفت على تحقيق جنائي دولي حول الابتزاز الإلكتروني، وتوصلت إلى نتائج صادمة؛ إذ تحول إلى جريمة منظمة تنفذها عصابات دولية، تنتشر في دول معينة، وتوفر تدريب ومكافآت لعناصرها، فضلاً عن الدعم التقني والمقرات المجهزة، والبرامج التي يصعب تعقبها، وقبض على إحدى هذه العصابات في دولة آسيوية نفذت جرائم في أوروبا والشرق والأوسط، وكانت وراء انتحار عدد من الضحايا.

أفزعني أن هذه الجرائم طالت عدداً غير قليل من أصدقائي والمحيطين بي، والأسوأ بكل المقاييس أنني حذرت عدداً منهم سابقاً، وشرحت تفصيلياً كيف تتم عملية الاستدراج، لكنهم سقطوا في الفخ بالرغم من ذلك!

الابتزاز الجنسي للرجال ينطلق بشكل أساسي من دولة عربية في شمال أفريقيا، واستهدف في البداية مشاهير الفن والرياضة والإعلام، وحقق المبتزون أرباحاً خيالية، دفعتهم إلى تطوير أساليبهم، فالمخاطرة شبه معدومة وكذلك كلفة التنفيذ!

المبتزون الإلكترونيون استهدفوا أولاً دول الخليج لثراء سكانها، وحين انتبهت هذه الدول واتخذت تدابير احترازية، شملت حملات توعية مكلفة ومستمرة على مدار العام، لجأ المجرمون إلى تحويل وجهتهم إلى بلدان أخرى منها مصر، بهدف الحصول على أي مبالغ مالية من الضحايا، حتى لو كانت متواضعة!

حين أتلقى رسالة من صديق على فيس بوك تفيد بأنه أغلق حسابه لتعرضه للاختراق، أدرك جيداً أنه وقع ضحية لمبتز إلكتروني انتحل صفة فتاة واستدرجه إلى التعري وصوّره!

أساتذة علم النفس والاجتماع يؤكدون أن الإنسان يفقد القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في ساعة متأخرة من الليل يكون فيها عبداً لحاسوبه الشخصي أو هاتفه ومنشغلاً بحوار ساخن مع طرف آخر لا يعرفه غالباً، دون أن يدرك أنه ربما يكون ضحية لإحدى أخطر الجرائم الاجتماعية!

المبتز الإلكتروني مختل حقير، فبمجرد أن ينجح في تصوير ضحيته – خصوصاً من الرجال- يستعبده ويحاصره من كل جانب، وقد حذرت ضحايا كثرا من مغبة الانصياع للمبتزين، بل ساعدتهم على التواصل مع أجهزة أمنية مختصة، لكنهم خضعوا لمبتزيهم من شدة الرعب!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل