المحتوى الرئيسى

معتزلو السياسة: خائفون.. أو مصابون بأزمة نفسية

09/24 19:02

 بعضهم أعلنها صراحة أنه اعتزل الحياة السياسية في مصر لحين إشعار آخر، وآخرون قالوا إن قراراتهم أبدية لا رجعة فيها، وفريق ثالث رحل في صمت؛ إذ شهدت فترة ما بعد 3 يوليو اعتزال عدد كبير من النشطاء للعمل السياسي، اختلفت أسبابهم لكن الجميع اتفق على الإقصاء والتنكيل بالمعارضين.

ولوحظ أن معتزلي السياسة أغلبهم من الشخصيات الذين كانوا من كبار الداعمين لما حدث في 3يوليو، وبعضهم من الرافضين ممن فضلوا ترك السياسة والتوجه للعمل الحقوقي.

ترصد "المصريون" عددًا من الشخصيات التي شاءت الأقدار أن تبعدهم عن معترك السياسة أبرزهم:

قرر المهندس ممدوح حمزة، الناشط السياسي والاستشاري الهندسي، التوقف عن التغريد تمامًا عبر حسابه بتويتر الذي كان يعتبر المنفذ الوحيد لنشاطه السياسي.

وقال "حمزة" في تغريدة عبر حسابه الشخصي بـ"فيس بوك": "ابني وابنتي يعيشان في الخارج.. أحاول إرجاعهما للحياة في مصر، وشرطهما أن أمتنع عن التغريد".

وأضاف: "هذه آخر تغريدة لي.. وهذا من أجل أولادي".. مضيفًا: "اعتذاري وشكري للمتابعين".

الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، كان واحدًا ممن تصدروا المشهد في30 يونيو، ووقّع على استمارة تمرد ودعم الثورة في كل البرامج التليفزيونية، التي كان يظهر فيها، ولكنه بعد نجاحها كان له بعض التحفظات التي يتم من خلالها إدارة الدولة، وعلى إثرها اتخذ قراره باعتزال السياسة ثم عدل عنه.

وفي مفاجأة لم تكن متوقعة، قرر حازم عبدالعظيم، رئيس لجنة الشباب في حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأبرز مؤيدي الرئيس، الابتعاد عن الحديث في السياسة، واصفًا المناخ السياسي بأنه ليس أقل خطورة من أيام مبارك، حسب قوله.

وكتب "عبدالعظيم" في منشور له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "لقد قررت الابتعاد عن السياسة لفترة قد تطول.. أشعر بأن المناخ السياسي ليس أقل خطورة من أيام مبارك لو الواحد اتكلم بحرية.

 وكتب "عبدالعظيم" في تدوينة أخرى: "شكرًا لكل مَن عارضني سابقًا ثم اختلف معي وكل مَن اختلف معي سابقًا ثم عارضني.. هذه طبيعة السياسة المواقف تجاه مواقف وليس أشخاصًا".

أعلن ياسر الهواري، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أنه لا علاقة له بالعمل السياسي، وأنه يعمل حاليًا في الدوحة بإحدى شركات المقاولات المملوكة لمهندس مصري لم يسبق له العمل بالسياسة.

 واستطرد الهواري: "لا أفضل العمل من خارج مصر، وظروف خروجي من مصر كانت لأسباب تتعلق بعملي ومجاله والوضع الاقتصادي، ولا علاقة لخروجي بأي وضع سياسي، حيث إنني لم أتعرض لأي مضايقات أثناء دخولي وخروجي من مصر حتى وأنا قادم للظهور على الجزيرة".

 وتابع: أنه غير مُلمٍ بأي تفاصيل تحدث داخل الغرف المغلقة، فضلًا عن أنه مُقل جدًا في الظهور على شاشات الإعلام، مشيرًا إلى أنه لا يظهر إلا بعد إلحاح شديد، وطلب للحديث عن مواقفه الشخصية.

 وأضاف خلال منشور له على صفحته الشخصية "فيس بوك": "أنا لست عضوًا في أي حزب من الأحزاب أو أي حركة من الحركات السياسية أو الاحتجاجية أو أي جبهة من أي نوع".

مؤخرًا أعلنت جيهان رجب، القيادي بحزب الوسط، أنها تركت العمل السياسي، وستتوجه للعمل الحقوقي كعضو في مؤسسة الدفاع عن المظلومين وعضو رابطة أهالي المختفين قسريًا وعضو أهالي معتقلي العقرب.

وقالت رجب إن سبب قرارها هو التدمير النفسي مما تعرفه عن أوضاع أهالي المختفين والمعتقلين، قائلة: "الحقوق أهم الآن من كل شيء في دولة لا تحترم حقوق الإنسان الأولية".

وبالأمس أعلن محمد نبيل، القيادي بحركة 6 إبريل، توقفه عن العمل السياسي، مبررًا: "مش علشان خايف واللى يعرفوني شخصيًا أكيد هيفهموا ده، بس أنا مش واثق في تركيزي وصحة حكمي على الأمور".

وجاء قراره بعدما قال: "ناس كتير كانت ملاحظة إنى مش مظبوط من بعد الحبسة التانية، الحبسة التانية كانت وحشة بجميع المقاييس مع أنها كانت فترة قصيرة، أخويا اتحبس بسببي وكمان لم طلعت زمايلي فضلوا محبوسين لفترة طويلة بعدي، لم طلعت خسرت شغلى وبعد كده واجهت أزمة مالية طاحنة، ناس كتير كانت بتنصحني إنى أروح لدكتور نفسي".

وتابع: "أنا فعلا روحت لدكتور واتشخصت بالآتي: "كرب ما بعد الصدمة والإحساس بالذنب، اكتئاب نتيجة للمشاكل اللى حصلتلي، anxiety ومعرفش ترجمتها إيه بالعربي، بس هو قلق قاتل مستمر بسبب وضعي السيئ".

وقال الطب النفسي محمد مزيد، إن "سبب اعتزال النشطاء للعمل السياسي، هي أسباب تراكمية منذ أيام عبد الناصر؛ بسبب تردي الأوضاع وانتشار الفساد"، مشيرًا إلى أن "الأمر غير متعلق برئيس بعينه وإنما مبني على الوضع السياسي برمته".

وأضاف لـ"المصريون" أن اعتزال السياسية غير مرتبط أيضًا بفترة بعينها لخروج السياسيين من دوائرهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل