المحتوى الرئيسى

طمع أم هروب من الجحيم؟.. علماء اجتماع يحللون أسباب «الهجرة غير الشرعية»

09/24 23:11

خضر: «إحنا شعب مش فقير والشباب في الجامعة بيشربوا سجاير بيجيبوا الفلوس دي منين؟»

أبو الحسن: «المصريون مجتمع واطن يكره الترحال ويعشق الوطن ولا يدفعه لهذا التفكير سوى خطر داهم»

"الحكومة مش مسؤولة عن إطعام الناس اللي بيخلفوا عيال كتير، هي هتشوف المياه ولا الصرف ولا إيه.. ياريت تنسوا بقى نغمة الحكومة ماما وبابا" هذا ما تراه الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تعقيباً على تحميل البعض للحكومة والنظام الحاكم لجوء الشباب إلى خوض "رحلة الموت" في الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أن هؤلاء الشباب هم ضحايا ثقافة "الفهلوة" و"حلم الثراء السريع"، و"سماسرة الموت".

وقالت الدكتورة سامية خضر، إن غالبية الشباب الذي يلجأ للهجرة غير الشرعية "أمي" يجهل القراءة والكتابة ولا يملكون حرفة يقتاتون منها ويرفضون العمل في المصانع والشركات، متوسط أعمارهم بين 15 لـ 20 سنة، فتحوا أعينهم على من سافر منذ عشرات السنوات وقد حقق أموال طائلة لذا يحلمون بتكرار ما فعله هؤلاء، ولكنهم لا يعلمون أن الأحوال في الدول الأوربية تغيرت وأصبحت الدول تحرق مخيمات اللاجئين.

ورفضت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، القول بإن غالبية الشعب المصري "فقراء"، قائلة: " امشي في الشارع كده، وهاتلي حد مش لابس كويس، أو واحدة مش لابسه حلق دهب، أو حد مش معاه موبايل"، مضيفة أن الشباب في الجامعة "بيشربوا سجاير.. بيجيبوا الفلوس دي منين".

وتابعت: "الفقراء بيجيلهم إحباط لما بيشوفوا إعلانات الكمبوندات وحمامات السباحة المفروض يقولوا ربنا يزيدهم ويشتغلوا أكتر، والشباب بيتهيألهم أنهم لو هاجروا هيتنعموا بـ "الحسناوات والشقراوات" وأجولة الفلوس".

وحملّت خضر الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني دوراً في هجرة الشباب غير الشرعية، من خلال عدم توعيتهم بأخطارها وظروف البلدان الغربية، متساءلة أين دور المشاركة المجتمعية والأحزاب التي اكتفت بسب الحكومة والقضاء على الهوية وإسقاط الدولة والاحتماء بحقوق الإنسان.

وقالت أستاذ علم الاجتماع إن الحكومة قصرّت في الاعلان عن الوظائف التي يحتاجها السوق والمشروعات "العظيمة" التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي، بخلاف عدم القبض على سماسرة الهجرة غير الشرعية بالرغم من أن الحادثة ليست الأولى.

وعلى النقيض علق الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، على الأسباب التي قد دفعت "أب" أن يأخذ "ابنه وزوجته" في رحلة هجرة غير قانونية، لتصبح الأم والابن في عداد الموتى، قائلاً: "الدوافع التي دفعت الأب هي الهرب من الجحيم في بلده إلى جحيم آخر غير محسوب"، بمعنى أنه إذا كنت في الطابق الثالث لأحد المباني واشتعلت النيران، فأمامك خياران أحدهما الموت محروقاً، والثاني هو القفز من المبني الذي قد يتبعه موت أو نجاة، وهذا هو ما دار في ذهن هذا الأب الهروب لحياة تحترم آدمية الانسان، فواجه نفقاً مظلما فدفع نفسه في النيران أملا في النجاة.

وأكد أبو الحسن، أن هذة الحالة غير مسبوقة على الإطلاق في المجتمع المصري، لأنه مجتمع "واطن" يكره الترحال ويعشق الوطن، ولا يدفعه إلى هذا التفكير سوى خطر داهم،  مشيرًا إلى أن غالبية الناس أصبح لديها شعورًا بأن بعض الفئات هم الأسياد، والباقون هم العبيد الذين خلقوا لخدمة "أسيادهم"، وهو شعور يخلق حالة من الكره والشعور بالظلم  والحنق لا علاج ولا حل له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل