المحتوى الرئيسى

نقل صلاحيات «عزت» لـ «منير» هل يخمد نار فتنة الإخوان؟

09/24 17:38

قادة الجماعة يؤيدون الخطوة.. التيار الشبابي يرفض.. ومراقبون: محاولات لإنهاء الانقسام

كشف الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا عن أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر في طريقها لاختيار قيادة جديدة، مؤكدًا أن خلافات وصراعات الجماعة ستختفي.

وقال ولد الددو في مقابلة مع برنامج "بلا حدود" على فضائية "الجزيرة"، إن مرشد الجماعة الدكتور محمود عزت قد فوض صلاحياته لإبراهيم منير فانتهت بذلك مسؤوليته عن الجماعة عند هذا الحد.

وأوضح أن منير هو الآن مرشد الإخوان بكل صلاحيات المرشد رغم إقامته خارج مصر، مشيرا إلى أن "أزمة القيادة في الجماعة، وهي أزمة حقيقية سيتم تجاوزها بإذن الله وقد بدأت مؤشرات تجاوزها تتضح، ونسأل الله أن يتمها على خير".

وأكد أننا "نعيش مفصلاً تاريخيًا للجماعة تلزم فيه المراجعة بالنسبة للقيادة واللوائح والأولويات وبالنسبة لقضية الحكم والسياسة وقضية التجزئة الداخلية مثلما يتعلق بالرابط بين الإخوان بالداخل وبالخارج".

وأوضح أن "رأي الأكثرية هو الذي سيحسم تلك الأمور عن طريق الانتخابات فهي في مصر واضحة، و"الإخوان" استطاعت أن تنتخب في بعض المناطق وبإمكانها أن تنتخب في كل منطقة، وهذا أمر ميسور لها وهي متعودة عليه وهي صاحبة تجربة ولها عقليات كبيرة وقدرة تنظيمية فائقة وتستطيع تجاوز الأزمة".

وأثار نقل عزت صلاحيته إلى منير، جدلاً في صفوف الجماعة، ولم يكتف التيار الشبابي بإعلان رفض الخطوة الأخيرة، باعتبار أن الأول يعد طبقًا لكلاسيكيات جماعة الإخوان "أسيرًا" يفتقد لأي شرعية في ظل غموض مصيره وتضارب الروايات حوله.

ورفضت الجبهة المعارضة نقل سلطة إدارة الجماعة دون اتباع آليات صنع القرار، والرجوع إلى هياكلها التنظيمية، من أسر وشعب ومكاتب إدارية ومجلس الشورى العام.

ولم يستبعد مقربون من المكتب الإداري للإخوان في الخارج، أن تكون عملية نقل صلاحيات عزت إلى منير "مجرد تمثيلية، أو مقدمة للانتخابات الداخلية المقررة خلال أيام، التي من المحتمل أن تأتى بعزت مرشدًا عامًا للجماعة، خاصة وأن أغلب رموز التيار القطبي المسيطر على الجماعة منذ 20عامًا والموجود أغلب أعضائه في السجن ليس لديهم مانع من توليه زمام الأمور في ظل حالة التفتت التي تعيشها الجماعة".

واعتبرت المصادر نقل الصلاحيات هي مجرد حالة مؤقتة لترتيب أوضاع التنظيم خارج مصر، لاسيما فيما يخص الجوانب المالية والإدارية، ومحاولة لاحتواء الأصوات التي تنادى بتنحية الجبهة التاريخية عن سلطة التنظيم، في ظل مسئوليته عن الأزمة الأسوأ في تاريخ الجماعة وتفريغ محاولات التيار الشبابي لانتخاب قيادة جديدة للإخوان.

وكشفت عن أن "قرار نقل صلاحيات إدارة التنظيم هو انعكاس لنقل سلطة اتخاذ القرار من القاهرة إلى مقر التنظيم الدولي في الغرب، وأن مصير الجماعة لم يعد يخضع لسطوة المصريين"، مشيرة إلى أن تصريحات "ولد الددو" تشير إلى غضب دولي تجاه القيادة المصرية، ووقوفها وراء الخسائر التي ألمت بالجماعة وفروعها في أغلب دول العالم".

من جهته، رأى الدكتور أنور عكاشة، القيادي الجهادي البارز، أن "هذه الخطوة تعكس رغبة عزت في مواجهة الانهيار المتنامي للنظام وتصاعد الخلافات داخله، لاسيما أن كل المؤشرات تؤكد أن هذه الخلافات تدور حول شخصه باعتباره مسئولاً عن أغلب المشكلات التي عانت منها الجماعة منذ ثورة 25 يناير، فضلاً عن أن هذا التغيير قد يدفع التيار الشبابي الرافض لعزت لقبول الحوار مع منير".

وأضاف: "وجود إبراهيم خارج مصر لعقود طويلة وعدم دخوله في معارك داخل مفاصل الجماعة، قد يجعله بديلاً لعزت، مع البحث عن تقديم تنازلات للتيار الشبابي تعيد الوحدة للجماعة وتحول دون استمرار الخلافات والصراعات التي لم تشهد لها الجماعة مثيلاً طوال أكثر من ثمانين عامًا".

وتابع: "عزت قد يكون رغب في توجيه رسالة للغرب عبر تفويض صلاحيته لمنير، فالأخير معروف بصلاحيته القوية بالدوائر الغربية، ويمكن أن يعول عليه في الوصول لتفاهمات مع الغرب في ظل الصعوبات التي تعانى منها الجماعة في أوروبا، وهى الصعوبات التي يملك منير القدرة على تذليلها وتطبيع العلاقات مع الدول الغربية".

في سياق معاكس، رفض عز الدين دويدار، الناشط الإخواني، المحسوب على جبهة الشباب، عملية نقل الصلاحيات، قائلاً: "هذه الأنباء لا تهمنا فى شيء فنحن قادمون"، متابعًا: "عموما الكلام ده صار لا يعنينا، فقيادتنا منتخبة ومنشغلون فى شرح رؤيتنا وإعداد قدرتنا ولا نعترف بكل هذا".

وأضاف دويدار فى تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "طبعا محدش قالك فى الشعبة ولا الأسرة ولا المنطقة ولا حتى المكتب الإدارى إن د. عزت نقل صلاحياته لدكتور منير فى لندن، وأن د. منير هو الآن القائم بالأعمال وأن قيادة جبهتك صارت فى مكتب لندن، ومحدش استشارك لا أنت ولا مسئول مكتبك ولا حتى استشار أعضاء الشورى العام اللى لسه بعضهم أحياء".

وزاد دويدار بأن "الحديث عن نقل الصلاحيات مجرد حاجة كده زى الكرة الشراب"، قائلا: "أنا آسف فى اللفظ.. بس هما شايفينك كده، والبيعة بتتباصى من واحد لواحد كده حسب الظروف".

من جانبه، وصف سامح عيد، الإخوانى المنشق، والباحث في شئون الحركات الإسلامية، قرار تغيير القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، بـ"الغريب والمربك".

ورجح عيد أن "يكون السبب هو أن محمود عزت، القائم السابق بأعمال المرشد العام، لم يظهر منذ توليه شئون الجماعة"، مشيرًا إلى أن "التنظيم يعتمد على قاعدة فقهية تحرم ولاية الأسير، ما يعنى أن "عزت" الآن فى وضع الأسير".

وأضاف: "بعض العناصر تشير إلى القبض عليه، فيما قال آخرون إنه موجود في مصر في مكان ما بعيدًا عن الشرطة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل