المحتوى الرئيسى

حلب تحترق وكيري يطالب مجددا بوقف فوري للغارات

09/24 21:33

طالب اليوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوقف فوري للغارات على مدينة حلب السورية. وقال كيري اليوم السبت (24 أيلول/سبتمبر 2016) خلال لقاء مع أربعة من وزراء الخارجية الأوروبيين بمسقط رأسه في بوسطن: "إن ما يحدث في حلب غير مقبول، فهو تجاوز لكل الحدود".

وفي الوقت نفسه دعا كيري روسيا إلى ممارسة نفوذها لدى الرئيس السوري بشار الأسد ليوقف هذه الغارات. وذكر كيري: "على روسيا أن تضرب مثلا طيبا وليس سابقة لن يتقبلها العالم كله".

من جانبه، قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية اليوم السبت إن أي إستراتيجية لإبرام اتفاقات جزئية لوقف إطلاق النار لم تعد مجدية. جاء ذلك في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وروسيا إحياء اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال للصحفيين إنه يعرف إنه لا توجد خطة بديلة ولهذا تطالب المعارضة الولايات المتحدة بعمل شيء لإيجاد مثل هذه الخطة.

في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة السورية شنوا هجوما مضادا لاستعادة منطقة شمالي مدينة حلب استولت عليها القوات الحكومية في وقت سابق اليوم السبت. وقال مسؤولون بالمعارضة إن المقاتلين بسطوا سيطرتهم الكاملة على مخيم حندرات، في حين قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن القتال لم يحسم.

حوالي مائة قتيل في يوم واحد جراء الغارات

في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.

إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.

كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).

ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.

يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.

الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.

هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.

يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.

بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".

على صعيد متصل، ذكر مدير الطب الشرعي الموالي للمعارضة السورية أن أكثر من 95 قتيلا سقطوا اليوم السبت في مدينة حلب جراء قصف للطائرات الحربية السورية والروسية والصواريخ على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل